بغداد / يوسف فعلفرّط المنتخب الجزائري لكرة القدم بفوز مستحق أمام المنتخب الانكليزي عندما انتهت المباراة التي جمعتهما بالتعادل السلبي في الجولة الثانية من المجموعة في المونديال الأفريقي المقامة منافساته في جنوب أفريقيا لغاية الحادي عشر من الشهر المقبل .
 ونتيجة التعادل كانت مكسباً كبيراً للمنتخب الانكليزي بعد ان تسيّد (محاربو الصحراء) مربعات الملعب من خلال انتهاج المدرب رابح سعدان  الضغط المتقدم على مدافعي المنتخب الانكليزي الذين واجهوا صعوبات جمة في كيفية إبعاد الخطورة عن مرماهم ومحاولات إيقاف تحركات كريم زياني وكريم مطمور وحسان يبدي ،لكن ما يعاب على المنتخب الجزائري افتقاده الى اللاعب الهداف الذي يستطيع ترجمة الفرص السهلة الى أهداف  والى المبالغة في اللعب الفردي ، بينما وقف كابيللو عاجزا عن فك شفرة مدافعي الجزائر الذي قاده بمهارة يحيى عنتر وبوقرة وبلحاج وعليش لاسيما انهم امتازوا بالتنظيم الدفاعي الجيد والتمركز الصحيح وفرض الرقابة اللصيقة على المهاجمين روني وهيسكي اللذين كانا خارج الفورمة! وظهر لاعبو الجزائر بمستوى فني أفضل من المباراة السابقة أمام سلوفينيا ولعبوا بروحية قتالية عالية سعوا من ورائها العودة الى صراع التنافس على صدارة المجموعة وتسجيل انجاز تاريخي ، وقد يكون عرض فلم (معركة الجزائر) للاعبين قبل المباراة دورا في تحفيز اللاعبين على تقديم أقصى ما لديهم من الإمكانات الفنية والبدنية..الهجوم المبكروحسناً فعل سعدان عندما أوعز للاعبيه مباغتة المنتخب الانكليزي منذ بداية المباراة والتحلي بالشجاعة الهجومية والقيام بالضغط  القوي في ساحته لسحب بساط السيطرة في محور العمليات من جيرارد وباري ولامبارد وعدم منح الفرصة الكافية للمدافعين بالتقاط الأنفاس والتحرك بحرية الى الأمام ، فكانت (ضربة معلم) من سعدان الى كابيللو جعلت المدافعين الانكليز في حالة ارتباك وخوف اضطروا الى لعب الكرات الطويلة بعشوائية كيفما اتفق الى المهاجمين وسط غياب تام للثلث الوسطي من القيام بواجباته الهجومية.إركل واركض وأكدت المباراة على ان المنتخب الانكليزي يفتقد الى اللاعبين الموهوبين أصحاب المهارات العالية والرشاقة في الانتقال من الدفاع الى الهجوم ، حيث أدى اللاعبون المباراة بطريقة عديمة الروح فاقدة للإبداع وجمالية الأداء الفني فضلا عن ان عودة الانكليز الى طريقتهم المعتادة في اللعب (اركل واركض) كلفتهم الكثير، وإزاء ذلك التخبط التكتيكي من كابيللو تلاعب زياني بالمدافعين وتفوق على لامبارد وجيرارد في منتصف الميدان ، الخطورة الفعلية على مرمى جيمس كانت غائبة لعدم فاعلية حسان يبدي وكريم مطمور الذي بالغ كثيرا في رجوعه الى منطقة الوسط لعمل الزيادة العددية التي كانت على حساب واجباته الهجومية.غرور كابيللووكان بامكان منتخب الجزائر الدخول بقوة لخطف أحدى بطاقات التأهل الى دور الـ16 وكسب نقاط اللقاء من خصمه الانكليزي الذي كانت شهرته وسمعته أكثر مما يملكه الفريق من مهارات الأداء الجماعي لو امتلك في محور العمليات لاعبا محورياً يجيد تمويل زملائه بالكرات في العمق الدفاعي المهلهل للانكليز، ومن حسن حظ كابيللو ان المنتخب الجزائري لا يمتلك المهاجم الهداف وإلا كان فريقه قد تعرض الى هزيمة نكراء وفضيحة كروية تهزّ عاصمة الضباب! وتغلب الشيخ سعدان على غرور كابيللو الذي قال في احدى تصريحاته قبل المباراة ( لا اعرف شيئا عن منتخب اسمه الجزائر ، ومن غير المعقول ان يقف في طريق تقدمنا نحو الصدارة لأننا نريد التأهل مبكراً الى الدور الثاني).تفوق سعدانوتفوق سعدان جاء لقراءته بمهارة عالية مكامن القوة والضعف في خطوط المنتخب الانكليزي واللعب على الثغرات الدفاعية، ونجحت تلك الافكار من شلّ حركة افضل لاعبي المنتخب الانكليزي لامبارد وروني ، والاخير اكد ان مباراة الجزائر نزهة لفريقه لكنها كانت عصيبة على ارض الواقع ، ولكن محاربي الصحراء لم يستثمروا تلك الأخطاء بسبب انتهاجهم اللعب الفردي والمبالغة في الاحتفاظ بالكرة وعدم نقل الكرة السريع الى المهاجمين. فيما كان كابيللو في اسوأ حالاته الفنية ولم تنفع التبديلات التي اجراها في تغيير اسلوب لعب فريقه الكلاسيكي المعتمد على طريقة 4-4-2 وارسال الكرات الطويلة الى المهاجمين وبذلك اثبت لاعبو المنتخب الانكليزي انهم يقدمون أجمل المباريات مع أنديتهم ولكنهم يعانون كثيرا مع المنتخب! ووفق تلك المعطيات التكتيكية والسيطرة الميدانية لمحاربي الصحراء فانهم اهدروا نقاط اللقاء التي تجعلهم يدخلون التاريخ من أوسع ابوابه مثلما فعلها  رفاق بلومي وماجر وفرقاني في مونديال1982 عندما تغلبوا على المانيا وأهدوا الانكليز نقـــــــطة لا يستحقونها!