TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > كلام ابيض : النشيد الوطني

كلام ابيض : النشيد الوطني

نشر في: 18 يونيو, 2010: 06:06 م

 كريم محمد حسينكان الزعيم الهندي المهاتما غاندي يلجأ الى الصوم عند اشتداد الازمات السياسية والظروف العصيبة التي يمر بها بلده آنذاك ،والصوم في حالة غاندي هو تعبير عن سخط واستياء هذا الزعيم المبجل عند كل الاطراف المتناحرة في بلده العملاق بكل شيء وصوم غاندي هو رسالة تضامن مع الفقراء والمسحوقين في بلده ،
 وهناك حالة حدثت قبل ايام في مونديال جنوب افريقيا وبالتحديد في مباراة كوريا الشمالية والبرازيل وكانت هذه المباراة بمثابة محنة للكوريين الشماليين وقبل المباراة عزف النشيد الوطني لجمهورية كوريا الشمالية واثناء عزف النشيد شاهد الجميع بكاء احد اللاعبين الكوريين وكان بكاءا حقيقيا يصاحبه انفعال واضح وشعور بوقت عصيب سيمر به فريقه كونه في هذه اللحظة يحمل مسؤولية الملايين من شعبه الذي يتابع هذا الصراع الكروي الذي اصبح يشكل هاجس ملايين البشر وانتماءاتهم وطقوسهم و يبقى العلم والنشيد الوطني لاي بلد هو السمة والعلامة البارزة التي تميز هذا الشعب عن ذاك وتمثل ايضا لحظة زهو وانتشاء عند سماعك نشيدك الوطني الذي هو رمزك ومسقط رأسك وكل تاريخك  بهذين المثالين ،المثال السياسي عبر غاندي والمثال الرياضي عبر اللاعب الكوري ،عجبت كل العجب وغضبت كل الغضب عند مشاهدتي لجلسة البرلمان الجديد وخصوصا في لحظة عزف النشيد الوطني العراقي (موطني) شاهدت بعض السياسيين المنتخبين يتبادلون التحيات والقبل والاحتضان لبعضهم البعض اثناء عزف النشيد الوطني ولحظة قراءة سورة الفاتحة على ارواح الشهداء ،كانت لقطة معيبة تصدر من عضو منتخب ويمثل الآلاف من المواطنين ،حركة خالية من الاتكيت السياسي والبروتوكول المعهود في عالم السياسة وخروج واضح عن العرف الاجتماعي ،ونستغرب جميعا لهذا الفعل لهؤلاء الاعضاء ونعتقد بان دقيقة من الوقوف والاحترام لاتضر هذا النائب المقبل  على امتيازات ما انزل الله بها من سلطان دقيقة اصغاء او دقيقة صمت تضامنية اعتقد لاتضر نائبا سيشبعنا سفسطة ممدودة حتى نهاية ولايته السمينة ، اذن احترام الوطن والمواطن ورمزهما النشيد والعلم لايحتاج الى تعليم وتنبيه عن غفلة بل هو فطرة فطرنا عليها ورضعتها اجيالنا مع حليب امهاتهم . وهناك ملاحظة على اهمية كبيرة في وقت الشدائد والازمات تخرج علينا وعلى شاشات التلفزيون وعبر الفضائيات الكثيرة حلقات الاجتماعات بين الاطراف السياسية نجد ونشاهد طاولات السياسيين مليئة بانواع الفواكه الموسمية منها وغير الموسمية وهناك فواكه قد جلبت خصيصا من مناطق مدارية تكومت واختلطت مع محاضر الاجتماعات التي ستقرر مصير العملية الديمقراطية والمسار السياسي الجديد بالاضافة الى معالجة ازمات العراق الكثيرة في الكهرباء والخدمات والبطالة وارتفاع معدل الفقر والعوز الى حد الجوع احيانا  سيناقش السياسيون المخضرمون كل هذا على انغام التجشؤ الناتج عن اكل السمك المسكوف وبعدها فواكه الطاولة المستديرة ،رحم الله غاندي واطا ل الله عمر اللاعب الكوري.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

إيران: لن نسمح بتكرار أحداث سوريا والمسلحون لن يحققوا أي انتصار

المخابرات الفرنسية تحذر من نووي إيران: التهديد الأخطر على الإطلاق

نعيم قاسم: انتصارنا اليوم يفوق انتصار 2006

نائب لـ(المدى): "سرقة القرن" جريمة ولم تكن تحدث لو لا تسهيلات متنفذين بالسلطة

هزة أرضية تضرب الحدود العراقية – الأيرانية

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram