بغداد – البصرة/ المدى اعتصم عدد من أهالي منطقة الكرادة وسط بغداد، السبت، احتجاجا على الانقطاع المستمر للطاقة الكهربائية عن منطقتهم بصورة خاصة وبغداد بصورة عامة، مطالبين بإحالة وزير الكهرباء وباقي المسؤولين في وزارته للتحقيق، فيما حذروا من موجة غضب كارثية ضد الوزارات الخدمية وخصوصا وزارة الكهرباء.
ونظم المعتصمون استمارة لجمع تواقيع أهالي الكرادة طالبوا فيها بإحالة وزير الكهرباء كريم وحيد وباقي المسؤولين في وزارته إلى القضاء للتحقيق الفوري معهم، بشأن سوء إدارة وزارة الكهرباء إضافة إلى التلاعب بالمواطنين من خلال إطلاق الوعود الكاذبة بين فترة وأخرى.وقال أحد المعتصمين ويدعى حيدر علوان 42 سنة وهو مهندس في حديث لـ"السومرية نيوز"، إن"ما يفعله وزير الكهرباء هو الكذب بعينه على الشعب العراقي، من خلال إطلاق الوعود بتحسن الطاقة الكهربائية في مناطق بغداد".وأضاف علوان أن"هذا الاعتصام ليس مجرد احتجاج بل يعتبر الشرارة الأولى التي ستحرق إهمال المسؤولين تجاه المواطن البسيط"، بحسب تعبيره، محذرا الحكومة الحالية والمقبلة من"موجة غضب ممكن أن تكون كارثية ضد الوزارات الخدمية وخصوصا وزارة الكهرباء". وكانت وزارة الكهرباء قد أعلنت الشهر الماضي أنها ستغطي ما يقارب ثلثي حاجة العراق من الطاقة الكهربائية خلال الصيف القادم، بعد إكمال تأهيل الوحدات الخاصة بمحطات الكهرباء، ووضع وحدات جديدة سريعة النصب، فيما أشار مدير عام المنطقة الوسطى إلى ان المحطات ستعمل بكامل وحداتها في شهر حزيران، وأكد الوكيل الأقدم لوزارة الكهرباء رعد الحارس في حديث صحفي قبل ايام"إن العراق سيصل لأول مرة بإنتاجه من الطاقة الكهربائية إلى تسعة الاف ميغاواط خلال الصيف القادم، وهو ما سيغطي ثلثي الحاجة المطلوبة من الطاقة الكهربائية البالغة 13 إلف ميغا واط".يذكر أن العراق يعاني نقصاً في إمدادات الطاقة الكهربائية، منذ عام 1990 في اعقاب فرض الأمم المتحدة حصارا على العراق، وتفاقمت المشكلة بعد الحرب في عام 2003، وازدادت ساعات انقطاع الكهرباء إلى نحو عشرين ساعة في اليوم الواحد، ما زاد من اعتماد الأهالي على مولدات الطاقة الصغيرة والأهلية. من جهة اخرى قتل شخص وجرح اثنان آخران عندما اطلقت قوات الامن النار في الهواء السبت لتفريق تظاهرة قام بها آلاف من سكان البصرة امام مجلس المحافظة احتجاجا على النقص الحاد بالطاقة الكهربائية، حسبما ذكر مصدر في الجيش العراقي.ورشق المتظاهرون الغاضبون ديوان مجلس المحافظة بالحجارة مطالبين باقالة وزير الكهرباء ومحافظ المدينة الغنية بالنفط. وقد رفعوا لافتات كتب عليها"لا نريد النفط و لا الدواء نريد الماء و الكهرباء"و"جماهيرالبصرة تطالب المرجعية العليا بتوفير الخدمات للمواطنين".وهتف المتظاهرون"اليوم سلمية وغدا حربية"في اشارة الى التظاهرة، واخرى باللهجة العراقية"يا محافظ شيل ايدك (اي ارفع يدك) اهل البصرة ما تريدك". واطلق حراس مجلس المحافظة النار في الهواء لتفريق المتظاهرين، لكن ذلك ادى الى مقتل متظاهر واصابة اثنين اخرين بجروح، بحسب مصدر في الجيش.وقال الشيخ حيدر علي حسن (55 عاما) ان"اهالي البصرة مظلومون في الزمن السابق والحالي. لا نريد نفطا بل نريد كهرباء وماء". واضاف ان"الكهرباء تقطع خمس ساعات و تأتي ساعة واحدة برغم أن درجة حرارة البصرة اكثر من خمسين درجة"، متسائلا"هل هذا انصاف من الحكومة المحلية او المركزية؟". وتابع ان"هذه المظاهرة سلمية وسنقوم باعمال لا تحمد عقباها اذا ما لم تتحقق مطالبنا.من جانب اخر ارسل رئيس الوزراء وفد وزارياً إلى محافظة البصرة للمباشرة باتخاذ الإجراءت السريعة لمعالجة نقص الطاقة الكهربائية في المحافظة . كما اصدر المالكي امرا بمحاسبة جميع المسؤولين في وزارة الكهرباء من الذين أخلوا بالتزاماتهم ووعودهم بزيادة الطاقة الكهربائية في بغداد وباقي المحافظات إلى تسع ساعات مع حلول شهر حزيران الحالي.من جانبه طالب حزب الفضيلة الإسلامي، ، الحكومة بفتح تحقيق جدي وعاجل ومعاقبة الجهات التي تسببت بمقتل احد المتظاهرين في المدينة وإصابة آخرين كانوا يحتجون على الانقطاع المستمر للكهرباء.وقال النائب عن الحزب في محافظة البصرة عمار طعمه في بيان له ان  الحكومة مطالبة بـ"فتح  تحقيق عاجل ومعاقبة الذين تسببوا بمقتل وإصابة متظاهرين في المدينة صباح اليوم"، معتبرا أن "تصرفات بعض افراد الأجهزة الأمنية ضد المتظاهرين تشكل سابقة خطيرة، وتعكس قسوة بالغة من قبل بعض المسيئين على حقوق الشعب في التعبير التي كفلها الدستور العراقي".وأضاف طعمه أن "على الحكومة العراقية إنزال أقصى العقوبات بحق من تسبب بهذه الإساءة لسكان البصرة لكي يكون درسا لأي جهة تحاول الاستبداد وخنق الحريات وتكميم الأفواه"، بحسب تعبيره فيما اتهم محافظ البصرة شلتاغ عبود المياح جهات سياسية وحزبية لم يسمها بتحريك الشارع في المدينة بذريعة الكهرباء لغرض الاستحواذ على منصب المحافظ واقالته من منصبه.وقال المي