في اذاعة بغداد التقيت مصادفة المطرب الريفي (حضيري ابو عزيز) الذي كان يلقب بـبلبل الريف يوم كان يصول ويجول في عالم الغناء الريفي بين الاذاعة والمسارح في بغداد وخارجها وخارج العراق ايضا، وتبادر الى ذهني ان أسأله كيف بدا واين انتهى بين الكثرة من مطربي الريف واين هو منهم الان ؟.وافصحت عن رغبتي الى (ابو عزيز) فقال ..اذا تكتب مثل ما اكلك من عيني وعلى راسي
• فقاطعته: تسلم عينك وراسك ابو عزيز - اسمع ابوية .. اذا تكتب اللي يعجبك وتعوف المايعجبك مثل ما سووهة وياي ..لاوالله اني ما اجاوبك ..rn• قل كل شيء، هي جريدتك وجريدة كل اهل الفن ..- لعد ماطول هيجي اكتب بوية اكتب من الاول اني خضيري ابو عزيز ولدت عام 1904 في محافظة الناصرية وحينما اصبحت شابا اشتغلت في محل للخياطة يملكه خالي حسين محمد من اجل ان اتعلم مهنة .. وكنت قد تولعت في الغناء الريفي وساعدني في ذلك الجو الريفي الساحر والذي ولّد عندي روح الطرب ورحت اساجل الطيور نغمة بنغمة وابادلها غنوة بغنوة فاحن اليها وتحن اليّ وراحت تعلمني الشدو ورحت اردد ما تعلمت من غناء في محل عملي وكنت في الليالي التي تسبق الاعياد اسهر عاملا في الخياطة لانجاز بدلات العيد فاقطع الليل كله بالغناء ولم ادر ان الناس كانت تتجمهر امام محل عملي اعجابا بصوتي وغنائي الا بعد ان نبهني الى ذلك احد زملائي من العمال فشعرت بان لي موهبة يجب ان اربيها فلم اجد احسن من الملا قادر رحمة الله عليه اكبر مطرب في الريف في ذلك الوقت ورحت اتعلم وصل الغناء على يده وكان يرعاني ويشد ويدفعني الى الامام خطوة بخطوة وكذلك تعلمت الغناء ايضا على يد المرحوم محبوب وهو من عباقرة الغناء الريفي ومن اهالي الشطرة واصبحت واثقا من قدراتي ..ومضت الايام وانا ازداد ثقة وذات يوم من ايام 1932 جاء الى محافظة الناصرية الحاج عبد الحسين البايسكلجي وكان يومها وكيلا لشركة اسطوانات بيضاء فون جاء يفتش عن مطربين من الريف لملء الاسطوانات الخاصة بالشركة المذكورة .. فاتصل بي بعد ان سمع عني فلم اوافق • لماذا وكيف ..فوّت هذه الفرصة الذهبية بين يديك ؟!- لان بعضهم كان قد ادخل الخوف في نفسي من ان المايكروفونات تسبب امراضا خبيثة في الحنجرة لمن يغني أمامه. هكذا على بساطتهم وبسذاجتهم عرقلوا خطوتي الاولى هذه فاستطاع الحاج عبد الحسين هذا ان يقنع غيري بالمجيء الى بغداد لملء الاسطوانات في شركو بيضاء فون وفعلا جاء معه الى بغداد كل من خضير حسن وناصر حكيم وشخير سلطان ..• وانت لم تحاول ؟.-بعد عام واحد عاد مرة ثانية الحاج عبد الحسين البايسكلجي الى محافظة الناصرية وعرض عليّ الفكرة مجددا فوافقت على الفور بعد ان تأكدت بان المايكروفون ليس به وباء ينقل الامراض وجئت الى بغداد انا والمرحومان عيسى العمارتلي ومسعود العمارتلي وملأت انا بعض الاسطوانات ببعض الاغاني وكانت كلها من تاليفي وتلحيني ..• ماهي الاغاني التي سجلتها؟..- كانت اغنيتي الاولى التي سجلتها هي اغنية ما هي البنية التي مازالت منذ ذلك الوقت تتردد وقد سجلتها مؤخرا للمطربة سميرة توفيق على اسطوانات بصوتها . • الم تطالبها بالتعويض؟- لابوية لا ماسويها .• والاغاني الاخرى التي سجلتها بعد (ماهيَّ البنية) ؟- الاغنية الثانية كانت ياليلة طولي .. عدنا الترف خطار ) التي مازالت هي الاخرى تتردد وتملأ الاسماع طربا ونشوة ..وقد سجلتها فرقة الانشاد في اذاعة بغداد .• ثم ماذا بعد ذلك ؟.- تهافتت عليّ العروض المغرية من شركات الاسطوانات عن طريق وكلائهم في بغداد حيث سجلت عشرات الاغاني على اسطوانات شركة اوديون وشركة ام الجلب وشركة بليفون وشركة اسطوانات عراقية كانت موجودة في بغداد في حينها اسمها (شركة ناصر ونعيم) وشركة (سودا عكار وبار ) وهي شركة سورية كانت قد اخذتني الى سوريا انا والمطرب داخل حسن فسجلت لها مرتين .• ومهنة الخياطة اين اصبحت ؟.- تركت مهنة الخياطة .. ودخلت في سلك الشرطة العراقية في لواء الناصرية .• والاذاعة .. متى غنيت فيها؟.- في عام 1936 فتحت دار الاذاعة العراقية وشعر المسؤولون بضرورة الاستفادة من مواهبي بعد ان اشتهرت اغنياتي التي ملأت فيها الاسطوانات فملأت الاذاعات العربية وغيرها . وكذلك ملأت صناديق القوان (الاسطوانات).• وكيف تم نقلك من سلك الشرطة الى اذاعة بغداد ؟.- في عام 1937 فاتحت دار الاذاعة متصرفية محافظة بغداد لغرض مفاتحة متصرفية محافظة الناصرية بنقلي من شرطة الناصرية الى
طولي ياليالي.. فطالت فكانت حياة (حضيري أبو عزيز)
نشر في: 16 يونيو, 2010: 04:30 م