TOP

جريدة المدى > ملحق اوراق > موت الكتاب التقليدي..ما فعله التحديث بعالم المكتبة القديمة

موت الكتاب التقليدي..ما فعله التحديث بعالم المكتبة القديمة

نشر في: 19 يونيو, 2010: 04:40 م

ترجمة / عادل العامليُذهلني، تقول مارثا كولينز كاتبة هذا المقال، ما أحصل عليه مجاناً في المكتبات العامة. فهناك كتب، أكداس متمايلة كبيرة من الكتب، لكن هناك كذلك مدخل الكومبيوتر، و في السنوات القليلة الأخيرة هناك الـ  Wi-Fi المجاني. و حين كان ابني أصغر سناً، كنا نذهب إلى ساعات من القصة و الأناشيد أو الأغاني الجماعية.
إن المكتبات العامة واحدة من الأهواء العظيمة في حياتي. و ذلك هو السبب في شعوري بالاحباط عند سماعي مؤخراً عن اقتراح (مكتبة بوستن العامة) إغلاق بعض فروع الجوار. و بعد أشهر عديدة من افتتاح المكتبة الرئيسة في كامبرج، أجد نفسي أسأل سؤالاً غير متوقَّع : ما الغرض من المكتبات ــ حقاً؟ أن تكون ملتقىً عاماً؟ أن ترقِّي التعلم المستمر مدى الحياة؟ أن تساعد على اجتياز تدفق المعلومات؟ أن تخزن الوثائق المطبوعة للسجل التاريخي، وفقاً لتأكيد نيكولسون بَيكَر على أنها ينبغي أن تفعل ذلك؟إن المكتبات يمكنها أن تؤدي جميع هذه الوظائف. لكنها ماذا تعني لنا و الأماكن المادية  physical تتغيّر، و رؤية علم المعلومات يجري ادخاره في فرع كامبرج الرئيس. حين زرتُ المبنى الجديد مؤخراً، رأيت أناساً؛ و رأيت رفوفاً مفتوحة و كتباً معروضة على نحوٍ جذّاب. لكن أشخاصاً قليلين كانوا يقرأون تلك الكتب، و رأيت حيّزاً كبيراً جداً، نوع الفراغ الذي يحبه المعماريون. و من الطابق الثالث، تطلعتُ للأسفل نحو رجلٍ ضئيل في كرسي. و كان لديه لابتوب على ركبتيه، و قد تدلّت براعم سمعية عند صدره المكسو بكنزة سوداء. و كانت هناك خلفه شاشات على عدد من المكاتب. و كان يجثم مستخدمو أجهزة اللابتوب في الطابق الثاني في خليج زجاجي. كنت أنا في الأعلى في غرفة الأطفال ــ لم تعد غرفةً و إنما مساحةً واسعة في أعلى المبنى ــ أجلس في كرسي منحوت من زند خشبٍ غريب.كنتُ بالطبع المتفرجة الوحيدة، أعوم عبر مساء تهاية الأسبوع. و قد افتُتح الفرع الجديد في تشرين الثاني لا أكثر. و كانت أنظمته على وشك أن تُجرَّب، و سوف تتطور مع الوقت، مع وفرة من مراددات أصحاب الشأن. غير أن المبنى، و هو علبة زجاجية متعلقة بالهوى القوطي الفتوري القديم، يعكس أيضاً فِكَرة جديدة عن المعلومات وما يحصل على مدخلٍ له إليها. و لا ينطوي على تلك الفوضي القديمة في أوضاع الكتب، و تلك مشكلة بالنسبة لي. و ليس من المدهش أن يدعوه ( أسبوع العمارة ) " فاتناً ". أما أنا، فأتساءل مَن يا تُرى من المفترض أن يجذب هذا التصميم. و أتشكك في كل هذا الحيّز المفتوح في منطقة المدخل، و في الاعتقاد المكتوم بأن الكتب هي عنصر تصميم، حالها حال النباتات المحفوظة في الآنية. و حين افتُتح المبنى أولاً في الخريف الماضي، ذكر قسم عروض الكتب في مجلة (بوستون غلوب) أن مديرة المكتبة سوزان فلينيري " أرادت أن تخلق ' هجيناً ' تمتزج فيه خصائص المكتبة العامة و مكتبة البيع بالمفرد ".  مكتبة بيع بالمفرد؟ مع كل تشديدها على حصة السوق؟ أشعر باليد الباردة للتجارة تعتصر قلبي. ففي بلدة أفواهٍ كبيرة مولعة بالكتب، فإن تجديد المكتبة العامة الرئيسة كان عملاً سياسياً و عاطفياً؛ و أنا أتذكر ذلك جيداً باعتباري مقيمة لعشرين عاماً في كامبرج. و كانت الصحافة المحلية منذئذٍ متحمسةً. لكن مع أن المبنى القديم كان بحاجة لقدرٍ من التصليح، فإنني الآن أقوم بإعادة تقويم رأيي في ما إذا كان على المدينة أن تنفق 91 مليون دولار على هذه الأعجوبة المعمارية. إن لم يكن أمراً آخر، فإن سماع ما يتعلق بمكتبات بوستون، كما جاء في تقرير  غلوب و صحف أخرى، يجعل من الواضح أن مثل هذه القرارات تتضمن شيخوخةً. كما أنه يُلمح إلى مواقف تتعلق بنوع المعلومات الذي " يبيع ".لفإذا كانت لديك نقود لتسيلات جديدة، هل تركّز على خزن وثائق مطبوعة (كما سيشجع عليه نيكلسون بيكر) أو تقيم شيئاً مساوياً لدار نشر بيرنز& نوبل؟ إذا لم يكن لديك نقود، ما الذي يهم؟ الكومبيوترات؟ فعّاليات الأطفال؟ الكتب الجديدة أو القديمة؟ و استشهد غلوب بقول ذلك الذي اتهم العمدة توم مينينو برمي المكتبات العامة بعيداً " باعتبارها مفارقة القرن 21 التاريخية، شيئاً ما يمكن إبداله بياهو أو غوغل ". و كان رئيس مكتبة بوستن العامة، إضافةً لرئيس هيأة المكتبة، يؤكد أنه لم يكن هناك كومبيوترات كافية أو جهاز وظيفي لمتابعة العمل. لكن عضواً فعالاً من فرع مكتبة مهدد بالاغلاق تساءل عما إذا كان القرار يتعلق حقاً بالنقود فقط، " و حتى لو حدثت معجزة و حصلت على 3.6 مليون دولار، هل تتطلع مع هذا إلى إغلاق الفروع؟ "و لقد ذكر إداريو المكتبة أن تدفق المال سيساعد، لكنهم لم ينكروا أنه يمكن مع هذا أن يعزز الخدمات و الجهاز الوظيفي.و في غضون ذلك، تستمر الاحتجاجات. و كما يذكر معلّق صحيفة غلوب، فإن المكتبة " تهدد بخطر أن تُصبح موقع شجار بوستوني كلاسيكي، مع جوارات محرَّضة ضد صخبٍ آخر على فطيرة تنكمش. " في كامبرج، بعد مشاهدة مستخدمي اللابتوب، هبطتُ السلَّم الحجري القرنفلي اللون إلى أكداس كتب اللاقصة. و وجدتُ "Double Fold"  و استقرّيت في كرسي أيرلندي حديث. حسنٌ، لقد أحببتُ

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

دستويفسكي جوهر الروح الإنسانية

دستويفسكي جوهر الروح الإنسانية

لكن الفكرة المركزية التي سيطرت على دستويفسكي كانت الله والذي تبحث عنه شخصياته دائما من خلال الأخطاء المؤلمة والإذلال.يقول دستويفسكي على لسان الأمير فالكوفسكي في رواية مذلون مهانون (.... لكنك شاعر ,وأنا إنسان فان...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram