TOP

جريدة المدى > ملحق ذاكرة عراقية > أول من أدخل الكهرباء إلى الموصل

أول من أدخل الكهرباء إلى الموصل

نشر في: 20 يونيو, 2010: 04:49 م

د. ابراهيم خليل العلاف اقتبس مصطلح الوطنية الاقتصادية من الباحث روجر اوين، استاذ التاريخ العربي الحديث في كلية سانت انطواني باكسفورد، فلقد استخدم هذا المصطلح عند حديثه عن الاقتصادي الوطني المصري المعروف طلعت حرب، مؤسس بنك مصر، والمشاريع الاقتصادية الرائدة،  والذي عد نضاله الاقتصادي مكملا للنضال السياسي الذي قاده سعد زغلول ورفاقه.
ومصطفى الصابونجي قدم للموصل ما قدمه طلعت حرب للقاهرة وعبد الحميد شومان للاردن وفلسطين.. والوطنيون الاقتصاديون هؤلاء اعتقدوا مجموعة معينة من الافكار عن الاقتصاد الوطني، وقد اتاحت هذه الافكار وتطبيقاتها في مجال استثمار رؤوس الاموال في مشاريع نافعة للبلد، قوة دافعة للكفاح الوطني، ضد المحتلين الانكليز واعوانهم، والسعي من اجل الاستقلال. ولد مصطفى الصابونجي عام 1888 في الموصل، هو ابن محمد باشا الصابونجي 1844-1916 من عشيرة الخوالد ومن وجهاء الموصل الذين برزوا في ميدان التجارة والادارة والسياسة ، ومن ذلك دوره في تأسيس اول غرفة تجارية في العراق، هي غرفة تجارة الموصل 1884 كما ارتبط بالحركة العربية القومية التي ناولت العثمانيين سرا، كما كان عضوا في مجلس ادارة ولاية الموصل بين 1895 و1911. ولمصطفى الصابونجي فضل ادخال الكهرباء الى الموصل أول مرة وحدث ذلك عام 1921 حينما اشترى بعض المولدات من الجيش البريطاني ونصب الاعمدة ومد الاسلاك التي اثارت بعض الشوارع والبيوت وتعاقد مع البلدية.. وقد عثرنا على وثائق تشير الى انه قدم في 8 ايلول عام 1921 طلبا الى رئيس بلدية الموصل قال فيه انه يريد نصب مولدات لأجل استحصال قوة الكتريكية في مقابل ماكنتنا المؤسسة في محلة الشيخ عمر انه يفعل ذلك لان الكهرباء من اسباب العمران والخدمة العمومية، وقد وافقت البلدية على ان تعطي مصابيح مجانا في تنوير الازقة وذلك بالمئة خمسة بالنسبة الى القوة التي يوزعها. وفي مجال التعليم، كان له دور مهم في انشاء المدارس ومنها مدرسته مدرسة الصابونجي، كما ارسل عددا من شباب الموصل الى القاهرة عام 1943 للدراسة في جامعة الازهر على نفقته.. وقد حصل طلبة البعثة على شهادة العالمية وعادوا الى الموصل ليبرزوا في ميدان الوعظ والتدريس ومن هؤلاء الاستاذان محمد محمود الصواف ومحمد علي العدواني، واتجه الصابونجي نحو الأمور الصحية، عندما علم بان المستشفى الملكي قد ضاق واصبح لايستوعب من المرضى الا 250 مريضا وكثرت طلبات رئاسة الصحة بتوسيعه ولكن وزارة الصحة عجزت عن ذلك فتقدم مصطفى الصابونجي عام 1949 بطلب توسيعه وانشاء ردهة على حسابه الخاص كما ورد في وثيقة محفوظة في ملفات محافظة نينوى وفي 9 شباط عام 1951 تم افتتاح الردهة ويبدو ان عمله شجع وزارة الصحة فانشأت عام 1954 ردهتين للامراض الباطنية ولا تزال الردهة التي بناها الصابونجي في المستشفى الجمهوري "الزهراوي" حاليا تحمل اسمه. امتلك الصابونجي ثقافة متطورة وكان هاجسه خدمة مدينته ووطنه وكان لسفره الدائم واطلاعه على ما يجري في الدول المتقدمة اثر في اتجاهه نحو بناء صناعة وطنية فأنشأ عام 1928 معملاً باسم (منتوجات معمل الصابونجي الوطنية) وكان مخصصاً لانتاج المنسوجات والملابس الرجالية والنسوية وفي عام 1929 استورد معملاً  لتقطير العطور واطلق على بعض عطوره اسماءعديدة منها عطر ياسمين. واسس معملا لانتاج السكائر من التبوغ العراقية وحملت سكائره اسماء منها سكائر عروسة، سكائر فاطمة رشدي.. وقد نظم كاتبه ومحاسبه الشاعر المعروف بطرس أدمو، قصائد في التغني بسكائر الصابونجي، وكان للصابونجي معمل للبسكويت واخر للخزف الصيني وثالث للتريكو وأسس معملاً لصداري طالبات وطلاب المدارس.. وانشِأ محلجا للاقطان، ومعملا لطحن الحبوب واخر للدباغة وحين شعر بحاجة العراق الى مشروع صناعي لانتاج الزيوت النباتية التي كان يستوردها العراق وتستنزف اثمانها ثروات البلاد اتفق مع محمد حديد وجعفر ابو التمن وكامل الخضيري واخرين على انشاء شركة الزيوت النبانية العراقية المحدودة التي باشرت اعمالها عام 1939 وكانت من المشاريع الرائدة التي تعرف اليوم بالمشاريع  المختلطة. حيث كان للمصرف الصناعي حصة في رأسمالها. وضع الصابونجي لنفسه اهدافا وطنية اقتصادية سعى الى تحقيقها من خلال اقامة صناعة حديثة وتحسين انتاجها وحمايتها من منافسة المنتوجات الاجنبية، وقد دعا الحكومة الى تشجيع الصناعة الوطنية ومنحها الاعفاءات والتسهيلات اللازمة وشجع الاهالي على الاستثمار في مشاريعه ورفع شعارات منها "اخدموا انفسكم  وبلادكم، واحفظوا دراهمكم بشرائكم منتوجاتكم الوطنية "ولا حياة لبلاد تذهب دراهم للخارج ولاتعود". لقد اسهم مصطفى الصابونجي في النشاطات السياسية في الموصل ويشير الدكتور عبد الفتاح علي يحيى في رسالته للماجستير الموسومة (الحياة )الحزبية في الموصل عام 1926 -1958 الى ان جمعية العلم السرية المؤسسة في الموصل عام 1914، كانت تدعو الصابونجي الى حضور اجتماعات هيئتها الادارية للاخذ ببعض ارائه في المسائل الوطنية. وبعد تشكيل الحكومة العربية في دمشق عام 1918 تحرك الوطنيون في الموصل من اجل تشكيل حزب يناضل ضد المحتلين الانكليز وكان من هؤلاء سعيد الحاج ثابت وداود الجلبي ومصطفى الصابونجي وبعد تشكيل ال

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

افتتاح أول مستشفى حكومي في بغداد منذ 40 عاماً

لجنة نيابيّة لـ(المدى): ملف الكهرباء "شائك" ولا بديل عن الغاز الإيراني

الموت يخطف احد كوادر المجلس العراقي للسلم والتضامن

كاساس: بطولة الخليج ودية وفائدتها التعرف على اللاعبين الشباب

العراق يودع خليجي 26 بخسارة ثقيلة

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

هل كانت ثورة 14 تموز في العراق حتمية؟

هل كانت ثورة 14 تموز في العراق حتمية؟

د. عبدالخالق حسين لو لم يتم اغتيال ثورة 14 تموز في الانقلاب الدموي يوم 8 شباط 1963، ولو سمح لها بمواصلة مسيرتها في تنفيذ برنامجها الإصلاحي في التنمية البشرية والاقتصادية، والسياسية والثقافية والعدالة الاجتماعية...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram