TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > عمودفضاءات عدد(2616)

عمودفضاءات عدد(2616)

نشر في: 9 أكتوبر, 2012: 05:16 م

ما وراء التعرفة
 ثامر الهيمص

غريب جداً أن يقول البعض إن دول الجوار وراء التأجيلات الثلاث لتنفيذ قانون التعرفة الكمركية الصادر هذا العام ( 2010 ).  لماذا لم تتدخل دول الجوار عند التشريع إذا كانت لهذه الدرجة تملك نفوذاً، إما بمنع تشريعه أو تأجيله أو حتى مسخه؟  أم أنها واثقة من إمكاناتها بأنها تستطيع أن تجمد وتلغي وتؤجل وتمسخ؟  ألهذه الدرجة وصلت ذراع الجيران؟
ولكن هذا الكلام غير موثق ولذلك لا يصمد أمام المحاكمة التقليدية إلا إذا كان هناك حد أدنى من معقولية الاستنتاج وإلا كيف نفسر الأمور؟  هل أصبح الملحقين التجاريين للجيران حكاماً سياسيين؟
ولكن بالمقابل، التفسير الموضوعي الآخر لعملية التأجيل الثلاثية، هناك ساسة يعتقدون جازمين أن التعرفة الكمركية لا شك تحدث هذه في السوق أي بالعرض والطلب مما تسبب ارتفاعا بالأسعار في المرحلة الأولى ولا ضمان بعدم استمرار هذه المرحلة، أمام الفساد والتهريب والإشاعة والاستثمار السياسي من المناكفين التقليدين الذين لا يرغبون بأي إنجاز لصالح رئاسة مجلس الوزراء ومن ورائها كتلتها النيابية.
لذلك يستعملون ورقة ارتفاع الأسعار ويرفعونها عالياً متباكين على ذوي الدخل المحدود الذين لم ينلهم من الكتلة المناوئة شيء متميز وبرنامج واضح المعالم. فهم شركاء في الامتيازات فقط.  
 ولذلك تتراجع الحكومة عن تنفيذ قانون التعرفة الكمركية خوفاً من  استغلاله من قبل الإخوة الأعداء.  كما أن الذرائع جاهزة بعدم جاهزية الكمارك ودوائر السيطرة النوعية التي يتذرع بها الطرف الحكومي غالباً ويسكت عنها إن لم يشجعها الطرف المناوئ، لأنها تصب في ذات الخانة. وبذلك يصيب العصفورين في حجر واحد وهما عصفور الجيران وعصفور الحتيان الذين يملكون أحسن العلاقات مع مصادر القرار التشريعي والتنفيذي.  
وبهذا نخرج باستنتاج على مستوى المركز وتابعيه من المحافظات أن هذه السياسة المعادية للتعرفة الكمركية تمتد مشكلة قاسما مشتركا للكتل المتناكفة لان مساندة التجار الموردين أبداً هم شركاء مصير معهم وهي حالها حال الامتيازات التي لا خلاف عليها كذلك التعرفة لم نلمس موقفا وأضحا لكتلة معينة أنه اصطدم ببرنامجها الانتخابي ومشروعها الوطني كما تدعي. ولذلك تمتد هذه الحالة من المركز إلى الإقليم فلم نلمس منهم حماساً للتعرفة الكمركية بل تشجيع لاستمرار الحال إن لم يكن مساهماً في تكريسه تماماً. ولذلك اختفى (لبن أربيل)  لصالح أنواع المولات والنزعة الاستهلاكية المتفاقمة فهم شركاء أيضاً في هذا الامتياز.
لا شك أن التعرفة الكمركية النموذجية وحسب القوانين المحلية والدولية علامة من علامات السيادة الوطنية التي حتى منظمة التجارة العالمية ترفضنا بدونها، كما أنها في حالة إقرارها بدون مسخ وتعديل باتجاه السابق تضع حداً لنفوذ الجيران الذين استباحوا بلدنا والدخول من دون أذن. ولكن كيف يقتنع من وضع كل بيضة في سلة الانتخابات قصيرة النظر ولم يحاول أن يخرج من إطارها الإقليمي والمحلي؟
فصناعتنا دمرت بشكل مبرمج وكذلك زراعتنا بفعل التعرفة الكمركية وكذلك الكهرباء التي يدفعها لنا الجيران بالقطارة ولم تشكل معونتهم كهربائياً رغم ملياراتنا عنصراً حيوياً في دعم الكهرباء لحد الآن. أليس هذا التعامل يخدم عملية إقصاء التعرفة بالتنسيق مع لوبي التجارة المتغول؟

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق معرض العراق الدولي للكتاب

الأكثر قراءة

البَصْرة.. لو التَّظاهرُ للماء والنَّخيل!

العمود الثامن: نصف قرن من التفوق

كلاكيت: في مديح مهند حيال في مديح شارع حيفا

العمود الثامن: مطاردة "حرية التعبير"!!

العمود الثامن: سياسيو الغرف المغلقة

العمود الثامن: سياسيو الغرف المغلقة

 علي حسين في السبعينيات سحرنا صوت مطرب ضرير اسمه الشيخ امام يغني قصائد شاعر العامية المصري احمد فؤاد نجم ولازالت هذه الاغاني تشكل جزءا من الذاكرة الوطنية للمثقفين العرب، كما أنها تعد وثيقة...
علي حسين

زيارة البابا لتركيا: مكاسب أردوغان السياسية وفرص العراق الضائعة

سعد سلوم بدأ البابا ليو الرابع عشر أول رحلة خارجية له منذ انتخابه بزيارة تركيا، في خطوة رمزية ودبلوماسية تهدف إلى تعزيز الحوار بين المسلمين والمسيحيين، وتعزيز التعاون مع الطوائف المسيحية المختلفة. جاءت الزيارة...
سعد سلّوم

السردية النيوليبرالية للحكم في العراق

احمد حسن تجربة الحكم في العراق ما بعد عام 2003 صارت تتكشف يوميا مأساة انتقال نموذج مؤسسات الدولة التي كانت تتغذى على فكرة العمومية والتشاركية ومركزية الخدمات إلى كيان سياسي هزيل وضيف يتماهى مع...
احمد حسن

الموسيقى والغناء… ذاكرة الشعوب وصوت تطوّرها

عصام الياسري تُعدّ الموسيقى واحدة من أقدم اللغات التي ابتكرها الإنسان للتعبير عن ذاته وعن الجماعة التي ينتمي إليها. فمنذ فجر التاريخ، كانت الإيقاعات الأولى تصاحب طقوس الحياة: في العمل، في الاحتفالات، في الحروب،...
عصام الياسري
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram