بغداد / عبد العزيز لازم يحرص المسؤولون الأمنيون في كل من الجيش والشرطة على تأكيد تطور العمل الاستخباري في نشاطات قوى الامن العراقية، فكلما ظهر احدهم في الأعلام المرئي او المقروء يؤكد ان عمليات الدهم والاعتقال أو عمليات الإجهاض ضد قوى الارهاب جاءت على خلفية معلومات استخبارية.
ومعلوم ان الجهد الاستخباراتي كان غائبا او ضعيفا في اعوام الإنفلات الامني قبل 2007. لكن الدعوات العديدة التي انطلقت من قبل جهات حريصة عدة اثمرت تأسيس جهاز الاستخبارات المركزي بقيادة محمد الشهواني، لكن جهاز الشهواني لم يستطع الاستمرار طويلا فاقصي عن منصبه لاسباب كانت متضاربة في وقتها سرعان ما هدأت، لتحل محلها حمى الانشغال في اعادة تأسيس جهاز جديد للاستخبارات. وراح اسم وزير الامن الوطني شيروان الوائلي يتكرر عند الحديث عن الاوضاع الامنية عموما، بل ان الناطق باسم خطة فرض القانون ذكر في 13/ 6/2010 ان ثمة خلية استخبارية بقيادة شيروان الوائلي هي التي مكنت قوى الامن من القاء القبض على احمد شهاب الدوري زعيم المنظمة النقشبندية ومساعد المجرم عزت الدوري. اعتبر هذا الحراك وهذه التغييرات محاولات لابد منها لتخليص النشاط الاستخباراتي من حالة التخلف التي افقدته الفاعلية ازاء عدو متمكن استخباريا ويعرف ما يريد وينفذه في التوقيت الذي يريد. فكان لابد من استرجاع زمام المبادرة من قبل قوى الامن الوطني.من هنا جاءت تأكيدات وزير الدفاع عبد القادر العبيدي أواخر شهر آيار/ 2010 على أن"استعدادات القوات الأمنية ممتازة وأهمها الاستعدادات الإستخبارية من خلال تشكيل مراكز استخبارات على مستوى وطني تجمع المعلومات الاستخبارية وتتابع تحركات القاعدة بشكل دقيق وبتنسيق عال"ثم استدرك قائلا"لكننا يصيبنا القلق حينما يكون هناك هدوء تام من قبل هذه التنظيمات"واوضح لوكالة السومرية نيوز"ان القوات الأمنية تبدأ بالبحث بشكل كبير ودقيق حينما يكون هناك هدوء كامل لتنظيم القاعدة فهي مضطرة ان تنزل الى جميع مستويات التفكير لتنظيم القاعدة وقياداته لتتعامل معها بشكل دقيق". وقد لوحظ ان معظم العمليات االمسلحة التي نفذتها قوى الارهاب منذ آب/ 2009 التي استهدفت المنشآت الحكومية أو السفارات الأجنبية، جرت في اوقات كان الوضع الأمني في حالة هدوء شبه تام. لكن وزير الدفاع اوضح ان الاجهزة الامنية تسعى الى كشف قدرات التنظيمات الارهابية الإدارية ومدى سيطرتها على الشبكات والإمكانيات التي تديرها وتمتلكها، مضيفا"اننا ننظر ايضا الى الإمكانيات الفنية والتعبوية لديه وعلاقاته خارج حدود البلاد. ويشار حسب العبيدي ايضا ان القوات الامنية نزلت في العمق في كشف التنظيمات الارهابية وكذا منظمات الخارجين عن القانون.لكن الصراع وكذا السجال قائم وبنشاط بين مراكز الارهاب والقوى الامنية. قوى الارهاب غالبا ما تجيب على ما تقوله السلطة الامنية بالافعال المفاجئة. فتصريحات وزير الدفاع حول الانجازات الاستخباراتية اجابت عليها بمجموعة من الهجومات المفاجئة في مناطق مختلفة من العاصمة والمحافظات. لكن انجازات يوم الاحد 13- 6-2010 كانت باهرة بالنسبة لقوى الامن وايضا كانت عبارة الجهد الاستخباري الذي يقف وراء تلك الانتصارات حاضرة للتعبير عن اولوية هذا النوع من النشاط الامني في عمل قوى الامن. كانت عملية القبض على قيادة الهيئة الشرعية لتنظيم انصار السنة في الكرادة دون مقاومة من جانب اعضائها. وكذلك عملية القاء القبض على احمد شهاب الدوري زعيم المنظمة النقشبندية مع 35 من قيادات القاعدة في ديالى وغيرها، قد خلقت يوما سعيدا بالنسبة لقوى الامن ولانصارها من ابناء الشعب. لكن قوى الارهاب كانت قد اعدت مفاجأة ما زالت تثير الجدل في اوساط المراقبين وكذا المواطنين، في ظل اختلاف القصص التي قيلت عنها، وهي الهجوم على البنك المركزي في نفس اليوم. واشارة الى قول وزير الدفاع يمكن القول ان ما ذكره حول التغلغل الى ادق مفاصل المراكز الادارية للقاعدة وغيرها من قوى الارهاب قد حفز نزعة الرد على هذا الزعم،رغم انه ينطوي على الكثير من الصحة. فعملية البنك المركزي كما قال قاسم عطا تضمنت تدبيرا أمنيا من قبل الارهابيين قام على بقاء عدد من اعضاء الهجوم في محل مقابل البنك لمدة اسبوع قبل يوم الهجوم للمراقبة والدراسة، دون ان تكتشفهم استخبارات قوى الامن التي يفترض انها تسللت الى أدق المفاصل الادارية. لكن هذه الاستخبارت اجابت على دواعي التساؤلات المحتملة في مثل هذه الحالات بأن اوردت اخبار انتصار فريد في نوعه كونه حصل لاول مرة وهو قيام خلية استخبارية عراقية باختراق الحدود السورية حيث يوجد معسكر صحراوي داخل اراضي البلد الشقيق مخصص لتدريب الارهابيين المتسللين الى العراق، وافشلت خططا ارهابية كما قال المتحدث باسم خطة فرض القانون. الغريب ان سوريا لزمت جانب الصمت ولم ترد على هذا التصرف بما يقتضيه حقها وفق القانون الدولي. وهذا يفسر غايات كثيرة منها عدم رغبة سوريا اثارة شوشرة حول تورط بعض الجهات في سوريا في الملف العراقي. على ضوء كل هذه الحقائق التي ما زالت رجراجة،يتساءل المواطن هل يكتسب الخط البياني الصاعد لتطور هذا الجهد الأمني استقراره النهائي ف
الجهد الاستخباراتي بين اختراق معسكرات فـي سوريا وعملية البنك المركزي
نشر في: 19 يونيو, 2010: 07:55 م