TOP

جريدة المدى > المدى الثقافي > ثمانون حولاً ولم يندم..محمد غني حكمت وحوار الحجر والازميل

ثمانون حولاً ولم يندم..محمد غني حكمت وحوار الحجر والازميل

نشر في: 18 يونيو, 2010: 04:44 م

عمان/ المدىالطريق إلى مشغل محمد غني حكمت سهل مثلما الطريق إلى قلبه, ومثلما سهولة فهم الفكرة الدافعة لنحت كل واحد من تماثيله المنتشرة من شوارع بغداد إلى العديد من شوارع العالم, لتكون مزارات لعشاق الفن الرفيع.
شاب تجاوز الثمانين من العمر, يقضي يومه وهو يداعب الحجر القاسي بالإزميل الأشد قسوة, لينتج إبداعاً قل نظيره يصلح ليكون عنواناً بارزاً في المدينة التي تحتضنه, وهل يستطيع زائر لبغداد أن لايمر بتماثيل شهريار وشهرزاد أو علي بابا والأربعين حرامي أو لايلقي السلام على أبو القوانين حمورابي أويقف مشدوهاً أمام جدارية مدينة الطب وصولاً إلى تمثال المتنبي وليس انتهاءً  بنصب الحرية الذي يجسد مسيرة الشعب العراقي من زمن الاحتلال البريطاني إلى الملكية ثم الجمهورية والذي بدأه  النحات جواد سليم وأكمله حكمت.في مشغله في العاصمة الأردنية قال لنا في حوار خاص " إن المدرسة العراقية في الفن كانت وما زالت مميزة بالنسبة للعالم العربي, ففي المعارض و المهرجانات و اللقاءات التي كانت تقام سواء في بغداد أوالعواصم العالمية كان التشكيل الفني العراقي مميزاً, سواء في النحت أو الرسم أو السيراميك , واليوم نلاحظ أن المعارض التي يقيمها الفنانون العراقيون في العراق, أو في خارجه لها ميزة واضحة في الانفراد, سواءفي التقنية أو الموضوع أو الشكل أو الالوان, وقد ظهر عندنا رسامون شباب جدد, يقال باللهجة العراقية عنهم " يبيظون الوجه " وقد كنت محظوظاً أن اكتشف و أعرف البعض من هؤلاء الفنانين الذين أصبحوا عالميين معروفين في الأوساط الفنية وهذا ما يسرني و يسر كل العراق.حكمت الذي لم يعد للعراق بعد العام 2003 حدثنا عن ما أنجزه خلال هذه الفترة فقال" إنه قدم إلى عمان بناءً على دعوة من الحكومة الأردنية التي كلفته بعمل فني في شارع الحضارات في حدائق الحسين وهو شارع يحوي أعمالا فنية تؤرخ المملكة الهاشمية. وأضاف " أنه اختارتاريخ الثورة العربية الكبرى وأنجز لوحة نحت ضخمة على الحجر بطول 8 أمتار و بارتفاع 4 أمتار وقد اشتغل عليها حوالي 7 أشهر لأنه يعمل بيده وينحت بازميله, وهي الآن معلقة في شارع الحضارات في عمان, وعدا هذا العمل أنجز بعض الاعمال الصغيرة على واجهات البيوت من المرمر ومن الحجر في عمان ", وبتكليف من دولة البحرين كان أنجز تماثيل كبيرة تؤرخ تاريخ البحرين ومنها جداريتين كبيرتين و نافورة كبيرة.ورداً على سؤالنا عن نظرته إلى الواقع السياسي الراهن في العراق من حيث انعكاسه على العمل الفني ؟ قال إنه لم يمارس طوال حياته العمل السياسي وظل مستقلاً بكل المراحل التي مرت على العراق, لكنه أبدى أسفه لما يحدث من تهديم و تخريب للاعمال الفنية خاصة التماثيل بالشارع وشدد أن هذه العملية ليست حضارية وأنها لم تتم بأيدي عراقية لأن المعروف عن العراقي أنه يحب الفن والنحت والفنون التشكيلية والمسرح والشعر والادب , وأضاف " أنه لايعتقد أن عراقيا يسمح لنفسه بهدم تمثال, وما حصل مؤلم و مؤسف والمؤكد أن هناك اطرافاً ليست عراقية تشجع على هذا العمل, لأنه ليس هناك عراقي فكر طوال عمره  بهدم تمثال ولي في تجربتي الشخصية دليل, فقد كان الناس يفرحون عندما أنجز واحداً من أعمالي النحتية الكبيرة".حول عودته إلى العراق لتتويج مسيرته الفنية بعمل كبير في بغداد قال حكمت " إنه مستمر بالعمل ويتمنى العودة إلى بغداد وتنفيذ ما عنده من مواضيع ومصغرات تماثيل ونافورات تتحدث عن تاريخ العراق ", وأضاف " أنه معروف أن كل مواضيعي لاعلاقة لها بالسياسة وكلها تؤرخ العراق وتجعل كل عراقي فخوراً بانتسابه لهذا البلد وفخوراً بأنه إبن حضارة وادي الرافدين ", وشدد " أنه يعتبر هذا هدفاً يستحق العناء ويدفع العراقي للاعتزاز بهويته وتاريخه, وعندي الكثير من المواضيع أتمنى أن أعود وأنفذها بمادة الحجر العراقي والبرونز العراقي ".وكشف حكمت عن كتابين تحت الطبع عن التخطيطات التي أنجزها أثناء دراسته في روما والآخر عن أعماله وتخطيطاته في بغداد حتى العام 2003, وقال " كتابي الاخير يتحدث عن  أعمالي الخاصه بالابواب التي قمت بنحتها في جميع أنحاء العالم ومن أبرزها باب اليونسكو في باريس ومجموعها 70 بابا منتشرة في كل أنحاء العالم وهي متميزة ومطلوبة اليوم في كل جامعات العالم وخاصة كليات الهندسه نظراً لارتباط العمارة بالابواب". تجربتة متميزة وفيها سمات أسلوبية ناتجة عن تأثره  بالنحت السومري والأختام الاسطوانية بما تتركه من تعاقب الأشكال المستطيلة المستدقة في الطين الذي تطبع فيه وهو أمر ظاهر في العديد من أشكاله,  صاحب نبرة تعبيرية تذكرنا بالنحت العراقي القديم رغم تحوله منذ منتصف الستينيات إلى فن العمارة الزخرفية ثم اعتماده على نظام تكراري يتشكل بوحدة نظامية أساسها الحرف العربي والاتجاه من بعد كلياً إلى نماذج وتشكيلات وتكوينات جاءت نتيجة متابعة تجريدية لأشكال تشخيصية سبق أن عالجها.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

أصابع بابلية' لأحمد مختار تتوّج عالميا

أصابع بابلية' لأحمد مختار تتوّج عالميا

في استفتاء موسيقي تنافسي سنوي حصلت إسطوانة “أصابع بابلية” للمؤلف الموسيقي وعازف العود العراقي أحمد مختار على مرتبة ضمن العشر الأوائل في بريطانيا وأميركا، حيث قام راديو “أف أم للموسيقى الكلاسيكية” الذي يبث من...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram