تابعت برنامجا فضائيا تحدث فيه أهالي البصرة عن معاناتهم ومشاكلهم،وهي متنوعة وكثيرة، الكثير منها أصبح في عداد مشاكل الماضي السحيق عند شعوب أخرى ومازالت لدينا من المشاكل المستعصية والبنيوية كما يقول أهل الأدب!
وليس في الإعادة إفادة،لكن معاناة أهالي البصرة تثير الكثير من الأسئلة عما فعله مجلس محافظتهم طوال سنوات حكمهم للمحافظة ومصير ملايين الدولارات من تخصيصات الميزانية لهم! ماقاله الأهالي لمن لم ير البصرة يعطيك انطباعا مأساويا من أن الحديث يجري عن مدينة خارج التأريخ وليس عن ثغر العراق الباسم أو المحافظة الاقتصادية للعراق ولا عن مدينة تطفو على بحيرات من البترول وتصدر 90% من نفط البلاد ولا عن ميناء العراق الرئيسي والوحيد للعلاقة مع العالم، وهو أمر يثير الأسى والدهشة معا،الأسى من حال ثغر البلاد والدهشة من المعاناة المريرة لأهالي البصرة التي من المفترض أن تكون وجه العراق وأن تكون شعلة من الحركة والعمل والإعمار ونفض مشاكل الخدمات من ماء وكهرباء ونظافة وبطالة ومشكلات صحية وتعليمية وبيئية..
السؤال الذي نبحث عن إجابة عنه هو نفس السؤال الذي طرحه المواطنون عما يقوم به مجلس المحافظة الذي تهيمن عليه الأحزاب المتنفذة في السلطة والحكومة الاتحادية، ويؤكد مانذهب إليه ليس "اعترافات"المواطنين بل اعترافات النائب عن محافظة البصرة منصور التميمي في 2012-11-3 الذي وصف الحكومة المحلية بـ(حكومة الأرصفة)والتي لا ترتقي إلى مستوى معاناة وحاجة أهالي البصرة".وقال التميمي بحسب بيان له انه "في كل يوم ينتظر أبناء البصرة ما يمكن أن يخرجهم من معاناتهم بتحسين البنى التحتية وإقامة المشاريع التي تدخل في حياتهم ومعيشتهم وتنقذ أبناءهم من البطالة القاتلة وتنجي مرضاهم من السرطان الذي استفحل في أجسادهم،إلا أن هذا لم نره طيلة السنوات الماضية.وأضاف التميمي إن "الشعب يعرف كل شيء ويعرف ما يصرف من أموال والتي كان من المفترض أن تصرف على بناء المدارس وتوفير الدواء للمرضى وتحسين البنى التحتية وإيجاد فرص عمل للشباب العاطلين عن العمل وغيرها من ضروريات الحياة في المحافظة, حيث نعتقد أن ما نشاهده ويشاهده أبناء محافظتنا اليوم من تكرار عملية رص الأرصفة بمواد تكلف الدولة أموالا طائلة نعتقد أنها عملية استغفال.وهذا كلام شاهد من أهلها!
ولو تركنا العجز في الخدمات فالبصرة مهيأة لأن تكون من كبريات المدن السياحية،تشير بعض الدراسات إلى أن كل فرصة في السياحة تخلق بصورة غير مباشرة خمس فرص عمل في قطاعات أخرى. كما أشارت دراسات أخرى إلى أن الدولار المستثمر للترويج السياحي يدر حوالي (29) دولاراً.
في كل الأحوال السيئة هذه،فحال البصرة الحزينة حال كل محافظات العراق،باستثناء كردستان،باعتراف الجميع، ولأن الكلام لا يحل عقدة ولا مشكلة ولا يغير حالا فان أمام أهالي البصرة والمحافظات الأخرى فرصة في انتخابات مجالس المحافظات القادمة وبأصواتهم سيبقى الحال على ما هو عليه أو يتغير!