إعداد / عمار ساطعالحلقة الثامنةعادت كرة القدم إلى مهدها عام 1966 بعد أن نظمتها إنكلترا، حيث ولدت اللعبة، نهائيات كأس العالم في ذلك العام وفازت بلقب هذه النسخة الثامنة التي شهدت عروضا جيدة وأهدافا كثيرة وتركت ذكريات لا تنسى.وبعد شهر واحد من نيلها حق استضافة البطولة،
لاقت إنكلترا دعما كبيرا آخر بعدما انتخب الانكليزي ستانلي ماتيوس رئيسا للاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا). وتحت قيادته أصدر الاتحاد قرارين بشأن بطولة 1966 وهما بدء اختبارات الكشف عن المنشطات ومنع تجنيس اللاعبين الأجانب.. كما أصدر بعض القرارات المثيرة للجدل قبل أن تبدأ الكرة في الدوران، ففي عام 1964 قرر الاتحاد الدولي أن يخوض المنتخب الفائز بالتصفيات الافريقية مباراة حاسمة مع الفائز من التصفيات الآسيوية والاوقيانوسية، وقاطعت الدول الافريقية الـ16 التي كان من المقرر أن تشارك في تصفيات البطولة احتجاجاً على هذا القرار. وقبل أربعة أشهر من افتتاح البطولة اهتزت إنكلترا كلها بعدما سرقت كأس (جول ريميه) التي كانت معروضة في لندن، وبحثت الشرطة الانكليزية عن الكأس في كل مكان لمدة أسبوع من دون جدوى إلى أن وجدها كلب صغير يدعى (بيكلز) بينما كان يتنزه مع صاحبه في إحدى الحدائق وأثناء نبشه تحت أحد الأشجار في الحديقة وجد الكأس، وعلى الفور أصبح بيكلز بطلا قوميا.ونسيت كل هذه المشاكل للأبد حين بدأت المنافسات تدور في 8 مدن من 11 إلى 30 تموز وخصوصا أن المباريات خرجت على مستوى أعلى مما كانت عليه قبل أربع سنوات في تشيلي. كان أكثر من نصف لاعبي المنتخب الانكليزي آنذاك ضمن فئة النجوم العالميين مثل حارس المرمى غوردون بانكس ولاعب الارتكاز في وسط الملعب بوبي مور وقلب الدفاع راي ويلسون ولاعب خط الوسط المهاجم بوبي شارلتون والمهاجم جيمي غريفز. اخفقت البرازيل في تجاوز الدور الأول بعدما تعرض بيليه للاصابة في المباراة أمام البرتغال، وتحولت الانظار إلى لاعب ساحر آخر هو البرتغالي أوزيبيو الذي خاض مع منتخب بلاده منافسات المجموعة ذاتها التي كانت تلعب بها البرازيل، ولعل النتيجة الاكثر إزعاجا كانت خسارة إيطاليا أمام كوريا الشمالية صفرـ 1، وكاد المنتخب الآسيوي يفجر مفاجأة كبرى أخرى عندما تقدم على البرتغال 3 ـ صفر، في الدور ربع النهائي لكن البرتغاليين انتفضوا وسجلوا خمسة أهداف متتالية وفازوا بالمباراة 5 ـ 3.حصلت البرتغال على المركز الثالث وحصد أوزيبيو لقب الهدافين بعدما سجل تسعة أهداف. بعد 31 مباراة مثيرة، جاء يوم الثلاثين من تموز 1966 ليلتقي المنتخبان الألماني والانكليزي في المباراة النهائية على ملعب ويمبلي في لندن أمام نحو 100 ألف متفرج. وفي الدقيقة 12 فاجأ الألماني هيلموت هالر حارس المرمى الانكليزي غوردون بانكس بالهدف الأول، لكن هيرست رد سريعا بعد 6 دقائق بتسجيل هدف التعادل، وانتهى بعدها الشوط الأول بالتعادل بهدف لمثله. واستمر التعادل قائما في الشوط الثاني حتى الدقيقة 78 حيث نجح مارتن بيترز بمنح التقدم لأنكلترا (2ـ1)، ومع اقتراب المباراة من نهايتها وتحديدا في الدقيقة 89 وبدأ الجمهور الانكليزي احتفالاته بالفوز، فاجأ ولفغانغ ويبر الجميع بتسجيله هدف التعادل لألمانيا وأنهى به الوقت الأصلي، ليلعب المنتخبان وقتا اضافيا هو الأول في تاريخ نهائيات المونديال. وفي الدقيقة 101 حدث ما اثار أكثر المناقشات الجدلية في تاريخ اللعبة وما يزال حتى الآن، حين سدد هورست الكرة بقوة فارتطمت بباطن العارضة وارتدت إلى الأرض، وبعد استشارة الحكم السويسري غوتفريد دينست مساعده الروسي توفيق باخراموف احتسب الكرة هدفا ظل دائما محل نقاش منذ احتسابه، ثم أكمل هورست ثلاثيته في الدقيقة الأخيرة من الشوط الإضافي الثاني لتنتهي المباراة بفوز إنكلترا (4ـ2)، ولتنفجر الاحتفالات في كل أنحاء البلاد.. فلقد صارت إنكلترا بطلة للعالم أخيراً.rnالمباراة النهائية لكأس العالم 1966 المكان: ملعب ويمبلي في لندن الزمان: 30/7/1966الحكم: السويسري غوتفريد دينست الفريقان: انكلترا وألمانيا الغربيةالنتيجة: انكلترا 4 - ألمانيا الغربية 2 (بعد الوقت الإضافي)مسجلو الأهداف: لإنكلترا 18 هيرست، 78 بيتيرز، 98 هيرست، 120 هيرست.مسجلا الهدفين: ألمانيا الغربية 12 هولر، 90 ويبيرأرقام وحقائق متفرقة* توج النجم البرتغالي أوزيبيو هدافاً للبطولة بتسجيله 9 أهداف 4 منها من نقطة الجزاء.* شهدت البطولة 5 حالات طرد كان نصيب الاورغواي والارجنتين 4 بطاقات مناصفة بينهما.* شهدت البطولة تسجيل 89 هدفاً بمعدل 2.78 هدف في المباراة الواحدة.* احتسبت في النهائيات 8 ركلات جزاء سجلت جميعها.