بغداد/ حيدر عبدالمواطن من جيل الستينيات او الخمسينيات، ما زال يتذكر طريقة نقل الركاب التي يتبعها اصحاب سيارات النقل، وكانت طريقته المفضلة (الجابك)، اي ان السائق ينطلق من نقطة محددة بركاب او بغير ركاب ويعتمد على المناطق التي يمر عليها لترفده بركاب بانتظاره في كل منطقة من هذه المناطق.
الجابك (يلفظ بالجيم الفارسية) كان يسهل كثيرا من وصول المواطن الى النقطة التي يريد الوصول اليها ولايعاني من مشكلة هدر وقت.اختفت هذه الطريقة من الشارع، وعمل سواق الكيا في الكراجات والمناطق على نظام قاس يجعل الراكب تحت ضغط هائل، ان كان موظفا والوقت ليس بصالحه او من كان على موعد حان الايفاء به. في ساحة الطيران وفي حوالي الساعة الخامسة عصرا كنت واحدا من المواطنين داخل سيارة كيا وصادف ان كان اليوم يوم عطلة رسمية ما يعني ان النشالط اليومي في اقل مستوى له فلاموظف عائد من دائرته قاصدا بيته ولا من عامل ولا من مسافر.وكانت ساحة الطيران اشبه بالمهجورة من روادها وداخل السيارة كنا عانينا نحن الاثنين من ضغط ارتفاع درجة الحرارة، وضغط الانتظار الممل لعشرة ركاب اخرين شرط انطلاق السائق بسيارته، ما جعلنا في حيرة من امرنا وليس لنا الوسيلة البديلة. المواطن الذي لف راسه بغطاء استسلم لنوم عميق وهو يمسك بكيس قماش منفوخ بمحتوياته وجربت مجاراته في النوم لكنني لم افلح. لذلك نزلت منها من اجل ان تلفحني نسمة هواء و قررت مع نفسي ان لا اعاود الصعود ثانية.كانت الى الجانب سيارة (كيا) ايضا، ولكن تتجه الى منطقة اخرى، وطاقم ركابها على وشك الاكتمال، لذلك قررت الصعود اليها، ولحق بي الراكب (النائم) لنتجه الى منطقة تقربنا من المنطقة التي كنا نريد الوصول اليها.فترحمنا على ايام طريقة (الجابك ) وكم تمنينا عودة ايامها.
جـــــابـــك
نشر في: 19 يونيو, 2010: 05:03 م