TOP

جريدة المدى > ملحق ذاكرة عراقية > جميل المدفعي..ودورة في السياسة العراقية

جميل المدفعي..ودورة في السياسة العراقية

نشر في: 20 يونيو, 2010: 04:41 م

د.علي العكيديجميل المدفعي المولود في الموصل عام 1890 والمتوفى عام 1958 هو واحد من أهم الشخصيات السياسية التي حكمت العراق في العهد الملكي ويأتي بالمرتبة الثانية بعد نوري السعيد.حيث تسلم الوزارة لسبع مرات وذلك للفترة من عام 1932 إلى 1953 أي خلال واحد وعشرين عاما كرسها المدفعي للعمل السياسي بشكل متواصل.
والمدفعي هو جميل بن محمد اغا النينوي - نسبة إلى محافظة نينوى - وقد اشتهر بالمدفعي كونه كان ضابطا مدفعيا في العهد العثماني ، استلم المدفعي رئاسة الوزارة كما أشرنا سبع مرات كانت الأولى في 9/ 11 /1933 ، واستمرت حتى شباط 1934 ، وفي الثانية تسلمها في 21/ شباط 1934 حتى آب من نفس العام . وفي المرة الثالثة تسلمها في 4/ آذار /1935 حتى 17/منه ومن هنا نستنتج أن الفترة الزمنية لتسلم المدفعي الوزارة للمرات الثلاث الأولى وكذالك الفترات اللاحقة لها كانت قليلة قياسا بالنسبة لغيره من الذين تسلموا الوزارات العراقية قبله وبعده في العهد الملكي . أي أن حكومات المدفعي لم تعمر طويلا طوال عهده السياسي.في المرة الرابعة تسلم المدفعي الوزارة في 17/آب/ 1937 واستمر بها حتى بداية العام 1938 وقد جاءت بعد أحداث مهمة ومؤثرة حدثت في العراق سنتوقف عندها ونتعرف من خلالها على سياسة إسدال الستار التي تبنتها الحكومة واهم الأسباب التي دعتها لذلك ولماذا تم اختيار المدفعي بالذات ليقود سياسة إسدال الستار ، يقول الأستاذ الحسني في تاريخ الوزارات العراقية: كان جميل المدفعي قد غادر العراق إلى سوريا في بداية تموز من عام 1937 ، وذلك بعد انتهاء دورة الاجتماع غير الاعتيادي لمجلس الأمة في 27/ حزيران ، وبعد التصريحات المدوية التي أدلى بها في مجلس الأعيان والتي شجب بها وبشدة تدخل الجيش في السياسة يومئذ ، وقد أعلن أو بالأصح اسرّ لاخصائه ومحبيه والمقربين منه عن رأيه في ضرورة التخلص من حكم الملك غازي ونزواته وبذلك يكون قد انضم برأي إلى جانب الحاقدين على الملك أمثال ، ياسين الهاشمي ورشيد عالي الكيلاني ، ونوري السعيد ورستم حيدر ، وغيرهم . ثم يواصل الحسني كلامه بخصوص عملية اختيار المدفعي للوزارة دون غيره قائلا : حدثني الدكتور سامي شوكت قائلا : لما ظهرت بوادر العصيان في الموصل وفي بغداد وشعر حكمة سليمان أن وزارته ذاهبة إلى غير رجعة ، اتصل بالملك غازي وعرض عليه أن تكون الوزارة التي ستلي وزارته تحت مسؤولية شخصية محايدة وغير انتقامية ، وحذره من أن تكون برئاسة نوري السعيد مثلا لئلا تتناول سياسته الانتقامية شخصية الملك بالذات على اعتبار أن الملك كان شريكا في حركة 29/ت2/1936 ( انقلاب بكر صدقي ) وهي الحركة التي قتل فيها جعفر العسكري صهر نوري السعيد والشخصية العسكرية الرائدة ، ثم اقترح عليه إن من الخير للبلاد والعباد اختيار رجل حياد مثل جميل المدفعي ، على أن يؤخذ عليه عهد باتباع سياسة خاصة هي ( سياسة إسدال الستار على الماضي بحسناته وسيئاته ) .إلى هنا انتهى كلام شوكت بك إلى الأستاذ الحسني اذا فالمدفعي قد اختير من بين اقرانه ليكون رجل المرحلة الانتقالية الصعبة التي مرت بها البلاد ، فهو طيب السريرة ويثق بالآخرين بسرعة حتى إن خصمه وقرينه في السياسة نوري السعيد كان يصفه بأنه كالطبل الفارغ لا يصلح لان يكون مدير ناحية ومن هنا فان الجانب الوجداني الذي كان نشطا لدى شخصية المدفعي دفع الآخرين لاختياره لتنفيذ سياسة إسدال الستار على الرغم من سلبيات حكوماته السابقة التي شكلها بداية الثلاثينيات كما أشرنا ، وإسدال الستار يعني العفو عن وجبتين من العسكر الأولى قامت بقتل جعفر العسكري بآمر من بكر صدقي ، والثانية قامت بقتل بكر صدقي ومحمد علي جواد قائد القوة الجوية ( وهو ابن عمة الزعيم الراحل عبد الكريم قاسم ) وذلك بدفع من كتلة الضباط القوميين ، وبذلك حدث نوع من الضجة في أوساط كل من أنصار جعفر العسكري المطالبين بالقصاص من قتلته وهم أنصار بكر صدقي ، وفي أوساط أنصار صدقي الطامعين بالاقتصاص من ضباط الكتلة القومية ، لذلك أراد الملك غازي تهدئة الأوضاع والعمل بسياسة إسدال الستار فوجه برقية إلى جميل المدفعي يكلفه فيها بتشكيل الحكومة بناء على رغبة مقربيه ومنهم رئيس الحكومة المستقيلة حكمت سليمان وفيما يلي نص البرقية:rnبرقية رقم 465 وزيري الأفخم جميل المدفعي بناء على استقالة فخامة حكمت سليمان من منصب رئاسة الوزراء ، ونظرا إلى اعتمادنا على درايتكم واخلاصكم ، فقد عهدنا إليكم برئاسة الوزارة الجديدة ، على آن تنتخبوا زملاءكم وتعرضوا أسماءهم علينا والله ولي التوفيق.صدر عن قصرنا الملكي ببغداد في اليوم العاشر من شهر جمادى الآخرة سنة ألف وثلاثمائة وست وخمسين الهجرية ، الموافق لليوم السابع عشر من شهر آب سنة آلف وتسعمائة وسبع وثلاثين الميلادية غازي rnوهكذا قبل المدفعي تنفيذ سياسة إسدال الستار فاصدر الإرادة الملكية المرقمة 466 لسنة 1937 بتأليف الحكومة والتي لم تشمل الشخصيتين نوري السعيد وطه الهاشمي كما كانت تريد وترغب كتلة الضباط القوميين التي كانت ترى ان يكون لسعيد وللهاشمي دورهما في الحكومة تعويضا للأول عن قتل صهره وتعويضا للثاني عن مقتل أخيه ياسين الهاشمي ( كمدا وقهرا) وهوفي سوريا لذلك لم تدم حكومة المدفعي إلا اشهرا ولم تتمكن من ت

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

افتتاح أول مستشفى حكومي في بغداد منذ 40 عاماً

لجنة نيابيّة لـ(المدى): ملف الكهرباء "شائك" ولا بديل عن الغاز الإيراني

الموت يخطف احد كوادر المجلس العراقي للسلم والتضامن

كاساس: بطولة الخليج ودية وفائدتها التعرف على اللاعبين الشباب

العراق يودع خليجي 26 بخسارة ثقيلة

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

هل كانت ثورة 14 تموز في العراق حتمية؟

هل كانت ثورة 14 تموز في العراق حتمية؟

د. عبدالخالق حسين لو لم يتم اغتيال ثورة 14 تموز في الانقلاب الدموي يوم 8 شباط 1963، ولو سمح لها بمواصلة مسيرتها في تنفيذ برنامجها الإصلاحي في التنمية البشرية والاقتصادية، والسياسية والثقافية والعدالة الاجتماعية...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram