TOP

جريدة المدى > ملحق اوراق > كتب الرصيف تساعد القارئ بثمن رخيص

كتب الرصيف تساعد القارئ بثمن رخيص

نشر في: 19 يونيو, 2010: 04:30 م

تحقيق / مريم جعفر إذا كان ثمن الكتاب وغلاؤه حائلاً دون تلبية "النهم المعرفي" لدى الإنسان فلا شك أنه سيبحث عما يروي هذا النهم وبأقل التكاليف، وأمام الحاجات المادية الضاغطة التي انسحبت على حياة المواطن العربي بشكل عام، أصبح مألوفا أن يرتاد مكتبات الرصيف عله يجد "ضالته"
 بين أكوام الكتب القديمة والحديثة والمتنوعة المكدسة، مكتبات تجعل من الرصيف مكاناً لتواجدها، وكأنها بذلك تحقق رؤية الكاتب الأرجنتيني الشهير"بورخيس" عندما رأى في إحدى قصصه وبدافع "التخييل الأدبي" العالم كمكتبة رففها وممراتها الدروب والشوارع والأرصفة، أما ما يقبع على هذه الأرفف فهو ذاكرة الوجود المحتشدة فوق بعضها كطبقات وكأنها الكتب في هذه المكتبة . ظاهرة منتشرة وعناوين متنوعةإن ظاهرة مكتبات الرصيف تنداح على مساحة بلدان العالم، بدءاً من بريطانيا وفرنسا وألمانيا.....، ومروراً بالدول العربية مثل سوق "سور الأزبكية" الذي تحول إلى معرض دائم للكتاب في القاهرة وكذلك سيارات "الفان" التي تقف محاذية لمنطقة الروشة أو قريباً من حي الحمراء في العاصمة اللبنانية بيروت، تلك السيارات التي تتراكم بداخلها الكتب المتنوعة، وانتهاءًببغداد  التي تنتشرفيها  مكتبات الرصيف كالأوشام الجميلة في جسد امرأة ريفية بريئة، ففي شارع الكتنبي والكرادة وباب المعظم وشارع فلسطين  نجد كتب ، وكذلك قرب الجامعات و تضم مكتبات الرصيف الكتب المتنوعة من "أدبية وشعر وروايات ودراسات نقدية وثقافية وسياسية وتاريخية وتراثية ودينية وطبية، وأيضاً تجد بينها الكتب الجامعية والمدرسية والروايات الأجنبية بمختلف لغاتها، هذا إضافة للمجلات والدوريات المتنوعة سواء منها الحديث أو القديم أو التي انقطعت عن الإصدار مثل"الرسالة والكاتب وافاق عربية  أو التي مازالت تصدر بدءا من العدد التجريبي (صفر) مثل "مجلة العربي ومجلة الاقلام...." حتى كتب التسلية والشعوذات وأحياناً "الخلاعية" تجد لها مكانا بين هذه الكتب.rnبائعون ومقتنونيكاد لا يفاجئنا أن نجد أحد باعة الكتب وأصحاب البسطات "مثقفاً ثقافة نوعية"، إذ دفعت الحاجة الكثير من الأدباء إلى امتهانها بدءاً من المسرحي الفرنسي "جان جنييه" وليس انتهاء بالصحفي  العراقي سعدون هليل  الذي يقول في كتب مكتبته التي شرع ببيعها في المتنبي  ـ أصحاب الفضل في بقائي حياً على قيد الطعام".إنهم أصحاب "بسطات" مثقفون دفعتهم الحاجة وفشل مشاريعهم الحياتية ومحاولات انعتاقهم من سحر الكتاب والقراءة إلى افتراش الرصيف بالكتب التي وجدوا فيها غذاءً للروح و "للمعدة" أيضاً .ولكن يبقى أمثال هؤلاء قلة نادرة مثل حبيب الملاك صاحب والذي يمتلك أربع مخطوطات لكتب من تأليفه صالحة للنشر غير الكتب التي نشرها اومازن لطيف الذي نشر بعض الكتب ، فأغلب البائعين تجدهم موظفين أحيلوا للتقاعد أو أحدهم دفعته "المصادفة" إلى امتهان هذه مثل أبو ابو اياد  الذي يحدثنا عن تجربته قائلاً: "كنت وأنا شاب اهوى قراءة المجلات وفي إحدى المرات اخذ مني احد الاصدقاء مجلة قال انها نادرة وتباع بثمن ثم أعطاني المبلغ الذي قال انه باع به المجلة  ، وبذلك وجدت في الكتاب والمجلات القديمة  مصدر للرزق ولقمة العيش ومع تشجيع البعض اخترت هذه المهنة". هذا عن حال البائعين.ولكن ماهي وجهة نظر اللذين يرتادون هذه المكتبات ومن هم؟ من الواضح أن أغلبهم من طلاب الجامعات والمدارس الذين يبحثون عن الكتاب الرخيص، وهذا ما يفسر انتشار "بسطات الكتب" بالقرب من الجامعات وكذلك تجد الباحث أو المطالب بمشروع تخرج للجامعة مثل أحد الزبائن الذي صادفناه واقفاً أمام إحدى هذه "البسطات" فحدثنا قائلاً: "نظراً لغلاء الكتب المرجعية في المكتبات العامة والخاصة لذلك تجدني أقبل على بسطات الكتب التي أجد فيها طلبي وبسعر يتناسب مع إمكانياتي المادية المحدودة جداً" . وتجد كذلك الكثير ممن يمرون مروراً استعراضياً عابراً علهم يجدون كتاباً مفيداً فغالبية "البسطات" تأخذ مكاناً استراتيجياً يكون معرضا ًلحركة المارة، وخاصة في مركز المدينة من كل محافظة في العراق ، هناك أيضاً من يأتي مبتغياً الطبعات القديمة من بعض الكتب التي أصبحت نادرة، وتجد هناك كاتباً قد نفذت نسخ إحدى كتبه عله يجد نسخة من كتابه الذي نفذ أمام سيل الاهداءات وطلبات الأصدقاء والقراء، فكثير من كتب "البسطات" تجدها مذيلة بإهداء من المؤلف إلى أحدالأصدقاء والمعارف مثل كتاب وجدناه في إحدى "البسطات" مهدى من المفكر الجواهري  وبخط يده ولاندري كيف وصل إلى هذه "البسطة"، وثمة أصحاب دور نشر رأيناهم في بحثنا الطويل والذي امتد لأيام يأتون قاصدين بسطيات شارع المتنبي  عساهم يجدون نسخة من كتاب قديم نفذت طبعاته ومازال مطلوب من القراء ليعيدوا طباعته ونشره في   من أين يأتون بالكتب

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

دستويفسكي جوهر الروح الإنسانية

دستويفسكي جوهر الروح الإنسانية

لكن الفكرة المركزية التي سيطرت على دستويفسكي كانت الله والذي تبحث عنه شخصياته دائما من خلال الأخطاء المؤلمة والإذلال.يقول دستويفسكي على لسان الأمير فالكوفسكي في رواية مذلون مهانون (.... لكنك شاعر ,وأنا إنسان فان...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram