جميل مشاريحضيري ابو عزيز واحد من المع المطربين العراقيين الرواد الذي خصصت له اذاعة بغداد ساعة كاملة على الهواء كل يوم جمعة. وعندما يحين موعد هذه الساعة تصبح الشوارع خالية وتقل الحركة سواء من المشاة او المركبات وكأنه حظر للتجوال لا لشيء ولكن لان الجميع
 يريد ان لا يفوته سماع الصوت الشجي لهذا الفنان الذي وهبه الله حنجرة واوتارا صوتية قل مثيلها. لقد كان هذا في خمسينيات وستينيات القرن الماضي. وكان رحمه الله كثيرا ما يكتب كلمات اغانيه التي ذاعت شهرتها في العراق والوطن العربي. وخاصة اغنية (عمي يبياع الورد/ كلي الورد بيش) الذي اخذ منها المطرب محمد عبدالوهاب لحن احدى اغنياته. ولكن هناك اغنية جميلة لهذا المطرب،قلة من الشيوخ يتذكرونها وقد غناها في اربعينيات القرن الماضي عندما كانت الحرب العالمية الثانية قائمة وفرض نظام (التموين) واصبح توزيع المواد الغذائية بالبطاقة المقننة لا في العراق وحده بل في عدد كبير من دول العالم وقبل الولوج في هذه الاغنية نذكر هنا حادثة اوردتها الاميرة (بديعة) في كتابها الموسوم (وريثة العروش) والاميرة بديعة هي خالة المرحوم الملك فيصل الثاني واخت الامير عبدالاله. حيث تقول: اثناء قيام بعض الدول باعتماد البطاقة التموينية وقد كنا في ذلك الوقت بلندن وكان النظام والتعامل بالبطاقة نظاماً حازماً حيث انك لا تستطيع شراء شيء بالنقود وكان المرحوم الملك فيصل الثاني يحب الشكولاته ولعدم استطاعتنا شراء الشكولاته له بالرغم من توفر النقود بسبب امتناع البيع الا بالبطاقة. لذا كنا نجمع بطاقاتنا وبطاقات الخدم والعاملين بمعيتنا لغرض استبدالها بالشكولاته وعندما عدنا الى العراق كان نظام التموين ساري المفعول فقرر الامير عبدالاله ان نشارك شعبنا بالمعاناة لذا منع علينا تناول الرز العنبر وهو من اجود ما ينتج في العراق لرائحته الزكية واستبدله (بالبرغل) ان ما جعلنا نتناول هذه الواقعة للعائلة المالكة. وذلك من حيث تطابقها مع اغنية الفنان الراحل حضيري ابو عزيز الذي صور فيها معاناة الشعب من التموين وبطاقته باغنيته التي تقول:امضي العريضة... دمضي العريضةعمي يابو التموين...مشي العريضةطاحت مريضة .... السمرة على الجايطاحت مريضة... الشكر غالي الشكر غاليوالجاي اجيبه منين. عذب احوالي...مدافع التموين عذب احوالي.عمي يبو التموين... امضي العريضة.هذا المقال من ارشيف الصحفي الراحل جمل المشاري