محمد حمدي
إجماع تام بين الجانبين العراقي والسعودي على أن عقبة الروتين الإداري، وسرعة التحرّك كانت ولازالت العائق الأكبر أمام تنفيذ مشروع المدينة الرياضية في بغداد، وملعبها الكبير المُهدى من المملكة العربية السعودية لشعب العراق.
الملعب الهديّة أعلن عنه في مطلع شهر آذار من عام 2018، يوم أهدى الملك سلمان بن عبدالعزيز جماهيرنا الرياضية ملعباً رسميّاً لكرة القدم مع مدينة رياضيّة متكاملة، تقديراً للعلاقة الأخوية بين البلدين الشقيقين، بعد نجاح المباراة الوديّة بين المنتخبين السعودي والعراقي التي أقيمت في 28 شباط 2018 على ملعب البصرة الدولي ضمن مساعي رفع كامل الحظر عن الملاعب العراقية.
منذ ذلك التاريخ الى اليوم، ومع تقادم السنوات، بقي ملف الملعب والمدينة الرياضيّة بين حالات يسودها الابهام بالمُجمل عن مكان وزمان الشروع بالعمل، وكلّما زار وفد من المجلس التنسيقي العراقي السعودي بغداد يكثر الحديث عن مكان بديل واختيار الأفضل وصعوبة إنجاز التخويل الخاص بالشركة المنفذة وأسئلة كثيرة تبقى عالقة بلا إجابات مُحدّدة تشبع رغبات جماهيرنا الرياضيّة التي تتابع بشغب أي حديث يخصّ المدينة الرياضيّة في بغداد.
بوادر انفراج جديد للملف لاحت من الرياض هذه المرّة، وبتواجد وزير الشباب والرياضة عدنان درجال، الذي حاول جاهداً اقناع الاشقاء في السعودية التواجد في بغداد قريباً، ومتابعة آليات العمل المستقبلي عن كثب، خاصّة بعد إعلان الأرض المناسبة للعمل في منطقة بسماية.
وإلتقى الوزير درجال قبل نحو أسبوع د.ماجد بن عبدالله القصبي رئيس الجانب السعودي في المجلس التنسيقي العراقي السعودي في الرياض، وبحث معه آلية تنفيذ المدينة الرياضيّة المُهداة الى الشعب العراقي في بغداد، وتطرّق النقاش بين الطرفين الى جميع متعلّقات المشروع، وأهمها تجاوز الروتين المُملّ في تنفيذ المشاريع الستراتيجية بين البلدين، وأهمية أن يرى الشعبين نتائج المجلس التنسيقي العراقي السعودي، وأن المدينة الرياضيّة هي رمز لهذا التعاون، وبعد مناقشة مفصّلة للعقبات التي تواجه تنفيذ الملعب المُهدى، أقترح القصبي أن يعقد الوزير درجال إجتماعاً مع اللجنة الفنيّة المختصّة لمناقشة العقبات التي تواجه الشروع في بناء المدينة الرياضية.
وقد أشارت أنباء اللقاء المتفرّقة بأن الاجماع بين الطرفين وقف عند حدود الروتين الإداري الصعب جداً والذي إن سايرناه بلغة (كتابنا وكتابكم) فيقيناً أن الملعب الهديّة لن يرى النور ولا بعد عشر سنوات!
لذلك، ومن مبدأ المعرفة بالشيء ومواكبته، وبسبب حضور(عامل الشك والريبة) في لغة التخاطب بين مؤسّساتنا الحكومية، نقترح على الوزير درجال لأن يفعل ما قيل عنه بتشكيل لجنة من عدّة وزارات عراقيّة معنيّة بالأمر، ومرتبطة بالأمانة العامة لمجلس الوزراء، مهمّتها الكاملة هي تسهيل إجراءات العمل والتعامل مع الأشقاء والشركة المنفذة.
بالمقابل فإن تحديد العمل بشخص ومؤسّسة لن يزيدنا إلا خسارة المزيد من الجهد والوقت، ونبقى أسرى رغبات مشلولة وتوجّه غير عملي لمؤسّسات أخرى.
أعتقد جازماً، بأن المدينة الرياضيّة المُهداة ستكون إضافة هائلة لرياضتنا ولشبابنا واستثماراتنا الرياضيّة، وما لم ننظر اليها بهذا المدى الواسع فسيحلّ بنا يوم الندم، ومعه لا ينفع الاستذكار فمرور أربع سنوات على صدور أمر الهديّة من جلالة الملك يكفي لتولّد خبرة كبيرة لدينا عن أفضل الطرق لتجاوز الروتين، ونضمُّ صوتنا الى الملايين التي تنتظر منكم الإعلان عن موعد الشروع بالعمل.