المرأة في العراق يمكن عدها من النساء اللواتي شاركن الرجل العمل قبل الدعوة التي تتبناها المنظمات النسوية في العالم وليس في العراق .في الريف يمكن القول بانها الاكثر ساعات عمل وانتاجاً من الرجل فهي تشاركه في الزراعة وتربية الحيوان، ورعاية الاطفال، والقيام بمهام البيت.
الاحصائيات المتوفرة تشير الى انها تتفوق في العدد على الذكور و لها الاغلبية (المطلقة) في عدد الاصوات ولو ارادت التصويت لمشروع او قانون فباستطاعتها التغلب على الذكور ان صوتوا ضده.المرأة العراقية ربما عانت اكثر مما يعاني الرجل. في البصرة عملت في البناء، ونقل الاحجار، وعملت في بساتين النخيل لجمع التمور التي كانت تصنع وتصدر للخارج وعملت بائعة في الأسواق وقد كانت المراة العراقية الرائدة في تسلم مناصب حكومية بالنسبة لدول الجوار.في هذا الوقت تنوي وزارة العمل والشؤون الاجتماعية فتح دورات للنساء العاطلات عن العمل من اجل تأهيلهن لممارسة اعمال تعود عليهن وعلى اقتصاد البلد بالنفع، وهو امر من الامور الايجابية .ولكن الذي تتوجب الإشارة إليه ان هذه الدورات ستقتصر على مجالات ضيقة مثل تعليم الحلاقة النسائية والخياطة ،وهذا ما يجعل المرأة تدور في محيط ضيق لايتعدى مهارات يمكن الحصول عليها بيسر وسهولة ان كان للمراة اهتمام بها .ما نريده هو تاهيل حقيقي للمراة العراقية التي يمكن ان تساهم وبفعالية في مجالات صناعية واقتصادية ومهنية يمكن لها أن تثبت وجودها وتكشف عن ما لديها من امكانيات اما الدورات التقليدية في الخياطة والتزيين فلا نجد بأنها تستطيع الإلمام بها دون مساعدة.المرأة العراقية لديها من القوة، والحيوية ما لغيرها من النساء ولكن ماتحتاج اليه، التفهم ،والمحيط المهيأ لان يحدث الطفرة النوعية في تقدم مجتمعنا ليصبح مجتمعا لايقل ثقافة ومساهمة في التطور العالمي من خلال اشراكها في الحياة العامة وتفعيل دورها اكثر.لذلك ما ندعو اليه ان تهيئ وزارة العمل والشؤون الاجتماعية لوازم تفعيل دور المراة والدفع بها نحو المعمل والوظيفة الانتاجية او اكسابها المهارة في الخياطة والفنون والادارة .ولكن في مؤسسات متكاملة، وقريبة من منطقة سكنها، ولا تؤثر على مهامها البيتية، ويمكننا البدء بذلك من الان.