ميسان/ مهدي الساعدي
ينتقل احمد قاسم 47 عاما، من ابناء مدينة العمارة الى محافظات اخرى لأجل سفره الى تركيا، من اجل متابعة اعماله التجارية عبر مطارات بغداد او البصرة بسبب خلو مدينته من مطار مدني يغنيه عن التنقل بين المحافظات الاخرى، وتجنب الارهاق المترتب على السفر الداخلي بين المحافظات.
مطار ميسان المدني، المشروع المنشود الذي انتظره ابناء المحافظة لسنين طوال، لم يتم تنفيذه عمليا رغم وجود الارضية المناسبة واغلب ما يتطلبه انشاء المطارات، واهمها المدرج وموافقات اصولية ووزارية لتحويل مطار البتيرة العسكري الواقع غرب مدينة العمارة ويبعد عنها 5 كيلومترات الى مطار مدني، ولكن جملة من الاسباب حالت دون ذلك لغاية اللحظة.
محافظة ميسان صاحبة المايقارب مليون نسمة، تخلو من مطار مدني ينقل ابناءها الى دول اخرى خلال السفر او المواسم الدينية كالحج على الرغم من وجود مطارين أحدهما عسكري والاخر خاص بالشركات النفطية، دون استفادة المواطن الميساني منهما.
في نيسان/ابريل من عام 2010 أعلن محافظ ميسان الاسبق المهندس محمد شياع السوداني، عن موافقة وزارة الدفاع العراقية على تحويل مطار البتيرة العسكري إلى مطار مدني، موضحا بحسب ما نقله مكتبه الاعلامي "أن وزير الدفاع أبدى تجاوبه وموافقته على طلب المحافظة الخاص، بتحويل مطار البتيرة العسكري الى مطار مدني".
ولم تتوقف الموافقات على وزارة واحدة فحسب، بل تلتها موافقات اخرى مما يعكس سعي حكومة المحافظة الجاد لتنفيذ مطار مدني في المحافظة، اسوة ببقية المحافظات القريبة والمجاورة.
حيث اعلنت ادارة المحافظة في عام 2014 عن موافقة وزارة النقل على تحويل مطار البتيرة العسكري، في المحافظة إلى مطار مدني.
ونقلت مصادر اعلامية عن نائب محافظ ميسان جاسب كاظم الحجاج "التقى وفد من مجلس المحافظة بوزير النقل –الأسبق- باقر جبر الزبيدي، في مقر الوزارة ببغداد حيث تمت الموافقة على تحويل مطار البتيرة العسكري إلى مدني".
يقول وزير النقل الاسبق كاظم فنجان الحمامي لـ(المدى): "تتوفر في مطار البتيرة كل المستلزمات لاعتماده كمطار مدني، منها مدرج يبلغ طوله 3 كم وهو صالح حاليا ومستقبلا لهبوط الطائرات، من نوع CRG وطائرات اخرى من نوع البوينك 7 × 7 8100 ولكن، يحتاج الى برج مراقبة وصالة استقبال وصالة مغادرة، وكانت الحكومة المحلية في المحافظة متفاعلة الى ابعد الحدود لإنجازه، كما تقدمت عدة شركات لاستثماره ولكن اصطدمنا بالعديد من الاجراءات والتعقيدات".
ويعتبر مطار البتيرة العسكري من اكبر مطارات محافظة ميسان، تم اتشاؤه في ثمانينيات القرن الماضي ليكون مطارا عسكريا، خلال الحرب العراقية الايرانية وشيدته شركات اجنبيه، كما افاد مطلعون لـ(المدى).
وفي عام 2014 زار وفد لجنة متابعة انشاء المطارات في وزارة النقل، لمناقشة موضوع وبحث مشروع تأهيل مطار ميسان الدولي، وادراجه ضمن مشاريع عام 2014 وتخصيص المبالغ اللازمة لذلك، بحسب المكتب الاعلامي الرسمي لمحافظ ميسان.
وبين محافظ ميسان علي دواي لازم في تصريح اعلامي عن الزيارة تابعته (المدى) أنه "استقبل وفد لجنة متابعة انشاء المطارات، في وزارة النقل خلال زيارته الى محافظة ميسان وتم استعراض ومناقشة مشروع تأهيل مطار ميسان الدولي، وضرورة الاسراع بالمشروع وتم الاتفاق على جميع الخطوات العملية لهذا المشروع، وعرض الاستعدادات لهذا الغرض وذلك بادراجه ضمن مشاريع عام 2014، كما تم تخصيص المبالغ اللازمة لذلك".
مختصون اقتصاديون من محافظة ميسان افادوا لـ(المدى) في مداخلات حول اهمية افتتاح المطار، اقتصاديا، من خلال القول "سيكون لمطار ميسان المدني في حال افتتاحه العديد من الفوائد والعائدات الاقتصادية، منها تحقق ايرادات هائلة للمحافظة ولوزارة النقل ولسلطة الطيران المدني على حد سواء، بالاضافة الى ايجاد فرص تشغيلية واستثمارية لأبناء المحافظة منها فتح ابواب التشغيل وتوفير ما يقارب 3000 فرصة عمل".
وبين وزير النقل الاسبق كاظم فنجان الحمامي لـ(المدى) جملة من اسباب عدم انجاز مطار ميسان المدني بالقول "اصطدمنا باجراءات وزارة المالية وتعقيدات المفتش العام، التي حالت دون استلام الشركة المستثمرة لانجاز المطار رغم بقائها مرابطة لسنوات تنتظر الموافقة".
معللا الرفض بأسباب عدم اظهار النجاح لأشخاص محددين، منهم الوزير مضيفا "مطار ميسان سيقرب المسافات بشكل كبير، ولكن هناك اناس ينظرون للموضوع من زاوية اخرى ويحسبون كونه انجازا من انجازات المحافظ او الوزير، ومن هذا الباب الضيق جاءت كل المعرقلات لتعطيل انشاء هذا المطار، ونحن لم نخسر شيئا فالمستثمر سيتولى كافة الامور".
من جانب متصل بين محافظ ميسان علي دواي لازم خلال لقائه وزير الدفاع جمعة عناد، في شهر تشرين الثلني/اكتوبر من العام الجاري "اكمال كافة الجوانب الفنية والإدارية الخاصة بالمطار، والإجراءات التي قامت بها محافظة ميسان منذ عام 2011 ولغاية الان" بحسب ما نقله المكتب الاعلامي الرسمي لمحافظ ميسان.
والى شرق مدينة العمارة يوجد هناك مطار آخر، شيدته الشركات النفطية الصينية العاملة في القطاع النفطي في محافظة ميسان، في حقل الحلفاية النفطي اطلق عليه مطار الحلفاية هبطت عليه طائرات عدة مسؤولين رفيعي المستوى، منها طائرة رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، خلال زيارته لمحافظة ميسان في شهر ايلول من عام 2020.
واوضح وزير النقل السابق كاظم فنجان لـ(المدى) "كما يوجد في ميسان مطار الحلفاية الذي يعتبر اجمل مطار في العراق، نفذته الشركات الصينية العاملة في المجال النفطي في المحافظة ولم تعلن عنه، كما يعتبر مطارا خاصا وغير متاح للمسافرين ويعد تحت سيطرة وزارة النفط وليس وزارة النقل".
وحول امكانية تسخير مطار الحلفاية لنقل المسافرين المدنيين من ابناء المحافظة بين فنجان "عندما قدمنا مشروعا لاستثمار مطار الحلفاية لأبناء ميسان، كانت من اول المعترضين وزارة النفط وللاسف الشديد".
يقول وزير النقل السابق كاظم فنجان لـ(المدى) "منعوني من تنفيذ مشروع مطار ميسان، وحرموا المحافظة ووضعوا معرقلات لعدم تنفيذ المشروع، وبعد خروجي من الوزارة تم غلق ملف منفذ مطار ميسان رغم الحاح المستثمر وموافقته على كل الشروط".
وحتى يتم انشاء مطار مدني في المحافظة الجنوبية، سيبقى المواطن الميساني احمد قاسم يبحث عن منفذ جوي للولوج منه الى الطرق الجوية، لينقله الى بلدان اخرى خلال سفره متحملا بذلك اعباء نقله نحوها، وهو يمنّي النفس بإكمال مشروع مدينته المنشود.