الموصل/ نوزت شمدينمع اشتداد درجات الحرارة، وارتفاع عدد ساعات القطع الكهربائي عن مدينة الموصل، وصل الإقبال على غابات الموصل السياحية الى اعلى مستوى له منذ سبعة اعوام، هذا بحسب اصحاب المتنزهات على طول شاطئ دجلة المار بالغابات، الذين ثمنوا دور اجهزة الامن، وأعتبروه السبب الرئيس في اعادة الحياة الى المنطقة السياحية الاكثر شعبية في عموم محافظة نينوى، اضافة الى تأخير الحظر الليلي من العاشرة ليلاً الى الثانية عشرة من منتصف الليل.
الزوارق عادت بصخبها الاحتفالي، لتحرك السكون الذي طالما لف شطآن دجلة، واصطفت العشرات من المطاعم والمتنزهات لتستقبل الافاً من العوائل طيلة ايام الاسبوع، مؤشرات يرى الكاتب سمير عبد الله أنها تدل على تطور ايجابي في الوضع الامني، والحركة في الشارع حتى منتصف الليل في مدينة كالموصل، تغير ملفت جداً، لان سنوات مضت والموصل لاتعيش سوى نهار قلق، والشوارع في الليل مقفرة ومخيفة. (الامور تغيرت كثيراً) هكذا قالت غنية خلدون قبل ان تدخل جناح العوائل في كازينو السدير مع افراد اسرتها، (نلتقي مع عدة عوائل اخرى في هذا المكان، نفعل هذا منذ دخول الصيف، كل خميس او جمعة، نبقى ساعات طويلة، الاطفال يمرحون كثيراً لأن كل شيء متوفر لهم تقريباً، فكل متنزه فيه الان وسائل للترفيه عنهم، بعد ان كان ذلك محصوراً فقط بمدينة الالعاب). الشباب وعلى طول الرصيف القادم من فندق نينوى الدولي، عنوان أخر لحياة الغابات، فالضحكات، ورائحة الشواء، والحركة الدؤوبة، مشاهد افتقدها المكان منذ اعوام، هناك وتحت شجرة يوكالبتوس عجوز، بدا عبد المهيمن متحمساً وهو يتحدث عن سعادته بالخروج مع اصدقائه الى الغابات، لان التجمع معهم في داخل الحي اصبح أمراً غير مستحسن، وللابتعاد عن المشاكل وقضاء وقت جميل في ظل المناظر الساحرة، والهواء المنعش، فان الغابات هي المتنفس، ثم قال بصوت فيه عذوبة(اتمنى ان يطول الصيف، لكي نستمر في المجيء الى هنا).الغابات بالنسبة الى مروان احمد، تمثل شيئاً اخر، فهو سائق سيارة اجرة جوال، ينقل العائلات الى ومن الغابات، قال وهو يتكئ على سيارته الشوفرليت الحديثة صفراء اللون ذات علامة(تاكسي)ضوئية: (الكثير من ارباب الاسر يعرفونني، واعتادوا على الاتصال بي ايام العطل او الايام الاخرى، فاتكفل بايصال العائلة الى هنا، والعودة بها في وقت متأخر من الليل)، ويضيف مروان: الصيف وحركة السياحة في الغابات يعني رواج لعملنا، هناك العشرات غيري، يعملون مساء فقط، وتحديداً في الغابات، للتخلص من ساعات الزحام النهارية ومشاكل الطرق والسيطرات التي لاتنتهي).اصحاب المتنزهات والمطاعم والاكشاك هم الاكثر سعادة، بالرغم من اتساع المنافسة، وتقديم كل ما هو جديد من اجل كسب ود الزبون، وبابتسامة عريضة كشف هاني خليل عن سر تميز متنزهه:(انهم الاطفال)، وزاد في القول: (جلبنا كل شيء يبحث عنه الطفل، مراجيح ودولاب هواء، وقطار صغير وغيرها من الاشياء، لأن العائلة تحرص على الترفيه عن ابنائها، ثم لابد من الطعام الجيد والنظافة، وحسن المعاملة)، ثم اشار الى شاطئ النهر(ولابد ايضاً من اطلالة جيدة على النهر، ومساحة لتوقف الزوارق،هذه هي الغابات!!). السمك المسكوف حكاية اخرى، يسردها سحر غابات الموصل، وهو الهدف للكثير من المواطنين،الذين يقطعون مسافات طويلة، من أجل متعة انتظار وصول السمك المشوي على الفحم، غالب ابو دحام، يعتبر نفسه واحداً من اقدم زبائن طبق السمك المسكوف في الموصل، وانه قضى وقتا طويلا من عمره الذي شارف السبعين، بانتظار ان ينضج السمك المسكوف سواء في ابو نواس في بغداد او في غابات الموصل،: (بشيء من الاهتمام، وبرؤية سياحية مدعومة بفكر استثماري، يمكن ان تدر الغابات على المدينة دخلا يجعلها الاغنى في عموم المنطقة) ويوضح: هذه ليست مبالغة، كل مقومات ذلك موجودة، فمدخل الغابات فيه واحد من اكبر فنادق العراق وهو فندق نينوى الدولي، وهناك عشرات الالوف من الاشجار المعمرة وبمختلف انواعها ومسمياتها، اضافة الى مساحة الارض الشاسة غير المستغلة بشكل كامل وصحيح) ثم قال مازحاً(والسمك المسكوف)، وتمنى لو صار ذلك شعارا للغابات، ثم تساءل(لم لا)؟ الكثير من المدن في باقي انحاء العالم تفعل ذلك، تضع شعاراً يتحول الى رمز، والغاية ترك اثر لدى السائح او المستثمر. الزحام في مدخلي شارع الغابات، هو المنغص الوحيد لجولة التنزه، حيث ان السيطرات الامنية تعيق حركة المرور، وتجعل المواطن ينتظر فترة طويلة قبل الدخول الى المكان، واقترح شامل سعيد(موظف بنك)، أن تستثنى العوائل من اجراءات الامن، وان تفتح لها مسارات خاصة في الشارع، اسوة بمسار سيارات اجهزة الامن او المسؤولين، وأضاف: نشكر من يوفر الامن لهذه العائلات التي تقضي اوقات راحتها في منطقة الغابات، ولكن كثيرين ايضا يترددون قبل الذهاب الى هناك بسبب الزحام غير المبرر، انها منطقة جذب للسياح، وليست منطقة طاردة لهم!. المهتمون بالشأن السياحي في نينوى، يؤكدون على ان الحكومة المحلية لم تهتم بالمناطق السياحية الاخرى كالشلالات وآثار الحضر وغيرها من الاماكن، في حين ان الاهتمام تركز فقط على منطقة الغابات، التي حظيت بمشاريع اسناد ام الربيعين، مقابل ابقاء منطقة الشلالات جرداء دون وجود اي وسيلة خدمة للمواطنين، وكذلك الحال بالنسبة للسياحة الاثرية التي اصبحت منسية تماماً، ويرى هؤلاء ان الاستثمار الخ
السمك المسكوف حكاية أخرى يسردها سحر غابات الموصل
نشر في: 18 يونيو, 2010: 06:33 م