علاء المفرجي
(عين الالة كتاب اصدرته (إثراء) للنشر وهو للمؤلف حسن الحجيلي يتضمن الكتاب ثلاثة فصول: الفصل الأول بعنوان البداية:
وهو عن مفاهيم تنتجها الشاشة مثل النسوية بين النظرية والتطبيق، والفصل الثاني بعنوان الوسط: تجليات إنسانية في عصر الآلة، والفصل الثالث بعنوان النهاية: السكون الأبدي.
ففقي الفصل الأول يطرح المؤلف مسألة المفاهيم التي تصنعها الشاشة، وتقدم مفهوم النسوية نموذجاً على هذه المفاهيم، وذلك لأن النسوية ترتبط بنظرية النقد السينمائي، وكانت أطروحة لورا ملفي بعنوان “اللذة البصرية والسرد السينمائي” واحدة من أهم الدراسات السينمائية التي انتشرت وأصبحت موضعا للاتفاق والاختلاف. أما في الفصل الثاني فأن المؤلف يناقش موضوع العلاقة بين الشاشة والآلة، والتطور الرقمي الكبير للآلة ، وتأثير الألة على الصراعات التي يواجهها الانسان المعاصر على المستويين الداخلي والخارجي وأشياء كثيرة أخرى. أما في الفصل الثالث فيناقش المؤلف موضوع الموت كما ورد في السياقات السينمائية، والموت هو نهاية كل النهايات، الحتمية التي لا مفر منها.
والكتاب في النهاية دراسة سينمائية، فنقاش مواضيع مثل النسوية والذكاء الاصطناعي والفلسفة والاخلاق والرأسمالية والحلم الاميركي وماركس، لابد ان يعرف القارئ أن جميع هذه الأطروحات ليست أطروحات اجتماعية ولا فلسفية ولا نقدية ولا حتى بحوث علمية هي دراسات سينمائية تناقش كل تلك المواضيع والأفكار من منظور سينمائي بحت، بمرجعية سينمائية.
ففي كتاب المؤلف السابق والذي حمل عنوان (السينما الجديدة: تأملات في موت السينما بعد سيطرة الثورة الرقمية” ناقش المؤلف موضوع تحول السينما من شكلها القديم الى سينما رقمية بالكامل، وبعد نشر الكتاب بانت مسألة عظيمة وهي: ليست السينما فقط من تحول الى شئ رقمي، إن كل شؤون حياتنا بما فيها نحن البشر تحولنا لذوات رقمية ، وذلك بسبب ارتباطنا بالآلات الرقمية. ولذا يناقش المؤلف الكتاب مواضيع متعددة ترتبط بالتطور التقني الهائل وتول النسان الى شئ نصف رقمي بسبب اعتماده الشديد على اللآلة الرقمية، ويقترح نماذج لبعض الأفلام التي توضح الفروقات بين البشر والآلة، وما الذي يجعل البشر بشرا؟ وماهية الانسان؟ وما معنى الوعي الانساني؟ وما الغاية الوجودية؟ وما الفرق بين العقل البشري والعقل الاصطناعي؟
وزبدة الكتاب السابق هي أن السينما اليوم أصبحت صناعة رقمية بالكامل، وكل المحاولات التي تحاول ان تعيد السينما لأشكالها القديمة باءت بالفشل لأن التغيير الرقمي أثر على المستويين الداخلي والخارجي للسينما. أولا التغيير الداخلي وتغيير الكينونة باستخدام المعدات الرقمية لصناعة الافلام، وثانيا التغيير الخارجي وهو التغيير الذي يشمل طرق النشر والتوزيع وعرض الأفلام، وبما في ذلك ظهور المنصات الرقمية.
وبالرغم من أن الآلة والتكنولوجيا هي اساس صناعة السينما، ووجود السينما يتطلب وجود التكنولوجيا، فقد وضعت التكنولوجيا عندما تحولت الى تقنيات رقمية السينما في مأزق حرج، وصارت التكنولوجيا اسم المشكلة. ولست متشائما لأن للتطور الرقمي فوائد كثيرة منها إحياء السينما القديمة بدقة عالية وبجودة عظيمة، واصبح الأن بإمكان المتفرج الحصول على أي فيلم من الافلام التي يود مشاهدتها عبر الانترنت ومنصات عرض الأفلام، وكأن الانترنت اليوم مكتبة رقمية ضخمة للافلام. وللمنصات الرقمية أثر إيجابي على الصناعة مثل نشر هويات سينمائية جديدة وأفلام من جنسيات ولغات مختلفة بينما في السابق كانت هوليوود وحدها مسيطرة على مسألة النشر والتوزيع.
في هذا الكتاب يتم استعراض افلام كثيرة “ربما لم يتسن للقراء مشاهدة بعضها، لذلك لن اتعد أبداً حرق الاحداث المهمة، وبكل الأحوال ، اتمنى من كل الذين يخافون من (حرق الأفلام) مراجعة هذه المسألة، لأني وبسبب حبي الشديد للسينما اكتشفت بعض جماليات القراءة عن الافلام قبل مشاهدتها، وبالتالي لا تخيفني فكرة حرق الافلام قبل المشاهدة، بل على العكس أحياناً تكون القراءة عن الفيلم قبل مشاهدته عاملا من عوامل المتعة لأنها تجعل عوالم الفيلم مألوفة وسهل أليه.”