ترجمة واعداد: عمار كاظم محمد حتى مع عقد الجلسة الاولى للبرلمان العراقي يوم الاثنين الماضي بعد اكثر من ثلاثة اشهر طويلة من التحديات التي واجهتها المحكمة الاتحادية وعملية اعادة العد والفرز بعد الانتخابات ظل"سيف علي"وهو بائع في محل للبقالة ينفس عن غضبه من السياسيين العراقيين،قائلا: ان درجة الحرارة ترتفع في الصيف بينما ليس لدينا من الكهرباء سوى بضع ساعات فقط في اليوم.
مضيفا"بصراحة ان السياسيين قد اهملونا فالبطالة والكهرباء والسكن و الماء منذ عام 2003 وحتى الان هي مشاكل لم يتم حلها".وكان المشرعون قد رحبوا بجلسة يوم الاثنين التي استمرت لمدة 18 دقيقة بشكل كان رمزيا لتشكيل الحكومة، لكن المسؤولين و الدبلوماسيين والسياسيين هم بالتأكيد قلقون من أن الاحباط الذي يشعر به المواطنون يمكن أن يشكل تهديدا اكبر للعملية السياسية الجديدة من العنف او التمرد. هناك فقط القليل من السياسيين الذين يمتلكون قاعدة حقيقية من المساندين والتي تساعدهم على التعامل من الجمهور الغاضب الذي رحب بالتحسن الأمني والذي يطالب الآن بالعيش بشكل افضل، وفي اية محادثة كان هناك تهكم عميق نحو صنف من السياسيين الانتهازيين الذي صار نمطا شائعا في كل حكومة عراقية منذ سقوط النظام الملكي في العراق عام 1958. يقول السفير الاميركي السابق في العراق رايان كروكر"هناك انقسام واضح"واصفا"سلطة نخوبية كانت تهمل الناس بشكل اساسي"مضيفا"في الوقت الحاضر انا اشعر بالقلق من بقاء نوع من الثقافة السياسية التي يكون فيها الحكام غير مهتمين ببساطة بمن يحكمون"مضيفا"ان هذا النوع من الثقافة السياسية لم يخترعه النظام البائد لكنه كان جزء من الثقافة السياسية الباقية في العراق والتي لم تفضي الى وجود حكومة سعيدة منذ عام 1958 باي شكل من الاشكال".وقد اعقبت الانتخابات التي جرت في آذار الماضي جمودا في العملية السياسية كما ان الحكومة في الدورة السابقة استغرقت ستة اشهر لكي تتشكل، لكن جلسة يوم الاثنين الماضي كانت عالما مصغرا من التشابك في العملية السياسية حيث أن كل خطوة هي إما ان تكون اجرائية او أمرا مازال في طور النقاش. خلال جلسة البرلمان الاولى لم يتحدث احد من القادة السياسيين لأنهم طلبوا ان يكون هناك وقت متساو للجميع في الحديث، وقد دافع الكثير منهم عن الوقت الطويل الذي تستغرقه المفاوضات،على الرغم من معرفتهم من تصاعد القلق في اوساط الشارع العراقي. الناس تنظر الى ما يجري على مسرح المفاوضات السياسية بغضب، حيث أن التردد في تشكيل الحكومة يزيد منه، فهناك تحذير من السخط المتزايد بسبب كون التردد يعود الى تعارض المصالح بين الكتل المتنافسة والخشية من كون السياسيين يعملون لمصلحتهم الخاصة.وكان السفير كريستوفر هيل قد اوضح ان الغضب بين الناس ربما سيجبر السياسيين على التوصل الى اتفاق وتشكيل تحالف قريب اكثر من اي شيء آخر قائلا"ان عليهم ان يحلوا هذا الامر والا فسوف يتم الحكم عليهم من قبل الناس في كونهم سمحوا لطموحاتهم الشخصية ان تقف في طريق المصالح العامة". عن: نيويورك تايمز
تصاعد الغضب في الشارع العراقي من تأخر تشكيل الحكومة
نشر في: 15 يونيو, 2010: 08:09 م