TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > عموداوراق اقتصادية عدد(2616)

عموداوراق اقتصادية عدد(2616)

نشر في: 9 أكتوبر, 2012: 05:15 م

أين المشكلة في عدم نجاح المؤتمرات الاستثمارية ؟
 باسم عبد الهادي حسن

شهدت الايام الماضية انعقاد عدد من المؤتمرات الاستثمارية داخل وخارج العراق ،  وعلى الرغم من اهمية هذه المؤتمرات ودورها في تسويق الفرص الاستثمارية لاي بلد لاسيما في ظل المنافسة الشديدة بين الدول لجذب رؤوس الاموال الاجنبية الا انني اعتقد ان هذه المؤتمرات لن تأتي بما لم تأتِ به الاوائل من المؤتمرات السابقة وستكون حتما بلا نتائج , فما هي المشكلة يا ترى؟ وهل هذه طبيعة المؤتمرات الاستثمارية ام هذه هي طبيعة مؤتمراتنا؟ وهل يمكن ان نوظف مؤتمراتنا بشكل افضل؟
 لا اُبالغ اذا قلت ان موضوع اقامة المؤتمرات اقترب من ان يكون علما بحد ذاته وهنالك شركات متخصصة بهذا الموضوع وحدها يمكن ان تقوده الى الهدف واصبحت كل الخطوات مدروسة بعناية فائقة حيث يدرس المؤتمر من حيث الهدف والمكان والزمان واسماء الحضور وكيفية توزيع الوقت اثناء جلساته وعملية التنظيم منذ اللحظة الاولى الى الختام وحتى شكل القاعة وترتيب الكراسي على المنصة وكل ذلك له دلالاته ودوره في تسويق مادة المؤتمر مثل الفرص الاستثمارية المستهدفة ومن ثم متابعة المشاركين لما بعد المؤتمر من خلال البريد الالكتروني او الموقع الخاص بالجهة المنظمة وغيرها من التفاصيل.
مشكلتنا الرئيسة هي ان مؤسساتنا الاستثمارية تعتقد ان هذه المؤتمرات يمكن ان تدار بالاسلوب ذاته الذي تدار فيه مناسباتنا الخاصة وما يتخللها من ارتجال حيث نرسل بعض الدعوات وننسى البعض الاخر "وهي تنحل" وعليه نحن لا نزال بعيدين كل البعد عن فهم آليات عمل القطاع الخاص وكيفية التعاطي معه وفق متطلبات التطور الذي يشهده العالم, فالبعض من رؤساء الشركات العالمية يدير من الاموال ما يعادل مجموع ميزانيات عدد من الدول ولم يعد سرا ما تقوم به العديد من الدول من اساليب لاسترضاء هؤلاء واقناعهم بالقدوم اليها, وفي هذا السياق تحدث لي احد خبراء التسويق عن قصة استهداف احدى الشركات الكبيرة من قبل هيئة ترويج الاستثمار الايرلندية (حيث تعد ايرلندا من بين انجح واسرع التجارب في جذب رؤوس الاموال الاجنبية في العالم ) وكيف ان الهيئة استأجرت شقة مجاورة لشقة مدير تلك الشركة لمدة عام وتم اختيار الشخص المناسب للقيام بمهمة التعرف على ذلك المدير وكيف نجح بعد جهد كبير في اقناعه للاستثمار في ايرلندا وغيرها من القصص التي يمكن ان نتعلم منها.
الى جانب اعداد الملفات الاستثمارية بشكل متكامل وهذه هي الخطوة الرئيسة فنحن لا نزال بحاجة الى الكثير من المتطلبات التنظيمية التي يجب معالجتها لكي ننجح في مؤتمراتنا الاستثمارية فالقوانين الحالية لا تسمح (على سبيل المثال) بما يعرف اليوم بالرعاية حيث تطلب بعض الشركات في المؤتمرات ان يتم وضع شعارها كخلفية للمنصة او في قاعات الاجتماعات مقابل مبلغ من المال تدفعه الى الجهة المنظمة فضلا عن اهمية موقع المؤسسات الاستثمارية الالكتروني وعملية تحديثه واسلوب عرضه وكذلك قدرات العاملين في هذا الحقل واجادتهم للغات الاجنبية وغيرها من الامور والاجراءات المهمة في عالم الاستثمار والتي يبدو البعض منها بسيطاً لكنه مهم والتي تخلو منها مؤتمراتنا واذا كان الامر كذلك فماذا تتوقعون ان تكون النتائج؟

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

«الإطار» يطالب بانسحاب السوداني والمالكي.. وخطة قريبة لـ«دمج الحشد»

تراجع معدلات الانتحار في ذي قار بنسبة 27% خلال عام 2025

عراقيان يفوزان ضمن أفضل مئة فنان كاريكاتير في العالم

العمود الثامن: بلاد الشعارات وبلدان السعادة

بغداد تصغي للكريسمس… الفن مساحة مشتركة للفرح

ملحق منارات

الأكثر قراءة

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

العمود الثامن: "علي بابا" يطالبنا بالتقشف !!

سافايا الأميركي مقابل ريان الإيراني

فـي حضـرة الـتـّكـريــم

العمود الثامن: موجات الجزائري المرتدة

العمود الثامن: بلاد الشعارات وبلدان السعادة

 علي حسين نحن بلاد نُحكم بالخطابات والشعارات، وبيانات الانسداد، يصدح المسؤول بصوته ليخفي فشله وعجزه عن إدارة شؤون الناس.. كل مسؤول يختار طبقة صوتية خاصة به، ليخفي معها سنوات من العجز عن مواجهة...
علي حسين

قناطر: شجاعةُ الحسين أم حكمةُ الحسن ؟

طالب عبد العزيز اختفى أنموذجُ الامام الحسن بن علي في السردية الاسلامية المعتدلة طويلاً، وقلّما أُسْتحضرَ أنموذجه المسالم؛ في الخطب الدينية، والمجالس الحسينية، بخاصة، ذات الطبيعة الثورية، ولم تدرس بنودُ الاتفاقية(صُلح الحسن) التي عقدها...
طالب عبد العزيز

العراق.. السلطة تصفي الحق العام في التعليم المدرسي

أحمد حسن المدرسة الحكومية في أي مجتمع تعد أحد أعمدة تكوين المواطنة وإثبات وجود الدولة نفسها، وتتجاوز في أهميتها الجيش ، لأنها الحاضنة التي يتكون فيها الفرد خارج روابط الدم، ويتعلم الانتماء إلى جماعة...
أحمد حسن

فيلسوف يُشَخِّص مصدر الخلل

ابراهيم البليهي نبَّه الفيلسوف البريطاني الشهير إدموند بيرك إلى أنه من السهل ضياع الحقيقة وسيطرة الفكرة المغلوطة بعاملين: العامل الأول إثارة الخوف لجعل الكل يستجيبون للجهالة فرارًا مما جرى التخويف منه واندفاعا في اتجاه...
ابراهيم البليهي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram