البصرة/ السومرية نيوزأعلنت الحكومة المحلية في محافظة البصرة عن قرب المباشرة بإنشاء أكبر قناة إروائية في المحافظة، بهدف إنعاش الواقع الزراعي، وبكلفة تخمينية تصل إلى 350 مليون دولار، فيما أكدت أن المشروع يتزامن مع تنفيذ سد لمنع تدفق مياه البحر المالحة في مجرى شط العرب.
وقال محافظ البصرة شلتاغ عبود: لـ"السومرية نيوز"، إن"عشرة من الخبراء، الذين أرسلتهم وزارة الموارد المائية إلى المحافظة مؤخراً، يعدون حاليا التصاميم التفصيلية لإنشاء قناة إروائية لسقي الأراضي الزراعية في المحافظة"، مبينا أن"القناة ستمتد لعشرات الكيلو مترات، وتمثل أكبر مشروع إروائي ينفذ في البصرة منذ عقود". وأوضح عبود أن"القناة تنطلق من نهر كتيبان شمال البصرة، وتمتد بمحاذاة شط العرب حتى تصل قرب الحدود الإيرانية ثم ينحرف مسارها يميناً، وتتحول إلى قناة مغلقة غاطسة في شط العرب، حتى تصل قضاء أبي الخصيب، ثم تعود لتصبح قناة مفتوحة تتجه بخط مستقيم حتى تنتهي بالقرب من مركز قضاء الفاو". ويعد قضاء الفاو، نحو 100 كم جنوب مدينة البصرة، الذي يبلغ تعداد سكانه 50 ألف نسمة، من أكثر مناطق محافظة البصرة تضرراً جراء ظاهرة ملوحة المياه، التي أسفرت خلال فصل الصيف الماضي عن نزوح أكثر من 200 أسرة، بعد أن بلغت نسبة الأملاح الذائبة في مياه شط العرب من جهة قضاء الفاو أكثر من 30 ألف جزء في المليون، الأمر الذي أدى إلى تدهور الواقع الزراعي، ونفوق أعداد كبيرة من الحيوانات الحقلية، بعد أن كان القضاء الذي يشتهر بزراعة أشجار الحناء يعد من أفضل المناطق الزراعية في محافظة البصرة.  وأشار عبود إلى أن"الكلفة التخمينية لإنشاء القناة، التي ستتم المباشرة، بإنجازها خلال الفترة المقبلة، تبلغ 350 مليون دولار، وأنها ستنقل المياه العذبة بكميات كبيرة من شمال البصرة إلى أقصى جنوبها"، معربا عن"اعتقاده بأن يسهم المشروع بإنعاش الواقع الزراعي في البصرة بشكل كامل، ويجعل الأراضي الزراعية محمية من مياه البحر المالحة".  ولفت محافظ البصرة إلى أن"المشروع سوف يتزامن مع تنفيذ مشروع إنشاء سد على شط العرب، لغرض منع مياه البحر من التدفق في مجرى الشط".  يذكر أن ظاهرة ارتفاع نسبة الملوحة في المياه ظهرت في محافظة البصرة في صيف عام 2008 ثم تفاقمت بشكل حاد في العام الماضي، وهي ناجمة، بحسب باحثين وخبراء، عن انخفاض الدفعات المائية الواصلة إلى شط العرب، من خلال نهري دجلة والفرات، فضلاً عن شح الأمطار في المواسم السابقة، وقيام السلطات الإيرانية بغلق وتحويل مسارات الأنهار التي تصب في شط العرب وبخاصة نهر الكارون الذي ينبع من جبال زاكروس ويصب في شط العرب من الجهة المقابلة لقضاء الفاو، وقد أدت تلك العوامل مجتمعة إلى انحسار منسوب المياه في شط العرب، ما سمح بتدفق مياه البحر المالحة في ظاهرة لم يألفها سكان المحافظة من قبل، لكن وفرة الأمطار نسبياً خلال فصل الشتاء الماضي أدت إلى تحسن مناسيب المياه في شط العرب والأنهار التي تتفرع منه.