اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > المدى الثقافي > على شواطئ (البحر الاسود):رواية جورجية تبحث عن الفردوس المفقود!

على شواطئ (البحر الاسود):رواية جورجية تبحث عن الفردوس المفقود!

نشر في: 18 يونيو, 2010: 04:41 م

ترجمة: عدوية الهلاليهي رواية جميلة عن الحب والنفي اختار لها كاتبها كتييفان دافرشواي عنوان (البحر الاسود) ليبحر بها بين جورجيا وفرنسا في الفترة الواقعة مابين عام 1917 وحتى نهاية القرن العشرين .. وتروي رواية دافرشواي قصة عائلة جورجية لجات إلى باريس عام 1918 دون ان تفارقها مشاعر الكآبة والحنين الفاتر والمرهف لبلدها ..
من بين افراد هذه العائلة جدة الكاتب التي يروي قصتها بمعزل عن قصص الآخرين لأنها تختلف عنهم في التعبير عن حبها لوطنها .. كانت الجدة ابنة وزير من الجمهورية الجورجية الفتية التي ما أن أوشكت على التحرر من الوصاية الامبريالية الروسية حتى وقعت تحت سيطرة اتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفيتية ..ولم تتمكن هذه الجدة التي اقتلعت من بلدها وهي ماتزال صبية من التخلص من حنينها إليه والى " فردوسها المفقود " ..! تبدأ القصة في اليوم الذي بلغت به هذه الجدة عامها التسعين والذي يتزامن مع نهاية القرن العشرين حيث تستيقظ الجدة ذات صباح ربيعي في شقتها الباريسية المطلة على المترو الهوائي لتجد نفسها محاطة في مساء ذلك اليوم بأفراد عائلتها جميعا ..أبناء عمها ، أبناءها ، وأحفادها لكي يحتفلوا بعيد ميلادها ...لكنها ورغم سعادتها بذلك لا تفكر إلا في (تاماز ) الذي أبلغتها عائلتها بقرب حضوره !! انها ترتجف من فكرة رؤيته ثانية اذ جرى ذلك منذ زمن طويل لذا تبدا الجدة بتأمل أظفارها المتيبسة وبشرتها المتغضنة بحزن شديد .. وفي الفصل الثاني من الرواية ، يتوقف الزمن ثم تعاود أحداث الرواية الانطلاق ولكن في الماضي إذ يعود الكاتب الى عام 1917 في بلدة تيبليسي عندما كانت المرأة العجوز فتاة مراهقة تعيش مع عائلتها المكونة من والديها وأجدادها وابناء عمومتها ..وفي سن الخامسة عشرة ، وخلال العطلة الصيفية ، تلتقي الفتاة على شاطئ البحر الاسود بالفتى (تاماز ) فيتنزهان سوية ويتبادلان نظرات الحب والوعود وفي الليلة السابقة لرحيلها عن البلدة ، يتبادل العاشقان الفتيان قبلتهما الأولى مع وعد باللقاء في العام المقبل ..لكن الفتاة لا تعود إلى بلدتها أبداً !! هاهي الفتاة التي غدت عجوزا في التسعين الان في باريس حيث نفيت هي وعائلتها الجورجية التي اعتاد أفرادها على حياتهم الجديدة متظاهرين بأنهم عثروا على وطن لهم ، لكنها ترفض الاعتقاد بذلك وترفض نسيان ماضيها أيضاً ..إنها تفضل الإخلاص لوطنها والمها وحنينها لبلدها ولأجدادها الذين لم ترهم بعد ذلك ابدا ولوالدها الذي غادر للقتال ولم يعد ولحبها الأول للفتى (تاماز). بهذه الطريقة ، تتطور الرواية متقافزة على زمنين ،زمن ذاهب وآخر قادم ..مابين يوم عيد ميلادها والفترات السابقة من حياة هذه المرأة التي تشكلت رغما عنها فصارت في بلد ونفي تاماز الى بلد آخر هو الولايات المتحدة ..انها تدرك جيدا ان حبهما كان ضحية الأحداث التاريخية وتدرك أيضاً انه سيبقى حيا ولن يموت .. تحاول هذه القصة احتضان الزمن وامتلاكه لكنه يظل مفقودا بالنسبة لبطلتها التي تعترف انها فقدت فردوسها الأثير بفقدانها زمنه !! صدرت رواية ( البحر الاسود ) مؤخرا عن دار سابين للنشر في 214 صفحة.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

أصابع بابلية' لأحمد مختار تتوّج عالميا

أصابع بابلية' لأحمد مختار تتوّج عالميا

في استفتاء موسيقي تنافسي سنوي حصلت إسطوانة “أصابع بابلية” للمؤلف الموسيقي وعازف العود العراقي أحمد مختار على مرتبة ضمن العشر الأوائل في بريطانيا وأميركا، حيث قام راديو “أف أم للموسيقى الكلاسيكية” الذي يبث من...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram