TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: الدراما الصينية

العمود الثامن: الدراما الصينية

نشر في: 19 يناير, 2022: 12:01 ص

 علي حسين

يملأ السياسيون حياتنا بالأكاذيب وبيانات التهريج ، وفي سذاجة يومية يحاولون أن يحولوا الأنظار عن المآسي التي تُرتكب بحق هذا الشعب المطلوب منه أن يذهب كل أربع سنوات "صاغراً" لانتخاب من يمثله طائفياً، لا وطنياً.

وبكل صلافة يتحول الكثير منهم إلى محللين اقتصاديين وخبراء في شؤون الطاقة الذرية، وأحيانا فقهاء في لباس المرأة ومكياجها. الكثير من هؤلاء يضحكون علينا في مواقف غير مضحكة، من عيّنة ما يخبرنا به جماعة "طريق الحرير" الذين يوهمون الناس بأن الصين أرادت أن تغرق العراق بمئات المليارات من الدولارات إلا أن احتجاجات تشرين أجهضت المشروع الذي كان من المؤمل أن يتحول فيه كل عراقي إلى مليونير!.

إذن علينا أن نشتم الاحتجاجات ليل نهار، ونترحم على بيانات عبد الكريم خلف التي حذرتنا من المؤامرة، وأن المجازر التي حدثت بحق شباب الاحتجاجات كانت، ولاتزال، من أجل أن تضع العراق على سلم الدول المتقدمة اقتصاديا، ونزيح سنغافورة عن عرشها الذي جلست عليه بسبب انشغال عادل عبد المهدي بالتظاهرات الامبريالية .

لعلّ أسوأ أنواع العاملين في السياسة، هم الذين يصرون على الضحك على النساء البسيطات، ففي الوقت الذي نُهبت فيه مئات المليارات ووزعت الإكراميات والعطايا والرواتب المليونية، يخرج علينا مناضل "هولندي"، ظل يقبض أكثر من راتب شهريا، يبكي على العراق بالمراسلة، ويصرخ في الفضائيات بأن إقامة معرض للكتاب في البصرة ما هو إلا محاولة لمنع بناء ميناء الفاو وقطع طريق الحرير !!

بدأت الصين قبل أكثر من ثلاثين عاماً عملية الإصلاح الكبرى والتي قادتها إلى مصاف الدول الكبرى بعد أن كانت تعاني من مشاكل في السياسة والتنمية، فالصين بعدد سكانها الذي يقترب من المليار ونصف المليار لا تعاني من مشاكل أو أزمات اقتصادية، لعل هذا التطور الذي حصل خلال العقود الماضية أصبح لغزاً يحير العالم، كيف استطاعت الصين أن تحقق كل هذا التطور؟

كانت أولى خطوات الصين في السنوات الأخيرة، حملة لمحاربة الفساد التي أطلق عليها اسم "النمور والذباب" وشملت محاكمة وسجن أكثر من مليون شخص من كبار وصغار مسؤولي الحزب.. فيما نحن نعيش مع حملة الحفاظ على الفساد وتنميته وتسمينه، تريليون دولار أهدرت في مشاريع وهمية، ولا يستطيع البرلمان أن يستجوب رؤوس الفساد الكبيرة، لأنها خط أحمر ممنوع تجاوزه.

يقول الرئيس الصيني جين بينغ للصحفيين: "في شبابي كنت أقرأ كونفوشيوس كثيراً وظلت في ذاكرتي عبارته التي يقول فيها "إن السياسة هي الإصلاح، فإذا جعل الحاكم نفسه أسوة حسنة لرعيته، فلن يجرؤ أحد على الفساد".

وبينما نحن نبكي على الاطلال ، تعرض الصين مسلسلا تلفزيونيا تكشف من خلاله قُبض على عدد كبير من الكوادر الشيوعية، إثر حملة الرئيس شي جين بينغ لمكافحة الفساد خلال السنوات الأخيرة.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: في محبة فيروز

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

قناديل: (قطّة شرودنغر) وألاعيب الفنتازيا

العمودالثامن: الحرب على الكفاءة

 علي حسين منذ ان ظهرت الديمقراطية التوافقية في بلاد الرافدين ،والمواطنونالعراقيون يبحثون عن مسؤول مختلف يمنحونه ثقتهم، وهم مطمئنون ، رغم أنهم يدركون أنّ معظم السياسيين ومعهم المسؤولين يتعاملون مع المناصب على أنها...
علي حسين

قناطر: ليلُ العشَّار الطويل

طالب عبد العزيز يحلَّ الليلُ باكراً في أزقّة العشَّار، أزقته القصيرة والضيقة، التي تلتفُّ عليه من حدود شبه جزيرة الداكير الى ساحة أم البروم، يحدث ذلك منذ سنوات الحرب مع إيران، يوم كانت القذائفُ...
طالب عبد العزيز

محاسبة نتنياهو وغالانت أمام محكمة الجنايات الدولية اختبار لمصداقية المجتمع الدولي

د. أحمد عبد الرزاق شكارة يوم عظيم انتصاراللعدل عبارة تنم عن وصف واضح مركز ساقه الاستاذ المحامي الفلسطيني راجي صوراني عن طبيعة الدور الايجابي المؤثر للمحكمة الجنائية الدولية متمثلا بإصدار مذكرتي القاء القبض تخص...
د. أحمد عبد الرزاق شكارة

الاندماج في العراق؟

أحمد القاسمي عندما نسمع بمصطلح الاندماج يخطر بأذهاننا دمج الأجانب المقيمين في بلد ما. فاستخدام هذا المصطلح بات شائعا منذ بضعة عقود في الغرب ويُستخدَم غالبا عند الحديث عن جهود الدولة أو مؤسسات المجتمع...
أحمد القاسمي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram