حازم مبيضين لاأحد يدري من الذي خول الأمين العالم لجامعة الدول العربية للاعلان أن العرب كانوا مخطئين في الدخول في عملية سلام لا نهاية لها، ومن الذي حدد له تاريخ بداية أيلول المقبل موعداً لموقف جديد وحاسم سيتخذه العرب إذا لم يحصل تقدم حقيقي في عملية السلام، ولسنا نعرف ماهي البدائل التي يخبئها عمرو موسى في جعبته، بعد أن تمكن " ببطولة نادرة "
من كسر حصار غزة المستمر منذ العام 2007 داعياً لمصالحة فلسطينية كشرط لوصول أموال إعادة إعمار القطاع، وكأن تلك الاموال تنتظر فقط توقيعه الكريم، وكأن الرجل قد أخذته حماسة اسماعيل هنيه فتوهم لنفسه مهام غير مكرسة لوظيفته، وتوهم أن الدول العربية تأتمر بأوامره، بدل أن يكون منفذاً لقراراتها. ولم ينس السيد موسى التباحث مع رئيس حكومة غزة المقالة الشيخ اسماعيل هنيه أفكارا لفك الحصار، وكأن الرجلين يملكان فرض رؤاهما على الدولة العبرية، ولم ينس هنيه وصف الزيارة بانها تاريخية، وخطوة عملية على طريق كسر الحصار، ولم تفت الفرصة على حماس لتعلن أن الزيارة تمثل وصول الشرعية العربية إلى غزة، بعد أن قام موسى محاطاً بحراسه من رجال الامن المصريين بجولة لتفقد آثار الهجوم الاسرائيلي على القطاع والدمار الهائل الناجم عنه ووعد من دون ان يعرف أحد كيف سينفذ بالعمل الجاد من أجل إدخال مواد البناء لإعادة إعمار ما دمر في الحرب. موسى يؤكد وجود قرار عربي لكسر الحصار على قطاع غزة، ويعتبر أن زيارته تعتبر إيذاناً بذلك، ومع إيماننا بضرورة وحتمية رفع الحصار فان إعلان أمين عام الجامعة أن الحصار الإسرائيلي على قطاع غزة يجب أن يرفع ويكسر، وأن هناك قراراً عربياً واضحاً بهذا الشأن يجب تنفيذه، يدخل في باب الاعلام المجاني الذي اعتدناه منذ عدة عقود، والهادف إلى تخدير مشاعر وعواطف وأحاسيس وعقول الجماهير، خاصة وهو يدرك تماماً أن زيارته ليست تحدياً الحصار، وأنه لم يكن لها أن تتم لولا موافقة اسرائيل عليها – وهي تعرف حدود نتائجها -، لكنه يسعى بتصريحاته التي يحجم رؤساء الدول المؤثرة عن التفوه بها إلى رفع الحرج عن المؤسسة التي يتولى أمانتها العامة، عله يحفظ شيئاً من ماء وجهها المراق يومياً منذ لحظة ولادتها وإلى أن يرث الله الارض وما عليها.زيارة موسى لغزة لم تكن قراراً ذاتياً ليستحق عليها أكاليل الغار، ذلك أنها تقررت بعد مناقشات في اجتماعي المندوبين اللذين انعقدا قبل التئام المجلس الوزاري العربي، وشهدا مناقشات حادة تدخل فيها الرجل ليسمع تحريضاً هو أقرب إلى التقريع على الزيارة التي اقترح هو شخصياً مرافقة المندوب السوري له لاتمامها، لكنه لاسباب لاتخفى على أحد آثر التوجه منفردًا خلافًا لما جرى التفاهم حوله بأن يصحبه وفد كبير من مندوبي الدول العربية حتى تكون للزيارة وقعها وتأثيرها، وحاول الاستئثار " بمجدها " منفرداً، عبر تصريحات تصلح فقط للاستهلاك الاقل من محلي.
خارج الحدود..موسى في غزة.. الكلام الكبير
نشر في: 18 يونيو, 2010: 04:50 م