TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: قضية حوراء وخطباء الفضيلة !!

العمود الثامن: قضية حوراء وخطباء الفضيلة !!

نشر في: 28 ديسمبر, 2021: 11:21 م

 علي حسين

إذن، ومن دون مقدمات، اكتشف السادة في دولة القانون أنهم الأحقّ بمنصب النائب الأول لرئيس الجمهورية، وهم ينتظرون أن ترشح كتلة عزم مرشحها لمنصب النائب الثاني ، ووالجميع يتلهف لأن يجلس على هذا الكرسي السيد خميس الخنجر، ولم ينس أصحاب دولة القانون أن يخبروننا بأنهم لا يحبّون المناصب، لكنّ الواجب يتطلب أن نقدّم خدمة للبلد!!

وقرأنا في الأخبار أنّ القوى السياسية التي تنتظر "بلشوق " توزيع مكونات "الكعكة العراقية" مُصرّة وبدون هوادة على اختيار نواب لرئيس الجمهورية، فالبلد ساء حاله منذ أن تعرض نواب رئيس الجمهورية إلى مؤامرة، وهي نفس المؤامرة التي تعرض لها نواب رئيس الوزراء عندما استكثر عليهم الشعب "الجاحد" أن يتمتعوا بامتيازات المناصب .

لا أحد منّا يشكّك في حبّ السادة نواب رئيس الجمهورية ومعهم نواب رئيس الوزراء ومعهم نواب الشعب للعراق، لكن ما يسترعي الانتباه أنّ حبّ الوطن انتقل من شعارات الإصلاح ونصوص الشفافية والنزاهة، إلى معركة على المناصب، ليصبح التعبير عن هذا الحب غوصاً في كرسيّ المنصب، ويتحوّل الوطن، وفقا لمعركة تنصيب وزير للداخلية، وإعادة مزاد "أبو مازن" لمن يستطيع أن يدفع ثمن الكرسي.

لأننا نعيش زمن العجائب، فقد أصبحت قضية المناصب الأبرز لتتحول من مجرد خبر ينبغي أن يوضع بدون عنوان في صفحة داخلية، إلى قضية تشغل اجتماعات الساسة ، فهي اليوم القضية الأهم ، ولن نستغرب إذا ما طلب السادة الذين يسعون إلى المناصب بأن تتدخل الأمم المتحدة لكي تمنحهم الحق بالاحتفاظ بكرسي المنصب، أو يذهب بهم الخيال بعيداً فيطلبون نجدة حلف الناتو ليخلّصهم من هذا الشعب الناكر للجميل .

أرجوكم أن تعذروا إلحاحي ومتابعتي لشؤون من يدّعون السياسة والمسؤولية، فأنا مثلكم أبحث عن خبر مفرح فلا أجد سوى أخبار الساسة وصولاتهم ومعاركهم.

أنا يا سيدي القارئ الذي ربما يعترض على كتاباتي في السياسة ، لا أكتب من أجل الشهرة كما وصفني ذات يوم أحد الكتاب "الجهابذة"، ولست أريد من مسؤولينا الأكارم أن يمضوا أعمارهم في خدمة المواطن، كل ما أريده وأتمناه هو أن أشاهد مسؤولاً يختنق بالعبرات وهو يشاهد ويقرأ حكاية الطفلة "حوراء" التي انتُهكت طفولتها من قبل وحش بشري، ولم تكن هذه الحادثة الأولى فقد مرت قبلها عشرات الحالات دون أن يهتز صوت سياسي لا يزال يصرخ "وامحمد رمضاناه".

الأقسى من الحكاية المؤلمة التي ضجت بها مواقع التواصل الاجتماعي للطفلة حوراء، أن الذين يصرخون دفاعاً عن الفضيلة مرت أمامهم قضية الطفلة ، وهم لا يزالون منشغلين بمنع حفلات الغناء .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: في محبة فيروز

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

العمودالثامن: الحرب على الكفاءة

العمودالثامن: الحرب على الكفاءة

 علي حسين منذ ان ظهرت الديمقراطية التوافقية في بلاد الرافدين ،والمواطنونالعراقيون يبحثون عن مسؤول مختلف يمنحونه ثقتهم، وهم مطمئنون ، رغم أنهم يدركون أنّ معظم السياسيين ومعهم المسؤولين يتعاملون مع المناصب على أنها...
علي حسين

قناطر: ليلُ العشَّار الطويل

طالب عبد العزيز يحلَّ الليلُ باكراً في أزقّة العشَّار، أزقته القصيرة والضيقة، التي تلتفُّ عليه من حدود شبه جزيرة الداكير الى ساحة أم البروم، يحدث ذلك منذ سنوات الحرب مع إيران، يوم كانت القذائفُ...
طالب عبد العزيز

محاسبة نتنياهو وغالانت أمام محكمة الجنايات الدولية اختبار لمصداقية المجتمع الدولي

د. أحمد عبد الرزاق شكارة يوم عظيم انتصاراللعدل عبارة تنم عن وصف واضح مركز ساقه الاستاذ المحامي الفلسطيني راجي صوراني عن طبيعة الدور الايجابي المؤثر للمحكمة الجنائية الدولية متمثلا بإصدار مذكرتي القاء القبض تخص...
د. أحمد عبد الرزاق شكارة

الاندماج في العراق؟

أحمد القاسمي عندما نسمع بمصطلح الاندماج يخطر بأذهاننا دمج الأجانب المقيمين في بلد ما. فاستخدام هذا المصطلح بات شائعا منذ بضعة عقود في الغرب ويُستخدَم غالبا عند الحديث عن جهود الدولة أو مؤسسات المجتمع...
أحمد القاسمي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram