TOP

جريدة المدى > مواقف > الحياة فـي ظل حكم طالبان: كيف تم إعدام صبي فـي السابعة لمعاقبة أسرته

الحياة فـي ظل حكم طالبان: كيف تم إعدام صبي فـي السابعة لمعاقبة أسرته

نشر في: 18 يونيو, 2010: 05:40 م

ترجمة/ فضيلة يزلسمع "بن فارمر" كيف يبقى شبح إدارة طالبان في بعض المناطق أكثر تأثيراً من وجود الحكومة، عندما تم إعدام الصبي ديل أوار ذي السبعة أعوام، إذ أخذ عند غروب الشمس من بين أحضان أسرته وعند شروقها في اليوم التالي وجد جثة هامدة في أحد البساتين،
 وآثار كدمات وخدوش حول رقبته تبين أن جريمة قتله لم تكن سريعة ولا سهلة، وفقاً لأولئك الذين شاهدوا جسده النحيل بعد تمزيقه.يعتقد بشكل واسع أن موته كان عقوبة لموقف اتخذته أسرته ضد سيطرة طالبان في قريتهم هيلماند النائية، إذ ذكرت التقارير التي جاءت من قرية هيراتيان في منطقة سانغن، أن والد ديل أوار، عبد القدوس، قد أرهقه ترهيب وعنف المتشددين في المنطقة، فقد ذكر قرويون أن الأسرة طالبت المتمردين بإيقاف استخدامهم  للمواد المتوفرة في القرية لنصب الكمائن او رفضوا مطالبتهم بدفع 400 جنيه إسترليني من اجل شراء الرشاشات، وهذا ما حدد المصير القاسي للصبي ديل أوار.نفت طالبان جريمة القتل، لكن في منطقة هيراتيان حيث يجب أن يسكن القرويون في ظل واقع سيطرة المتشددين الكاملة، كان لدى الكثيرين شك في نفيهم هذا، وقد أوضح ماولاوي شمس الله سهراي الذي يبلغ 50 عاماً ويعد أكبر الموجودين في القرية ان والد أوار، عبد القدوس، كان رجلاً فقيراً لم يتمكن من إرسال أبنائه للمدارس ولم يكن له عداء مع أي شخص، البعض في القرية ذكر أن طالبان قتلته والبعض قال انهم يحاولون إخافة الناس في القرية.إن منطقة هيراتيان شأنها شأن مساحات واسعة من المناطق الريفية في جنوب أفغانستان، التي كانت تحت سيطرة طالبان، أما بالنسبة لأولئك المتهمين بتعاونهم مع قيادة قوات حلف الناتو او مع حكومة كرازاي، فإن سيطرة طالبان تعني غالباً تنفيذ إعدامات سريعة بإجراءات موجزة.يتم إغلاق المدارس او حرقها كونها غير إسلامية ويتم إلقاء الأحماض الحارقة على وجوه التلميذات، أما النساء فيتم حبسهن في البيوت ما لم يصحبهن عند خروجهن من المنزل أحد الأقارب من الذكور.وفي ظل حكمهم المتخلف، لا يوجد تقريباً أي تمثيل للعناية الصحية الحديثة، إن إقناع الأفغانيين بأن حكومة كابل أفضل من طالبان أصبح الآن محور حملة الجنرال ستانلي ماكريستال لانتزاع السيطرة على قندهار من المتمردين هذا الصيف. فالخطط لشن هجوم عسكري كبير جداً على معقل طالبان تغيرت إلى ما يوصف "بقلب الحكم".إن تأثير هذه الحكومات الخفية يتغير من هامشي الى كبير ونصيب الأفغانيين في الحقيقة في ظل سيطرة طالبان، التنافس شديد. والتقديرات السابقة من ان أكثر من نصف البلد تحت سيطرة طالبان نفيت بشدة من قبل الحكومة في كابول وقال "غول محمد" الذي يبلغ 46 عاماً، الذي يعمل في زراعة الحنطة والأعناب على مساحة 17 أكراً في منطقة زهاري، "هذا هو المشهد في المناطق الريفية في قندهار المجاورة"، كما قال: "إن جماعة طالبان اعتادوا على امتلاك كل شيء عندما كانوا في الحكومة، فكان لهم محافظوهم وقضاتهم وحتى قوات الشرطة الخاصة بهم"، عندما كان يجلس على وسادة على الأرض في منزله في المدينة.ومثله مثل كل من هم في قرية بانجواي التي تبعد 30 ميلاً عن قندهار كان الحاج شير محمد مضطر للتعامل مع الطرفين. عندما تولى حامد قرضاي السلطة أول مرة، وكان الحارس الشخصي لحليفه غول أغا شيرازي استولى على منزل الحاج شير محمد وألقى به خارجاً، وعندما قدم شكوى، قال إنه أهمل ومن ثم سجن، وقد استغرق الأمر عامين ودفع 5000 دولار كرشوة كي يستعيد ممتلكاته.في شباط، عندما كان يزور منزل شقيقه رأى أحد مقاتلي طالبان يزرع لغماً محلي الصنع بالقرب من المنزل، وخوفاً من وقوع انفجار يقتل أبناء وبنات الأخ او يؤدي الى انتقام عسكري، تسلل الى الخارج عندما ذهب مقاتل طالبان وقطع الأسلاك، لكن انكشف أمره فألقى عليه مقاتلو طالبان القبض وأخذوه الى محكمتهم لمعاقبته، فالمحاكم الجوالة تتنقل يومياً من مكان لآخر لتفادي ضربات جوية، وقد اقتيد الى كوخ في وسط حقل للكروم حيث وجد أن القضاة والحراس قد وصلوا قبله باستخدامهم الدراجات النارية. وبعيداً عن المرأى، جلس ملا قاسٍ ذو لحية طويلة على حصيرة بسيطة من القش قبل ان يهدئ غضبه بسرعة نص قانوني إسلامي.قال رجل في 48 من عمره: "لم أكن خائفاً حتى ذلك الحين"، لكنني شعرت بالخوف على حياتي عندما رأيتهم يحملون العصي وبنادق الكلاشنكوف".واتهمه مقاتل طالبان وطلب إنزال العقاب به، فقال له الحاج شير محمد: "إذا كان هذا يوفر الأمن لزوجتك وعائلتك، فأجلب الألغام الى القرية"، فأمر القاضي بإعادته الى عائلته وإزالة الألغام، قال الحاج شير محمد: "إنه لم يكن صديقاً لطالبان، فهم غير مثقفين ويجذبهم العنف.إن قادة حلف الناتو يدركون أن النجاح في دحر طالبان لا يتحقق إلا بإقناع الرجال من أمثال الحاج شير محمد وغول محمد بأن الحكومة لديها الكثير مما تقدمه أكثر من طالبان. إذ قال ضابط بريطاني في هيلماند الشهر الماضي: "نحن نريد ان نقول لهم أن طالبان يمكن أن لا تقدم العدالة وهي غير قادرة على تقديم التنمية والتطور والعيادات الطبية والتعليم لأبنائكم".كما إن

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

العراق يعاني نقصاً فـي تجهيزات المصابين بالأمراض العقلية
مواقف

العراق يعاني نقصاً فـي تجهيزات المصابين بالأمراض العقلية

ترجمة : عمار كاظم محمد كانت أسماء شاكر، أحد المرضى الراقدين في مستشفى الأمراض النفسية في  بغداد، تجلس على بطـّانية مطبوع عليها صورة نمر ، كانت عيونها متثاقلة، فقد بدأ مفعول الأدوية بالعمل ،...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram