إياد الصالحي
تشاءُ الصدفة أن يكون منتخبا كرتي اليد والقدم على موعد مع الاختبار الآسيوي الصعب هذه الأيام لمنح الرياضة العراقية شهادة التقييم في مستهلِّ العام الجديد 2022، آملين أن تخلع رداء التقاعس، وتُنشِّط حضورها مُعلِنة استفاقتها من خيبات العام الراحل،
وواعدة بمُنجزات طال انتظارها منذ أن توهّمَ قادتها الخائبون بقدراتهم على صُنعها، مُتعكّزين على تمرير أكاذيبهم للإعلام بمساعدة مُنتفعين يبرّرون أسباب فشلهم على الدوام بحرف أنظار المجتمع عن خواء نجوميّتهم من أيّة خبرة إدارية، ويلقون باللائمة على شحّة المال وظروف البُنى التحتية!
كثيرون توقّعوا أن لا يأتي منتخبنا الوطني بكرة اليد بنتائج لافتة في البطولة الآسيوية العشرين الجارية في مدينة الدمام السعودية، استناداً الى سجلّه المتذبذب في السنين الخمس الأخيرة، وشراسة المنتخبات الجاهزة حسب تصنيفها القارّي والدولي، لكن رفاق الكابتن حسين علي حمزة ونباهة المدرب المصري شريف مؤمن الذي وظّف اللاعبين بطريقة بسطت سطوتهم في مساحة الملعب، وكانوا نداً للفرق، دفعت محلّلي البطولة عبر قناة الكاس القطرية للتوقّع بأن يكون العراق أحّد المؤهّلين للمونديال، إذا ما استمرّت عروضه تبعث على القلق لكل مَن يُجابهه مثلما هزم الإمارات (32-31) وعُمان (31-29) برغم استعداهما منذ فترة طويلة، وحتى بعد خسارته من قطر (22-37) وإيران (25-28) أشاد غريماه بصلابته وتحدّيه ومبادلته الهجمات بأسلوب ينمّ عن قوّة جديدة مضافة الى كبار اللعبة لا ينقصها سوى التأهيل البدني!
وعلى العكس من كرم لعبة اليد في منح السعادة للجمهور، وتسجيل 110 أهداف في أربع مباريات من الدور الأول والثاني حتى الآن، لم تزل كرة القدم متعثّرة في مسيرها للاستدلال على هويّتها برغم دخولها العام 2022 بمباراة ودية دولية أمام أوغندا التي لم يستفد منها المنتخب الوطني فنياً، بل إعلامياً كرسالة مرئيّة ثانية، بعد نهائي بطولة غرب آسيا للشباب، الى الاتحادين القاري والدولي، بسقوط ذريعة استمرار الحظر على العاصمة وبقية مُدن العراق.
أما كأداء جمعي، نرى حاجة المنتخب لجهود كبيرة للأرتقاء بتكتيكه الفقير، فلا يُمكن القناعة التامّة بمواجهة إيران يوم الخميس المقبل في ظلّ بروز الحالات الفرديّة لبعض اللاعبين على حساب تنظيم الخطوط الثلاثة، وتبادل الكرات، والتغطية، والهجوم المباغت وفرض الرقابة، وهي واجبات منقوصة في العرض العام للفريق، باستثناء محاولة لفت الأنظار من قبل بعض اللاعبين أمثال علاء عباس، صاحب أجمل هدف من بين العشرات التي شهدتها مشاركات منتخبنا، وكذلك سعد عبدالأمير العائد بثقة، وأحمد فرحان وحسن عبدالكريم، مع أن تميّزهم لا يعبّر عن جاهزية الأسود لخوض التحدّي في آزادي.
القدم الوجِلة لا تستحق أن تضرب أرض التصفيات بحثاً عن نصف بطاقة الملحق، هذا ما نذكّر به لاعبونا، وهم أدرى بأرهاصات أيّة نكبة جديدة تلقي بهم خارج الصراع الثلاثي المحموم رسمياً، فمنتخب الإمارات قريب من زيادة رصيده الى 9 نقاط بلقاء نظيره السوري على أرضه، وكذلك لبنان ربّما يُعيد سيناريو التعادل السلبي مع كوريا الجنوبية أو يخطف فوزاً مستحقاً في ملعبه مثلما أحرج ضيفه ثلاث مرات سابقاً في التصفيات ذاتها، وإن تجرّع مرارة الهزيمة في مباراتي سيئول!
ومن يُراهن على نتائج إيجابية للمدرّب زيليكو بتروفيتش كأنه يجهل مقوّمات تحقيق ذلك، فخبرة رزاق فرحان وأحمد صلاح القليلة قد يكون مردودها ذي فائدة كبيرة على الصعيد النفسي، والتنبيه عن الأخطاء وتكريس التعاون، بحكم اللغة والتجربة والغيرة من أجل نجاح المنتخب، أما استمرار لوم رئيس الاتحاد عدنان درجال لسوء قراره باعتماد مدرّب غير كفء، والمشاكل التي رافقت عمل المُشرف يونس محمود، فلا تجدي نفعاً بعد اليوم، ويكفي النظر الى رصيدنا البائس في جدول ترتيب المجموعة الأولى، لنترقب أيّة نتيجة منقذة باجتهادنا أو عبر هدايا الأشقاء والأصدقاء!
دعونا نتفاءل برياضة العام 2022، عسى أن يستدرك اصحاب القرار الأعلى مدلول ما يُردّده أغلب الرياضيين والشعب عامة "انتهت حلول الأرض .. والأمر متروك للسماء" لإصلاح حال العراق.