عامر القيسي لاتمر مناسبة سياسية أو اعلامية أو بروتوكولية الا ويعلن جيراننا من مختلف جهاتنا عن تضامنهم مع الشعب العراقي ورغبتهم العميقة في مساعدتنا للخروج من أزماتنا الحقيقية والمفتعلة. ومن فرط سذاجتنا،أو رغبة منّا في الخلاص، نصدق وعود الجيران المسلمين،
الذين أوصاهم النبي محمد بالجار عندما قال، من باب التذكير، باتفاق الصحيح وابو هريرة وغيرهم،، قال الرسول في حديث له عن الجار"ما زال جبريل يوصيني، حتى ظننت انه سيورثه"وفي حديث آخر"ليس المؤمن الذي يشبع وجاره جائع"والثالث"والله لايؤمن والله لايؤمن والله لايؤمن. قيل من يارسول الله؟ قال: الذي لايأمن جاره بوائقه". سأكتفي بهذه النصوص التي اتمنى ان يعرف معناها كل جيران العراق، الذين لايدخرون وسيلة لايذاء العراق الا استخدموها، بل انهم يتفننون في الحاق الأذى بالعراقيين اينما ثقفوهم، داخل بلادهم أو خارجها. والأدلة لاتعد ولا تحصى. سيناريوهات القصف المتواصل والمتقطع، بما في ذلك القصف السياسي، قصف يؤدي عادة الى مزيد من اللاجئين العراقيين، ويصعب الحياة على الفلاحين في قرى الحدود، والسبب لايقتنع به الا من يروج له"ملاحقة عناصر متمردة". واذا ذهبنا هذا المذهب من باب"الحك الكذاب الى باب حوشهم"فأي عناصر متمردة يودون ملاحقتها بقطع الماء عن العراقيين، ليس من قبل دولة واحدة، بل بالتوافقات المصلحية، دولة توافق وأخرى تمول وثالثة تنفذ، والنتيجة، تجويع الشعب العراقي. واذا قبلنا بتبريرات المياه المتشاطئة كما يفسرونها، فما هي مبررات ارسال المخلفات الصناعية السامة في نفس مجرى النهر بعد قطع الماء عنه! واستكمالا لبرنامج"المساعدات للشعب العراقي الشقيق والصديق"فان اطنان ال c4 تنقل الينا من منافذ سريّة حتى لايحسدنا احد على نعمة الجيران التي من نتائجها، قتل المزيد من العراقيين، في كل مكان وفي أي موقع، سواء أكان العراقي"عميلا"أو طفلا رضيعا. أما ابتزاز اللاجئين العراقيين في دول جيراننا، فقصصها تشيب الرضع، كما يقال، وليس عليك الا ان تتصور ان وجود مواطنينا عند جيراننا مدفوع الثمن بملايين الدولارات من العراق والامم المتحدة، ومن المواطن العراقي نفسه، الذي حالما"ينكت"آخر دولار في جيبه، حتى يصبح غير مرغوب فيه! البريطانيون من جانبهم"زادوا الطين بلّة"تأثرا بسلوك الاشقاء والاصدقاء من الجيران، وامعنوا اكثر من غيرهم، من خلال التهجير القسري مشفوعا بالضرب والاهانة، ولا جناح عليهم ولا هم يحزنون، لانهم ربما لم يطّلعوا على تعاليم، احترام الجار عبر المحيطات والبحار! ان من أخطر نتائج سلوك الجيران معنا، على مستوى المستقبل، والتشكل النفسي عند المواطن العراقي، في أيام شدّته، هي ان الفرد العراقي سيحتفظ بكل صور تدميره من الجيران في وعيه الشعبي، وبالتالي تنعكس على نظرته وسلوكه وتحديد مواقفه من"جيران"العمر، بما سيشكل ستراتيجيا، علاقة سلبية مع محيط ينبغي له ان يكون مكملا لبعضه البعض، حسب التأريخ والجغرافية والمصير المشترك. هكذا يقول المنطق، لكن الواقع عكس ذلك تماماً، فاحذروا المستقبل....
كتابة على الحيطان..الداعمون لنا باسم الاسلام!!
نشر في: 19 يونيو, 2010: 07:51 م