TOP

جريدة المدى > المدى الثقافي > نساء إسبانيا وفنونها فـي معرض جوال لـ"سعد علي"

نساء إسبانيا وفنونها فـي معرض جوال لـ"سعد علي"

نشر في: 18 يونيو, 2010: 04:42 م

نصير عوادتستضيف بلدية "بني تسر" الأسبانية بين (18) حزيران و(4)تموز 2010 معرضا شخصيا للفنان "سعد علي" في مرحلته الثانية حيث سيستمر العرض في تسع بلديات تابعة لمدينة فالينسا، ويتضمن المعرض (24) لوحة نفذها الفنان بالزيت على الخشب والقماش، تمثل موضوعاتها استمرارا لتجربته في مشروع "المحبة وباب الفرج".
 وتوقع القائمون على المعرض أن يأخذ موضوع اللوحات المفتوح على الحب والأمل والنور أبعادا فنية ودلالية أخرى بسبب أسلوب العرض ومكانه في قصر "بني تسر" الذي بناه العرب الأوائل بعد وصولهم مع "عبد الرحمن الداخل" إلى أسبانيا. سعد علي الذي يعمل منذ أعوام في محترفه الفني على أطراف مدينة فالينسا الأسبانية شكّلت موضوعة لوحته حضورا طيبا في أوساطها الفنية والشعبية القريبة من حكايات الشرق وأسراره وألوانه. فعلى سطوح الأبواب والشبابيك العتيقة وبخلفية مشرقة من تدرّج الأحمر والأصفر والبرتقالي تسترخي أجساد "سعد علي" مولعة بالشمس والفاكهة والأسرار، وسط رموز دالة تختزل مضامين غنية بمفردات الوجود الإنساني (الخصب، الحياة، الحب) وتكشف عن حضور محسوس للموروثات والثقافات الشرقية. لوحة "سعد علي" التي تغرف ماء موضوعاتها من ينابيع متنوّعة، رافدينية وفارسية وهندية، نجدها هذه المرة وقد تأثرت بمناخ أسبانيا وفنونها ونسائها، نلمسه في انسيابية الخطوط واستداراتها وفي ظهور ألوان غير تلك التي عرفت بها أعماله السابقة كالأحمر والأصفر والبرتقالي، ونستطيع رؤيتها في ظهور كتلة بمناخ مختلف ومفردات مختلفة لكنها ليس بعيدة عن موضوعات المحبة والأمل التي عرفت بها لوحته. ففي تجربة الفنان المعروفة بالترحّل والمثابرة والحضور نجده من الطبيعي أن يتأثر بفنون البلدان التي يعيش ويعمل فيها وتغتني مفرداته بدلالات جديدة، وليس غريبا أن تغيّر المفردات أمكنتها وتفقد الألوان أفضليتها حيث لن يبقى البرتقالي والأحمر لوحدهما يشعلان الحب ويغازلان العيون، فقد يحضر الأزرق للإعلان عن ذلك وقد يتجلى الأخضر للتذكير به. فاللون يكون أكثر قيمة عندما يستطيع، عبر الموضوع، إيصال أحاسيسه وطاقته إلينا. الخشب العتيق والألوان القوية والمواضيع الشرقية تضفي على العملية الفنية خصوصية وقدرة تعبيرية وحسية تتكثف بفضل رقة الموضوع وتكورات الجسد؛ أيْ أنّ موضوعات الحب والخطيئة و"المحرمات" التي ورثناها عن أبينا آدم يتضاعف سحرها عندما ترتبط بألفة الخشب العتيق وزيت الألوان. حكايات "سعد علي" المروية بألوان مشوية بالشمس والرغبات تأخذنا أسرارها إلى مُتَع الحياة الحسية التي يلفها الصمت و"المحرمات" وهي تشهد تبدّل دلالات الجسد المحتمي بالمقدس تارة والمشرق بالخصب أخرى والذاوي بالانتهاك ثالثة.   إن انهمار الألوان وتداخل الخطوط واشتباك الأطراف في لوحة الفنان يُبقي الموضوع طازجا ومكتنزا بالدلالات حيث تمتد خيوط الرغبة بين اللوحة وعيوننا، بين المخيلة والواقع، يبدو فيها العري هو الجاذب الأكبر للعين. وحين تنساب نظراتنا إلى منحدر الساقين ومواطن الدفء والفاكهة المحرمة وقمر السهارى لا يمكننا الامتناع عن الانجذاب إلى دائرة الغواية السحرية وتصنيع العلاقة بين الأطراف والعناصر. فالعري له ما يخفيه وما يشعل مخيلتنا.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

مطلع الشهر المقبل.. انطلاق معرض العراق الدولي للكتاب

مطلع الشهر المقبل.. انطلاق معرض العراق الدولي للكتاب

بغداد/ المدى تنطلق فعاليات الدورة الخامسة من معرض العراق الدولي للكتاب، في الفترة (4 – 14 كانون الأول 2024)، على أرض معرض بغداد الدولي.المعرض السنوي الذي تنظمه مؤسسة (المدى) للإعلام والثقافة والفنون، تشارك فيه...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram