سعاد الهرمزيالمطرب المرحوم حضيري ابو عزيز ذو نفسية مرحة وقلب نظيف يتمتع بكل ما يتمتع به قلب العربي الاصيل من نقاء وفضيلة، فهو بقدر ما كان حريصاً على ان يبعد بيته العائلي عن الندوات الخاصة فقد كانت له دار اخرى يستقبل فيها ضيوفه ومحبي فنه.
وكانت هذه الدار اشبه شيء بالندوة التي يحضرها كل ليلة اشهر المطربين الريفيين والشعراء الشعبيين ، وكان المطرب المرحوم حضيري ابو عزيز بينهم نجماً متألقاً خلقا واخلاقا، فنا وكرما وبذلك فرض نفسه من خلال خصاله مضيافا نظيفا منزها عن الشوائب التي لصقت بالبعض الاخر فكانت علاقته قوية مع المطربين كافة والادباء الشعبيين فقد ارتبط بادباء وشعراء كل من الحلة والنجف والفرات الاوسط المراكز المهمة انذاك للادب الشعبي ولم يقتصر اتصاله على المطربين فقط بل تعداه الى الخطباء والادباء والشعراء امثال محمود الحبوبي والشيخ علي البازي ومحمد علي اليعقوبي والشيخ محمد علي قسام والشيخ جعفر قسام والسيد رضا الخطيب الهنداوي وفاضل الرادود والشيخ حميد المحتصر. والسيد كاظم القابجي والسيد خضير القزويني وعبد الامير الطويرجاوي فأثر فيهم الكثير واثروا فيه. وكنتيجة للتماس الشديد بينه وبين هؤلاء الادباء بدأ بتأليف اغانيه من نظمه وهي وسيلة لم يتبعها الا القليل من المطربين فقد تطابق محتوى فكرة الاغنية ومضمونها مع نمطية الصوت الذي يعتبر اعذب صوت ريفي بلا منازع ولذلك فقد اصبح حضيري ابو عزيز ليس مطربا ريفيا جاء من اهوار الجنوب وانما مطرب ريفي متطور ثقف نفسه بنفسه وربط بين الاهوار والصحراء والريف والحضر فأطرها باسلوبه الخاص ووجد من حنجرته خير معين له فاستقطب الناس بكل مستوياتهم وطبقاتهم الاجتماعية سواء من كان في الريف منهم او المدينة لا بل تعداها الى خارج البلد ولنا شواهد كثيرة في هذا المجال لذلك فقد كان المرحوم حضيري يترجم الام وامال الجمهور ومعاناتهم في كثير من اغانيه الى درجة ان منع بعضها انذاك. rnحضيري ابو عزيز وشركات الاسطوانات لقد نشأت في الفترة من عام 1877 وحتى عام 1918 شركات لتسجيل الاغاني وسواها على طريقة الاسطوانات الشمعية.. وقد وصلتنا القليل من هذه الاسطوانات التي حفظت لنا اصوات بعض المطربين وكانت متخصصة لمقرئي المقام العراقي امثال احمد زيدان وملا عثمان الموصلي واسطه محمود الخياط .وبعد سقوط الدولة العثمانية وتغلغل الاستعمار الغربي في الوطن العربي حاولت شركاته ابتزاز الارباح عن طريق التغلغل في الكثير من المرافق فأسست شركات لتسجيل الاغاني على الاسطوانات من الزفت والتي بقيت متداولة لدينا حتى الوقت الحاضر واخذت هذه الشركات تتنافس فيما بينها للحصول على اكبر عدد من الاصوات الجميلة لضروب الغناء كافة ومن بينها الاغنية الريفية وذلك بعد استنتاجات استطلعتها هذه الشركات على اذواق الجمهور العراقي.. وقد تم لها ذلك ومن بين ابرز الذين سجلت لهم هذه الشركات المطرب المرحوم حضيري ابو عزيز فكان اول تعامل لهذه الشركات في هذا المضمار مع شركة بيضافون الالمانية عام 1926 حيث تعاقدت معه لتسجيل اغان ريفية من الابوذية والبستة على عشر اسطوانات كل اسطوانة ذات وجهين وجه طور من اطوار الابوذية والوجه الاخر اغنية ريفية وهذه الاغاني هي: rn1-ابوذية مع اغنية (احا يلبس المودة) 2- ابوذية مع اغنية (فتحية).3-ابوذية مع اغنية (بهية). 4-ابوذية مع اغنية (شريفة الواجفة). 5-ابوذية مع اغنية (الناصرية – لا ريدهم لا ريد حنتهم عليه). 6- ابوذية مع اغنية (يايمة ثاري هواي). 7-ابوذية مع اغنية (خايب يموسى). 8-ابوذية مع اغنية (ما ساعدوني). 9- ابوذية مع اغنية (ترحم شبابي). 10- ابوذية مع اغنية (تصبح إمعيده الناس). 11-ابوذية مع اغنية (كلت مرحب ياخويه). وقد كان ذلك لقاء مبلغ 50 روبية لكل اسطوانة وهو مبلغ يعتبر كبيرا جدا اذا ما قيس بالمبالغ التي دفعت للمطربين الاخرين لقاء تسجيلهم. علماً بأن القوة الشرائية لهذا المبلغ في تلك الفترة قوية جدا وكنتيجة لتوزيع هذه الاغاني وطلب الجمهور عليها اخذت شركات تسجيل الاسطوانات الاخرى تتزاحم للتعاقد مع المطرب الكبير حضيري ابو عزيز الى ان تم لشركة نعيم التي انشأت في العراق التعاقد معه عام 1934 على تسجيل عشر اسطوانات اخرى تحتوي كل اسطوانة على بيت من الابوذية بطور معين مع اغنية تختلف الابيات والبستات في كلماتها عن مثيلاتها في الاسطوانات العشرة التي سجلت لشركة بيضافون الا ان شركة نعيم لم تتمكن من حيث الامكانية من تسجيل الاسطوانات العشرة فظهرت للجمهور ست منها والخمس الاخرى حجبت لظروف الشركة المالية اما المبالغ التي تقاضاها المرحوم حضيري عن كل اسطوانة فقد كانت مئة روبية لكل اسطوانة وهو مبلغ كبير لم يحصل عليه سواه من المطربين اما ما احتوته الاسطوانات المذكورة يظلام. 1-اغنية هلي يظلام. 2-ابوذية مع اغنية (عنيد). 3-ابوذية مع اغنية (شلك على ابن الناس).4-ابوذية مع اغنية (بس بعد).5-ابوذية مع اغنية دكعد وحاجيني.6-ابوذية بس عاد مع اغنية لتطير بعيد.وفي عام 1937 نشطت شركة سودا الوطنية التي كان مقرها حلب بسوريا في تحركها على المطربين الريفيين وسواهم من المطربين العرب
حضيري أبو عزيز والمطربون في بغداد
نشر في: 16 يونيو, 2010: 04:24 م