رعد العراقي
منذ تاريخ انتهاء بطولة كأس العرب والمنتخبات العربية وخاصة من عرب آسيا التي أخفقت في الوصول الى المباراة النهائية، تسابقت نحو غرف التحليل والمراجعة الفنيّة لمسيرة منتخباتها، بحثاً عن مواطن الاخفاق وأسبابها، ورصد أدق التفاصيل التي حالت دون تحقيق الأداء العالي، وصولاً الى حلول جذريّة تسابق الزمن لإعداد فرقها للاستحقاقات القادمة والاستفادة من الأخطاء التي رافقت مبارياتها في البطولة.
فمعروف أن المنتخبين الجزائري والتونسي تكفّلا بمهمة اسدال الستار على أكبر مشهد كروي عربي في يومه الأخير 18كانون الأول2021 باستعراض فنّي وبدني على أعلى مستوى، أكدا بما لا يقبل الشكّ بأن الانجاز لا يأتي بالأمنيات ولا الدعوات الاستعطافية ولا بضربات الحظ، وإنما بالتصميم والتخطيط المُمنهج والاختيار الدقيق لنوعيّة اللاعبين والكوادر التدريبيّة فاستحقّا إعتلاء القمّة العربية وطارا من الدوحة لبلدانهم وجماهيرهم بميداليّات التفوّق بعد أن حصدا لقب البطل والوصيف توالياً.
ما ذهبتْ اليه المنتخبات العربية يدفعنا الى طرح العديد من الأسئلة المهمّة وخاصة أن هناك استحقاق في غاية الأهمية ينتظر الأسود ويحدّد مصيرهم بالبقاء في المنافسة على أمل الحصول على البطاقة الثالثة لمجموعتهم في التصفيات النهائية المؤهلة لكأس العالم قطر 2022، فأين اتحاد الكرة من دراسة مشاركة منتخبنا الوطني الأخيرة في كأس العرب وما تقييمه لأداء اللاعبين والكادر الفني؟
هل كان قرار المشاركة العربية بعناصر شبابية لا تمتلك الخبرة صائباً أم هو تخبّط غير مُسيطر عليه تقرّه التسريبات التي تخرج من هنا وهناك، بنيّة العودة الى بعض الاسماء السابقة، تحضيراً للمرحلة القادمة؟
لم يزل عمل الاتحاد ضبابي ولم يُكاشف الجماهير والإعلام الرياضي بشفافيّة ووضوح عن كل الخطوات والإجراءات المتخذه لتصحيح مسيرة المنتخب ورؤيته المستقبلية للاستحقاقات القادمة باستثناء بعض اللقاءات الخاصة والتصريحات المقتضبة التي تصدر من رئيس الاتحاد أو نائبه التي لا يمكن أن تكون قاعدة معلومات يمكن الاعتماد عليها رسمياً في تقرير وتقييم المرحلة القادمة مع تمسّك الاتحاد بموقفه في تجنّب عقد مؤتمر صحفي موسّع لا يستثني أحداً.
كما أن الدور الحقيقي للمكتب الإعلامي لاتحاد الكرة الذي تم تجديد الثقة به من دون أن توضّح أسس النجاح المهني الذي حقّقه سابقاً بالعمل مع الهيئة التطبيعيّة، وساهمت في تجديد الثقة به، لكنّنا برغم ذلك استبشرنا خيراً بخطوة انضمام نخبة من الصحفيين الرياضيين ممّن يمتلكون مؤهّل مهني يمكن أن يسهموا في الارتقاء بعمله إلا أن الحقيقة تؤكّد أن المكتب الإعلامي أصبح أقرب الى (ناقل) بالحرف والتوجيه لكل ما يملي عليه الاتحاد من دون أن يمارس دوره المهني في توضيح الحقائق والتصدّي للاتهامات المُغرضة ورفد القنوات والصحف الرياضيّة بكل الانشطة والقرارات بحياديّة وتفرّد لا تفضحه تسريبات مواقع التواصل الاجتماعي وبعض القنوات الفضائيّة التي تبدو أنها أكثر قرباً من الاتحاد وتسبق المكتب الإعلامي في الإعلان عن أي خبر وهي سابقة غريبة تؤكّد ضُعف الإدارة وتلمّح الى وجود قيود وخرق كبير في منظومة وسياقات العمل الذي لابد أن يكون أقرب الى المهنة من الوظيفة في الاتحاد!
حين يغيب دور الاتحاد ومن بعده المكتب الإعلامي في توضيح حقيقة الإعداد للمرحلة القادمة والأهداف المرسومة، سيبقى كل ما نتداوله لا يتجاوز التحليل واستراق الخبر من هنا وهناك، من دون دليل رسمي صريح!
الأسود في سُبات لا تُعرف نهايته، وشكل الكادر التدريبي ومساعده أيضاً سيبقى في دوّامة التوقّع، ولم يبق أمامنا إلا توجيه النصيحة والتحذير بأن أمامنا حوالي 25 يوماً فقط قبل مواجهة المنتخب الإيراني في مباراة مصيرية، ومن يراهن على نظرية الإعداد قبل 7 أيام من تلك المواجهة سيسقط مرّة أخرى في فخ العِناد والمجازفة غير المحسوبة!
اطلقوا شارة الاستعداد والتجمّع بدءاً من 10 كانون الثاني الجاري، وأوقفوا الدوري وحقّقوا الانسجام بين اللاعبين واستنهضوا الهِمم في مدرّبينا من ذوي الخبرة ليعينوا بتروفيتش وإن كانت كِعابهم الفنيّة أعلى، لكن نداء الوطن أغلى، وستجدوهم جميعاً ملبّين وإلا فإن الشجاعة تقضي أن تعلنوا بصراحة أن لعبة الوصول لكأس العالم .. إنتهت!