وديع غزوانالمتابع لأحداث وفعاليات المؤتمر الثالث للاتحاد الوطني الكردستاني , يلمس إيماناً حقيقياً بالشعار الذي رفعه ( التجديد والتغيير), وإصراراً على ان تخرج قراراته منسجمة , وما تطمح اليه قواعده وجماهيره . واذا كان انعقاد المؤتمر بعد عشر سنوات يكسبه اهمية خاصة , تتأتى من ضرورات مواكبة التطورات الفكرية و السياسية والاقتصادية التي اجتاحت العالم والمنطقة والعراق ,
اضافة لاختيار الامين العام للاتحاد الوطني أحد نواب السكرتير العام للاشتراكية الدولية , نقول اذا كان كل ذلك يعطي للمؤتمرابعاداً خاصة , فان ما اسفر عنه المؤتمر من نتائج خصوصاً في ما يتعلق باختيار تسع نساء في قيادته , اربع منهن حصلن على مواقعهن بالتنافس الانتخابي وخمس بالكوتا , ورفد القيادة بدماء جديدة من الشباب , تؤكد حدوث انعطافة جديدة وكبيرة في موضوعة عمل الاحزاب السياسية في منطقة الشرق الاوسط والعراق بشكل خاص .و لابد من ذكر مسألة مهمة حتى لايصار الى فهم خاطىء ,هي انني لست من منتسبي الاتحاد ولا من ضيوف مؤتمره , لكنني مثل آلاف العراقيين عاصرنا مراحل من العمل السياسي منذ نعومة اظفارنا , وكبرت احلامنا مع شعارات احزاب , لم نجد لها ترجمة على ارض الواقع, واكتوينا بنيران شعاراتها الثورية ,لكننا ما زلنا لم نفقد الامل بتطبيق واقعي يجسد مفاهيم الديمقراطية والحرية والعدالة , ولو بنسب معينة , لذا فقد كنا مراقبين احداث المؤتمر الثالث للاتحاد الوطني الكردستاني , نتابعها من الخارج ونستقرىء النتائج . صحيح اننا اعتدنا في المنطقة العربية ومنها العراق على ان تكون مقررات المؤتمرات المنشورة للجماهير شيء وما يدور ويحدث داخل المؤتمرات شيء آـخر, غير ان ما نشر من نتائج هذا المؤتمر في وسائل الاعلام ومواقع الانترنيت وما ترشح عن فعالياته ومقرراته ينبىء بانتقالة كبيرة في عمل الاتحاد الوطني تنسجم وكونه احد اعضاء الاشتراكية الدولية,من دون ان نغفل الحدث الابرز في حصول السيدة هيرو ابراهيم احمد على اعلى الاصوات في انتخابات اللجنة القيادية وبفارق كبير من الاصوات مع غيرها من المرشحين والمرشحات للمواقع القيادية , ما يعطي انطباعاً بسيادة نظرة جديدة للعمل الحزبي في العراق بشكل عام وكردستان بشكل خاص .. نظرة تستند الى الكفاءة والموضوعية في اختيار قيادة لمرحلة دقيقة وحساسة في العراق والمنطقة المرشحة لحدوث تغييرات كبيرة مستقبلاً . ليس قليلاً هذا الفوز وبهذا الشكل للسيدة هيرو التي عرفت بكثرة عملها ونشاطاتها الانسانية وقلة تصريحاتها , وتركيزها على جانب العمل الجماهيري والثقافي , ونظن ان هذا وغيره من الميزات هي ما اكسبها ثقة المؤتمرين العالية بعد ان حظيت بحب وثقة الجماهير , كما ان حضورقضاة ومراقبين في عملية انتخابات اللجنة القيادية والمجلس المركزي امر يحدث للمرة الاولى على صعيد العمل الحزبي في المنطقة . المهم ان هذا وغيره من الفعاليات وانتخاب 17لجنة , واستحواذ ورقة لجنة النظام الداخلي على نقاشات وحوارات المؤتمرين , والمزاوجة بين خبرة عناصر الاتحاد الوطني القديمة وغيرها من العناصر الشابة , مؤشرات لفهم جديد للعمل الحزبي , نأمل ان يترسخ في عمل بقية الاحزاب السياسية في العراق , و من ضمنه كردستان , وما نتمناه ان نلمس برامج جديدة للاتحاد تناسب مقررات مؤتمره الثالث ورسالته في التجديد .
كردستانيات: الاتحاد الوطني رسالة تجديد
نشر في: 19 يونيو, 2010: 06:08 م