TOP

جريدة المدى > عام > أحداث العراق الثقافية خلال عام 2021..معرض العراق الدولي للكتاب اهم الاحداث الثقافية.. وانطلاقة لنشاطات ثقافية الأخرى

أحداث العراق الثقافية خلال عام 2021..معرض العراق الدولي للكتاب اهم الاحداث الثقافية.. وانطلاقة لنشاطات ثقافية الأخرى

نشر في: 29 ديسمبر, 2021: 10:58 م

إعداد/ علاء المفرجي

زخر العراق هذا باحداث ثقافية كثيرة وكبيرة على الرغم من تفشي «كورونا» وغياب وجوه ثقافية بارزة، فقد كان عام 2021 عاماً ثقافياً بامتياز في العراق، فقد استغل العراقية بطء انتشار هذا المرض نسبيا بتحقيق الكثير من الفعاليات الثقافية.

وقد كان للمدى كما في كل عام سبق إقامة العديد من الفعاليات الثقافية على مدار عام 2021..

فقد كان للمدى قصب السبق في اقامة معرض دولي كبير للكتاب في محافظة البصرة، وهي المرة الاولى التي تستقبل فيها هذه المحافظة معرضا للكتاب.. فقد احتضنت مدينة البصرة فعاليات المعرض التي ستقام دوريا في مثل هذا التوقيت من كل عام...

 

المعرض الذي أقيم للفترة من 20 - 30 أكتوبر (تشرين الأول)، برعاية رئيس الوزراء العراقي، ووأحتضنته الحكومة المحلية في البصرة، يحمل اسم (السياب) وشاركت فيه أكثر من 250 دار نشر عالمية وعربية، إضافة إلى أنه سيحتضن نشاطات ثقافية متنوعة بمشاركة عدد من المثقفين العرب. وكان اختيار البصرة له دلالات كبيرة تتعلق بمكانة هذه المدينة تاريخا وحاضرا، فالمكانة الثقافية للبصرة، وارتباطها بأسماء لها حضور بارز في المشهد الثقافي العراقي... هو الذي جعلها أن تحتضن هذه التظاهرة وتستجيب لرغبة مؤسسة المدى في إقامة هذا المعرض.

وشارك اتحاد الأدباء والكتاب العراقي، وكذلك اتحاد أدباء البصرة، بشكل كبير في يوميات هذه التظاهرة، من خلال عقد الجلسات الثقافية المتنوعة، إضافة إلى مسؤولية الاتحاد عن تيسير قوافل لرواد المعرض من بغداد إلى البصرة.

وأعدت إدارة المعرض منهاجا ثقافياً مصاحباً لأيام المعرض، حيث تم الاتفاق على إقامة نشاطات ثقافية وفنية، بشكل يومي وطيلة أيام المعرض، تتضمن جلسات وندوات بعناوين تستلهم تفاصيل الحراك الفكري والثقافي، وسيساهم فيها أسماء بارزة في المشهد الثقافي في العراق والعالم العربي، كما سيجري الاحتفاء بعدد من أدباء البصرة، وإصدار 11 كتابا لقسم منهم كمحمد خضير، وكاظم الحجاج، وسميرة المانع، وطالب عبد العزيز، ومهدي عيسى الصقر، ومحمود عبد الوهاب، وآخرين.

وشهد نهاية هذا العام اوسع تظاهرة ثقافية فيه، معرض العراق الدولي للكتاب، أمام القراء ورواد الثقافة والكتب ومختلف الزائرين، وذلك يوم 8 ديسمبر لغاية 18 من الشهر منه. ويعتبر معرض العراق الدولي للكتاب الحدث الثقافي الأبرز الذي تشهده العاصمة، وقد حقق نجاحاً كبيراً خلال دورته السابقة.

وفعاليات المعرض ستستمر لمدة 11 يوما، وتضمنت فعاليات المعرض الذي حمل أسم رائد الرواية الواقعيى في العراق غائب طعمة فرمان، عشرات الفعاليات الفنية والثقافية والإعلامية، من ضمنها أمسيات الرقص الشعبي والغناء والشعر، بالإضافة إلى طاولات حوارية وندوات في موضوعات متنوعة، كما ستشارك فيه، عشرات الشخصيات الفنية والثقافية العراقية والعربية. وشاركت أكثر من 300 دار نشر عراقية وعربية ودولية رصينة في المعرض كما سيشارك ضيوف وشخصيات ثقافية عدة في المعرض من مختلف الدول العربية.

وحظي الروائي غائب طعمة فرمان بنصيب من هذا المشروع، فأقيمت احتفالية له في المناسبة حضرها المختصون بالشأن الروائي، والذي أضاءوا سيرته الإبداعية بكلمات وإشارات نقدية.

كما اهتمت دار المدى للنشر منذ انطلاق نشاطها بجمع أعماله وطباعتها، في أكثر من طباعة بسبب الطلب المتزايد، على قراءتها خاصة الأجيال الحديثة.. وقد احتفى به معرض الكتاب الدولي التي تقيمه المدى سنوياً، بعقد جلسات نقدية حول منجزه الإبداعي..

ويأتي اختيار غائب طعمة فرمان لهذا الحدث الثقافي اختيارا طبيعيا للمدى، لإحساس القائمين على المدى بأهمية انجازه المعرفي الكبير.. فما بالك بمعرض للكتاب حيث ستتوزع مؤلفاته الروائية على رفوف جناح المدى بشكل خاص.. وستقام جلسات ثقافية متنوعة عنه، تحاول ان تلم بكل تفاصيل هذا المنجز.. فسيتحدث عدد من المعنيين والنقاد عن الاثر الكبير لهذا الرائد في السرد العراقي، والتحول الواضح الذي احدثه في الرواية العراقية، فيما سيتحدث متخصصون أخرون عن أعماله في السينما، وأخرون في المسرح، والمكان في رواياته، مثلما كيف تناول المرأة فيها .

وواجهت الثقافة العراقية عقبات شاقّة ومشاكل بنيوية منذ نشوء الدولة العراقية الحديثة حتى الآن. وفي مقدورنا أن نسمّي عام 2021 عام التحدي بالنسبة إلى القطاع الثقافي. لقد سيطر وباء «كورونا»، الذي عطّل كثيراً من الفعّاليات.

ففي إطار المبادرات الفردية الشبابية المدعومة من بعض دُور النشر، شهد المجال الثقافي تأسيس مبادرة ديكارتية، حملت عنوان «أنا عراقي أنا أقرأ». مبادرة بدأت أولاً في مواقع التواصل الاجتماعي، ثمّ أبصرت النور في أرض الواقع، مِن خلال وضْع صندوقٍ صغير في «شارع المتنبّي» في بغداد، تُجمَع فيه كُتبٌ يُهديها المتبرعون إلى محبّي القراءة.

لم تلبث هذه المبادرة أنْ اجتذبت كثيراً مِن القرّاء ودُور النشر والمؤسّسات الحكومية والمنظّمات المدنية، وتوسّعت لتصل إلى خارج العاصمة العراقية، ثم تتحوّل المبادرة إلى منظّمة تعرّف نفسها بأنّها «غير حكومية، وغير ربحية، وتُعنى بالثقافة والتربية والتعليم».

في سياق هذه المبادرة، تقام منذ سنوات فعاليات لتوزيع الكتب، وآخرها في «حدائق أبي نواس» في موازاة نهر دجلة في بغداد، حيث جرى توزيع آلاف الكتب التي تنوّعت عناوينُها.

وشهد هذا العام عودة ميمونة لــ «دار المأمون» حيث تُعتبر «دار المأمون» رِئَةَ الترجمة في العراق. وهي دار عريقة تأسّست عام 1980 لتصبح إحدى الدوائر الرسمية التابعة لوزارة الثقافة والسياحة والآثار، والمعنية بترجمة نماذج متعددة من التراث العالمي، فكرياً وثقافياً، من مختلف اللغات إلى اللغة العربية، بالإضافة إلى ترجمة نماذج من النصوص الإبداعية العراقية إلى اللغات الأجنبية.

والتحدي الآخر كان توقف مَعارض الكتب التي تدخل في صلب عمل الدار، وإجمالاً توقف الحياة الثقافية في بغداد، الأمر الذي ترتّب عليه توقُّف كثير من أنشطتنا الثقافية الفعلية، ومنها الندوات. لكن انتقالنا إلى العمل الافتراضي سهَّلَ علينا بعض المصاعب التي واجهناها منذ بداية الجائحة. وأصبح التعامل، عبر موقع الدار وصفحاتها الإلكترونية، هو الوسيلة الأسهل والأهم للاستمرار في عملنا وتسويق مطبوعتنا ونشرها إلكترونياً.

نجحت الدار، خلال عام 2021، في إصدار 21 كتاباً، وفق مواصفات عالية جداً من حيث الطباعة والإخراج الفني، بالإضافة إلى المحتوى الفكري الرصين، بحيث بذلت جهوداً كبيرة، خلال فترة قياسية، من أجل استقطاب أسماء كبيرة من أعلام الترجمة في العراق لرفد الدار بترجماتها وخبراتها.

لا تشكل خسارة مبدع، سواء كان شاعراً أو قاصّاً أو مفكراً، خسارة قيمة إبداعية فحسب، وإنما خسارة قيمة ثقافية ومعرفية تنويرية أيضاً.

ومن الخسارات الشعرية التجديدية الكبرى هذه السنة كان رحيل الشاعر الرائد والمترجم سعدي يوسف. و يوسف كان أحد أكثر الشعراء تأثيراً، سواء من خلال قصائده، مثل «الأخضر بن يوسف» و»تحت جدارية فائق حسن»، أو من خلال ترجماته لويتمان وكافافي وريتسوس ولوركا.

أمّا الخسارة الثالثة والأشد ألماً، فكانت رحيل الأيقونة الشعرية لميعة عباس عمارة، المولودة عام 1929، والتي تُعتبر من رواد الشعر العربي الحديث، ومن أعمدة الشعر المعاصر في العراق.

عاشت عمارة أغلبية حياتها في الولايات المتحدة بعد هجرتها من العراق في زمن صدام حسين، لتبقى المحبة وقفاً لأهل بغداد، ولتبقى بغداد أحلى من باريس، كما تعلن ذلك في إحدى قصائدها الشعبية الشهيرة.

بدأت لميعة عباس عمارة كتابة الشعر في وقت مبكّر من حياتها، منذ أن كانت في الثانية عشرة من العمر، وكانت ترسل قصائدها إلى الشاعر اللبناني إيليا أبو ماضي الذي كان صديقاً لوالدها. ونشرت لها مجلة «السمير» أول قصيدة وهي في الرابعة عشرة من عمرها، وعزّزها إيليا أبو ماضي بنقد وتعليق مع احتلالها الصفحة الأولى من المجلة، إذ قال «إن كان في العراق مثل هؤلاء الأطفال، فعلى أية نهضة شعرية هو مقبل».

كتبت عمارة الشعر الفصيح فأجادته، كما كتبت الشعر الشعبي العراقي وأجادته أيضاً. عاشت حياة صاخبة من الحب والشعر والسفر، لتُنهي رحلتها بإغماضة عين بعيدة عن ليل بغداد، في الولايات المتحدة، عن عمر ناهز 92 عاماً.

وشهد بغداد نشاطات بينها افتتاح صالات فنية وإقامة عروض مسرحية وسينمائية ومهرجانات، تجذب كل مساء حشوداً من المتحمسين لاستعادة ما فقدوه. فخلال الأسابيع القليلة الأخيرة، أقيم مهرجان بابل للمرة الأولى بعد انقطاع دام نحو عقدين، واحتضنت العاصمة العراقية كذلك حفلات غنائية كثيرة.

وعلى النحو نفسه، بدت الحماسة واضحة لدى من توافدوا لحضور الدورة الثانية من “مهرجان المسرح الدولي” الذي نظمته وزارة الثقافة نهاية شهر تشرين الثاني.

وتضمن المهرجان عروضاً مجانية أدتها فرق من مصر وتونس وألمانيا وإيطاليا، وأخرى لفنانين عراقيين بينهم المخرج أنس عبد الصمد الذي قدم مسرحية “نعم غودو”.

بين الأجانب المشاركين في المهرجان، الفنان الألماني هانو فريدرشون (55 عاما) الذي يشارك للمرة الأولى في عرض مسرحية ببغداد، ويقدم عملاً بعنوان “تيل” مقتبساً من رواية عن الفلكلور الأوروبي وحرب الثلاثين عاما في أوروبا خلال القرن السابع عشر.

ويشير هذا الفنان إلى أن ثمة من قال له “لا تذهبوا، فهناك خطر”. ويتحدث عن تجربته مع الجمهور العراقي قائلاً “صعد الناس إلى خشبة المسرح وقبلونا وقالوا إنهم لم يشاهدوا مثل هذا العرض من قبل، شعرنا بقشعريرة واغرورقت أعيننا بالدموع”.

وشهد هذا العام إنطلاقة تشير الى مسيرة ناجحة، للسينما العراقية إذا ما قورنت مع السنوات التي سبقتها، وإن كانت بعض مشاكل هذه السينما لازالت موجودة .

فقد أطلقت هذا العام منحة لعدد من السينمائيين حيث شملت المنحة اربعة افلام روائية اضافة الى الافلام القصيرة. وكانت هذه المنحة تلبية لمناشدات عدد من السينمائيين الشباب.

ومن هذه الافلام، فيلم (أوربا) للمخرج حيدر رشيد، الذي رشح أخيرا لتمثيل العراق في جوائز الأوسكار والذي يتناول قضية هجرة الشباب العراقي من خلال عزم كمال على الرحيل من العراق إلى أوروبا، مواجهًا رحلة طويلة ومحفوفة بالمصاعب والخطر يقطعها على قدميه، ليعبر الحدود بين تركيا وبلغاريا، حيث يقوم مرتزقة البلاد بمطاردة المهاجرين.

وفيلم المخرج قتيبة الجنابي (رجل الخشب) الذي انتهى المخرج العراقي قتيبة الجنابي من إنجازه ،وهو الجزء الأخير من ثلاثية تضمّ “الرحيل من بغداد” و”قصص العابرين، وفيلم (الامتحان) للمخرج شوكت أمين كوركي . وفيلم المخرجة ميسون الباججي (كلشي ماكو) الذي اطلق هذا العام، واستغرق العمل فيه نحو 10 أعوام، منذ الكتابة حتّى المشاركة في أول مهرجان سينمائي. وفيلم (وراء الباب) للمخرج عدي مانع الذي صور جميع مشاهده الفيلم في تركيا.. وكذلك فيلم (هاملت البغدادي) للمخرج طه الهاشمي.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

الأنواء الجوية: ارتفاع في درجات الحرارة الاسبوع الحالي

الكويت تنفي تدهور الحالة الصحية لسلمان الخالدي الذي تسلمته من العراق

ترامب: نريد 50% من ملكية تطبيق تيك توك

القوانين الجدلية على جدول أعمال البرلمان يوم غد الثلاثاء

هل أخطأ البرلمان بعدم حل نفسه مبكراً؟

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

هاتف الجنابي: لا أميل إلى النصوص الطلسمية والمنمقة المصطنعة الفارغة

كوجيتو مساءلة الطغاة

علم القصة: الذكاء السردي

موسيقى الاحد: 14 رسالة عن الموسيقى العربية

تصورات مغلوطة في علم السرد غير الطبيعي

مقالات ذات صلة

السماء ليست حدودًا: قصة هوارد هيوز وجان هارلو
عام

السماء ليست حدودًا: قصة هوارد هيوز وجان هارلو

علي بدرفي مدينة تتلألأ أنوارها كما لو أنها ترفض النوم، وفي زمن حيث كانت النجومية فيها تعني الخلود، ولدت واحدة من أغرب وأعنف قصص الحب التي عرفتها هوليوود. هناك، في المكاتب الفاخرة واستوديوهات السينما...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram