اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > المنتدى العام > أحزاب وسلطات تخطف الشارع العربي..نماذج من الفرص الضائعةفي التاريخ العربي الحديث

أحزاب وسلطات تخطف الشارع العربي..نماذج من الفرص الضائعةفي التاريخ العربي الحديث

نشر في: 19 يونيو, 2010: 04:59 م

شاكر النابلسيكان النصف الثاني من القرن العشرين، فترة تحولات سياسية كبيرة في تاريخ، العالم العربي السياسي الحديث. فشهد أحداثاً ضخمة تجلّت في قيام ثورات في مصر والعراق واليمن وليبيا والجزائر، وانقلابات عسكرية في سوريا واليمن والسودان، والجزائر، وتحالفات سياسية مختلفة، وقوى دولية عسكرية تهاجم المنطقة في العام 1956، وفي 1991،
 وكيانات وحدوية  (مصر وسوريا، والعراق، والأردن، الأمارات العربية المتحدة) وحروب عربية - إسرائيلية ، وحرب عراقية - إيرانية طاحنة ، وحروب سودانية - سودانية ، ومعاهدات سلام عربية - إسرائيلية ، ومؤتمرات سلام.. الخ.  كما شهدت فلسطين، عدة انتفاضات ضد الاحتلال الإسرائيلي. ونتيجة لذلك، فقد كان حراك الشارع العربي في هذه الفترة كأكثـر ما يكون الحراك، وكان نشاط الشارع العربي في هذه الفترة كأكثـر ما يكون النشاط.متابعة التحولات السياسية  لقد شهدنا في هذه الفترة نشاطاً للشارع العربي، في الأعوام 1956 (حرب السويس)، 957ا (حلف بغداد)، 1958 (الوحدة المصرية - السورية ) و (الثورة العراقية )، 1961 (انفصال الوحدة المصرية – السورية)، 1967 (الهزيمة وتنحي عبد الناصر ورجوعه عن قراره ) 1970 (رحيل عبد الناصر)، 1977 (انتفاضة الجياع في مصر)، 1979 (توقيع معاهدة كامب ديفيد بين مصر وإسرائيل)، 1982 (غزو إسرائيل للبنان)، 1987 (الانتفاضة الفلسطينية الأولى)، (انتفاضة الجياع في الأردن)، 1991 (حرب الخليج الثانية)، 2000 (الانتفاضة الفلسطينية الثانية)، 2002 (تدمير السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية)، وغيرها من الأحداث.rnعناصر تكوين الشارع العربيومن خلال هذه الأحداث الجسام، تشكَّل الشارع العربي، وكوَّنته عناصر مختلفة، كان أهمها الأحزاب السياسية، بما فيها الجماعات الإسلامية. فالشارع السوري، سيطر عليه "حزب البعث"، وكذلك الشارع العراقي. والشارع المصري، سيطر عليه "الحزب الوطني" الحاكم، والجماعات الإسلامية وعلى رأسها "جماعة الإخوان المسلمين". والشارع الأردني، سيطرت على غالبيته "الجبهة الإسلامية"، وشتات من "حزب البعث" و"الحزب الشيوعي" و"حركة القوميين العرب". والشارع اللبناني، سيطرت عليها الأحزاب المسيحية الصغيرة في الجبل وبيروت، فيما سيطر "حزب الله" على الجنوب اللبناني. والشارع الليبي، سيطرت عليه "اللجان الشعبية الحكومية". والشارع اليمني، سيطرت عليه الفئات الإسلامية والقبلية. ولا شارع مؤثراً في بلدان الخليج العربي، ما عدا الكويت. rnأحزاب بلا برامج سياسيةوقد أثبتت هذه الأحزاب في مناسبات سياسية، تحرك من أجلها الشارع العربي، بأنها غير قادرة على وضع برامج واقعية للقضايا التي يتحرك من أجلها الشارع العربي. وآخر هذه القضايا كان الانتفاضات الفلسطينية وحركات الشارع العربي في ربيع العام 2002 لنصرتها. "وهذه الأحزاب بيسارها، ويمينها، ووسطها، كانت عاجزة عن وضع  برنامج حقيقي لدعم الانتفاضات وإسنادها. وكان هذا ملحوظاً من خلال الشعارات المختلفة، والتسابق على رفع الإعلام." (ماهر اليماني، "لماذا انتفض الشارع، ولماذا انطفأ؟" ص 61). كما أن هذه الأحزاب – كما قال أبو زيد الإدريسي- كانت "تفتقد إلى الوعي الاستراتيجي بالقضية الفلسطينية." ("الشارع العربي: بوادر تخلُّق الرأي العام"، ص 89). rnدور الإعلام السلبي في تكوين الشارعولقد لعب الإعلام العربي المرئي والمقروء والمسموع دور كبيراًٍ في تشكيل الشارع العربي. ومن المعروف أن معظم الأنظمة العربية، تسيطر على 90% من هذا الإعلام. ورغم تطور القنوات الفضائية، وتكنولوجيا المعلومات عبر الانترنت، إلا أن ساحة الرأي والرأي الآخر ظلت محدودة، ومراقبة أيضاً.فالدولة العربية هي الإعلام، والإعلام هو الدولة.rnالإعلام وتضليل الشارع العربي ومن ناحية أخرى، فقد ساهم الإعلام العربي كثيراً في تضليل الشارع العربي، من حيث أنه لم يقدم له الحقائق المجردة. واعتاد الإعلام أن يقدم للشارع العربي ما يرضيه، وما يوافق هواه، وما يُهيّجه، وما يُثير شهواته للانتقام، وما يُحب أن يسمعه، ويشاهده، ويقرأه. وهناك من يتهم الإعلام العربي وموقفه من الشارع العربي بأنه إعلام "من مخلفات الحرب الباردة. وإعلام خائف، حيث أن هذا الخوف أصبح فكراً بحد ذاته، ويجعلك تتساءل: ما فائدة امتلاك وسائل إعلامية، تستطيع تحرير المثقفين والإعلاميين كثيراً من رقابة الرقباء عبر الانترنت، إذا كان اللسان والعقل مربوطين بالأصفاد القديمة؟" (عبد الرحمن الراشد، "وسائل حديثة ولغة قديمة"، جريدة "الشرق الأوسط"، 24/2/2002). ومن هنا، اقتصر الإعلام العربي خاصة في السنوات الماضية على التهييج والإثارة، أكثر من اعتماده على قول الحقيقة للشارع العربي، وما يجب عليه أن يفهمه. rnإعلام ينبح ولا يعض! وكانت مظاهر هذا التهييج صور الشهداء التي تتقاطر كل يوم، وبرامج  الأحاديث والسجالات السياسية المرتجلة، التي كانت "تنبح ولا تعض" كما سبق ووُصفت من قبل. &quo

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

كاريكاتير

كاريكاتير

ميثم راضيميثم راضي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram