اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: سنة سعيدة للفشل والانتهازية !!

العمود الثامن: سنة سعيدة للفشل والانتهازية !!

نشر في: 30 يناير, 2022: 11:44 م

 علي حسين

كنت أتمنى أن لا أعود إلى الكتابة عن مجلس النواب العراقي، لكن ماذا أفعل ياسادة ومجلسنا الموقر احتفل أمس ببلوغه سن "السابعة عشر" ولم يتبق سوى عام حتى يبلغ سن الرشد؟، وربما عقود مظلمة حتى يبلغ " سن العقل " .

منذ 17 عاماً ومجلس النواب يتردّد في خطواته، لأنّه يرى في العجلة الندامة، فماذا يعني إذا تأخرنا في مجال التعليم والصحة، وارتفعت نسبة الفقراء، وضربنا الأرقام القياسية في الرشوة وسرقة المال العام، وانتشار قاذفات العشائر؟، المهمّ أن تترسّخ الديمقراطية التي تسمح لأعضاء في مجلس النواب ممن لا تتخطى أقدامهم عتبات قبة البرلمان أن يحصلوا على الراتب والمخصصات ومكافأة نهاية "النوم".

استميحكم عذراً مرة أخرى لأنني مصرّ على المراوحة في محيط السادة أعضاء مجلس النواب، البعض يسمّيها فقرا في الموضوعات وأنا أسمّيها من ضروريات مراجعة الحالة التي مرت بها البلاد، وكما تعرفون، فجنابي يحسد السادة النواب على نجاح مسيرتهم في الفشل وصنّاع الخراب.

الابتعاد عن كرسيّ البرلمان قلق، أما مأساة ملايين العراقيين فمسألة فيها نظر، خسر البرلمان ثقة معظم العراقيين، وأداروا له ظهورهم في الانتخابات الاخيرة ، لكن أعضاءه لا يزالون يوزعون الشعارات والخطب في الفضائيات، وكعادة القادة "المنتصرين" فإن عالية نصيف، وهي تجلس على الكرسي منذ ستة عشر عاما متنقلة من القائمة العراقية الى القائمة البيضاء لتستقر في دولة القانون، تنبهنا إلى أن أيام البرلمان الجديد حبلى بالمفاجآت، طبعا وبالصفقات ايضا .

وضعت القواميس تعريفات كثيرة لمعنى الاستحواذ والأطماع والفشل، لكنّ النائب العراقي يريد أن يجد تعريفاً جديداً للسلطة لا يتعدّى مصطلح "ما ننطيها"، وفي معظم الحالات ليست سوى خراب وفوضى ومشاهد التهجير واستعراض عضلات . بلاد تحول فيها معظم الساسة إلى رموز وطنية في مواجهة محور الشر، الذي هو الشعب بالتأكيد.

لم يعد في إمكاننا الصراخ بأننا بلاد علمت العالم الكتابة والقانون ، لأن القانون الحقيقي هو في الحفاظ على كرامة الإنسان، وأن لا تنتهي حياته في التسول، وانتظار زيارة عطف من مسؤول أممي.

لا يكفي شعار الإيمان والتقوى من دون شعار الرحمة. ولا تكفي الديمقراطية من دون العدالة الاجتماعية. تعالوا نتعلم من بلدان العالم "الكافرة" التي يؤرقها ألا يجد الطفل مدرسة يذهب إليها، وأن يبقى الشاب في البيت، لا عمل يذهب إليه.

أسوأ ما يحدث للأوطان أن تتحول الديمقراطية الى مباريات في الاستحواذ ، واسوء ما يحدث للمواطن أن نطلب الخير من نائب فاشل ومهزوز .

في انتخابات 2021 أعلنها العراقيون بشكل عفوي بسيط: لم تعد في الذاكرة مساحة للأكاذيب وعمليات النصب، فقررنا عدم استقبال المزيد من " النوام " .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

تعديل قانون الأحوال الشخصية دعوة لمغادرة الهوية الوطنية

ضجة التّماثيل.. كَوديا بعد المنصور!

العمودالثامن: نائب ونائم !!

لماذا أدعو إلى إصلاح التعليم العالي؟ (إصلاح التعليم العالي الطريق السليم لاصلاح الدولة)

العمودالثامن: إضحك مع الدولة العميقة

العمودالثامن: الكهوف المظلمة

 علي حسين درس العلامة جواد علي أخبار وأحداث ابن الأثير وحفظها واطّلع على معظم ما كتب عنها وكل ذلك في إعجاب شديد وحب صادق، وكان جواد علي ابن الكاظمية يعرف أن الموصلي "...
علي حسين

بيانات جديدة عن حالة الأمن الغذائي في الشرق الأوسط: ثلاثة بلدان في المنطقة تعاني من المجاعة بينها العراق

د. فالح الحمـراني أظهرت منطقة الشرق الأوسط في السنوات الأخيرة معدلات عالية بارتفاع نسب المجاعة وسوء التغذية، فضلا عن أعراض مثيرة للقلق للغاية تتعلق بزيادة نسبة السكان الذين يعانون من السمنة. ويرجع هذا الاتجاه...
د. فالح الحمراني

نظرة في الميدان السياسي العراقي.. إلى أين يفضي؟

عصام الياسري أسفرت انتخابات مجالس المحافظات العراقية في ديسمبر كانون الأول 2023، عن مكاسب كبيرة للأحزاب الطائفية الماسكة منذ العام 2003 بالسلطة. وبضعة انتصارات طفيفة فقط للقوائم المناهضة للمؤسسة ولم تفز الأحزاب السياسية المعارضة...
عصام الياسري

التعديل والأهلية.. جدل الفقه الجعفري مع قانون الأحوال الشخصية في العراق

علي المدن مرة أخرى تفشل مساعي تعديل قانون الأحوال الشخصية في العراق بعد أن سبقتها محاولة أولى عام 2017 تقدم بها النائب حامد الخضري. وكما أعلنت تحفظي في المرة الأولى، وكتبت مقالين نشرتها في...
علي المدن
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram