محمد حمدي
شهد ملعب المدينة الدولي في بغداد الرصافة سعة 32 ألف متفرّج إقامة أوّل مباراة لمنتخبنا الوطني على أرض هذا الملعب أو الوافد الجديد الذي فضّ تفرّد ملعب الشعب الدولي القديم كأكبر ملاعب العاصمة المؤهّلة لاستضافة المباريات الرسمية.
مباراة جماهيرية ودّية جرت يوم الجمعة الماضي بين منتخبنا الوطني ومنتخب أوغندا الصديق الذي وضع اسمه للتاريخ موثّقاً هذا الحضور المشرّف بكل ما حفل به من جمهور رائع وأجواء مثاليّة، وثِّقت هي الأخرى من الاتحاد الدولي لكرة القدم والاتحاد القاري أيضاً، إيذانا بانتهاء ملف الحظر المفروض على الملاعب العراقية منذ زمن طويل.
وللأمانة، فإن ملعب المدينة الجديد قد تمّت فيه مُراعاة جميع الاشتراطات ومتطلّبات الاتحاد الدولي لكرة القدم بعناية فائقة فضلاً عن تطبيقات الجودة الشاملة ( الايزو) وهو جهد استثنائي يُحسب لإدارة الملعب ولوزارة الشباب والرياضة أيضاً، وكان لابد من تنفيذ هذه الاجراءات الفاعلة طالما كنّا ننشد انهاء الحظر وطي صفحته الى الأبد.
سجّلنا سيل الاطراءات والمديح لامكانيّة العراق استضافة البطولات، والمباريات الرسمية على أرضه وبين جماهيره، من جميع الحضور الرسمي والإعلامي والمُتابع عن بُعد أيضاً، وممّا يُلفت النظر بدقّة ونسجّله كسابِقة مُهمّة جداً وتؤشّر حالة إيجابيّة نحن أحوج ما نكون اليها هي كلمة أخرى مؤثّرة لمدير الملعب تقع على أهميّة عظيمة بإشارته إلى الالتزام الجماهيري لمباراتين شهدها ملعب المدينة ولم تسجّل في كلّ منهما أية أضرار أو تلفيّات للملعب ومحتوياته التي تخصّ الجماهير الكبيرة.
جمهورنا الرائع كان ملتزماً الى حدود بعيدة، ويمتلك الشيء الكثير من الحرص على إدامة موجودات الملعب والعناية به كمُنجز على الأرض طال انتظاره.
أكيد أن جميع هذه الملاحظات الموثّقة وصلت الى الاتحادين الدولي والقارّي لتأخذ طريقها في تسجيل الملاحظات التي تصبُّ في خدمة فرقنا الوطنيّة، وتزيد من رصيد نقاطنا المؤهّلة نحو السماح الكامل للعب على أرضنا واستضافة البطولات.
من دون مُبالغة، كلّ الذي دار خلال الأسبوع الماضي كان لصالحنا، ومن الممكن استثماره إعلاميّاً أيضاً والاشارة اليه وتكثيف الأجواء التي تعنى به لإظهار العراق على أكبر قدر من المسؤوليّة في تنظيم واستيعاب المناسبات الرياضيّة.
ونجد من المهم جداً اشراك بقيّة الملاعب الجاهزة لاستضافة الفرق، وتنويع الصور لدى المُتلقّي في الخارج، ومنها مثلاً ملعب الكوت الدولي سعة 20 ألف متفرّج وهو من الملاعب الحديثة المتكاملة الذي سبق الإعلان عن افتتاحه ودخوله العمل رسمياًّ، ويضاف له ملعب ميسان الأولمبي سعة 25 الف متفرّج، وملعب كركوك الذي هو الآن بحُكم المُكتمل ومن المُمكن افتتاحة خلال شهر شباط المقبل، وملعب الزوراء الرياضي الذي سيفتتح قريباً بحساب الأيام فقط، ويُسلّم الى النادي وإدارته التي قطعت شوطاً مناسباً في التدريب الإداري على محتويات الملعب الحديث.
هذه المنشآت الرياضيّة الحديثة ستكون لها مكانتها بالتأكيد وأثرها في ايصال صوت العراق والافصاح عن ما يحتويه من ملاعب حديثة ومهمّة تضاف الى ملاعب البصرة وكربلاء والنجف الموثّقة أو تلك التي تقع في إقليم كردستان، والتي توفّر مساحة كبيرة لاستضافة البطولات الدولية والإقليمية.
الخطوة المنتظرة الأخرى لاتحاد الكرة وبعد حلحلة أزمة النقل التلفازي الى حدود بعيدة تكمن في استثمار الملاعب الحديثة على أكمل وجه بالتنسيق مع وزارة الشباب والرياضة وعدم الاعتماد مُطلقاً على الملاعب المُتهالكة بارضيّاتها وابنيتها لأنها ستكون صورة سالبة تَهدِم ما يُبنى، وتعيدنا الى الوراء، ولا يجب أن نُضحّي بكل ما حصل من إضافات كبيرة في عالم منشآتنا الرياضيّة.