محمد حمدي
أيام رياضيّة مُفعمة بالحيويّة والاحداث الساخنة التي تشد انتباه الجمهور بأقصى درجات المتابعة، وتراوحت بين الأمل بظهور مُشرّف غاب عنّا لفترة طويلة لمنتخب كرة اليد في بطولة آسيا المؤهّلة لكأاس العالم التي اختتمت في المملكة العربية السعودية وحصل منتخبنا فيها على المركز السادس، وكان قاب قوسين أو أدنى من بلوغ مونديال اليد لولا الخسارة غير المستحقّة أمام منتخب كوريا الجنوبية بفارق هدفين وضياع حلم التأهّل الذي طال انتظاره.
مهما يكن من حال فإن المنتخب الوطني ظهر بصورة مغايرة عن جميع المشاركات السابقة وحضرت معه الروح القتاليّة واللعب السريع الحديث المتطوّر بأسلوب لعب تكتيكي لم نألفه من قبل، وهو ما يجعلنا نسجّل علامة امتياز لاتحاد كرة اليد باعتماده على مدرّب عربي مثابر أحدث هذه النقلة من دون شك!
ما تبقّى هو الدعم المطلوب لانديتنا واتحادنا والبطولات المحليّة التي يجب أن تتنوّع بجميع الفئات العمرية لنكون على تواصل واستمرارية مع الحدث، ولا يقتصر ظهورنا على فئة دون أخرى، ومن المُمكن أيضاً زجّ المنتخبات النسويّة في الخطّة المقترحة للنهوض بواقع اللعبة، الحقيقة أنها أمور مُتعدّدة للنهوض بواقع اللعبة تتشاركها المؤسسات الرياضيّة من دون استثناء، وأوّلها وزارة الشباب والرياضة المطالبة بانجاز منشأ رياضي تخصّصي كبير يستوعب كرة اليد تحديداً دون غيرها، ويكون علامة فارقة لها كقاعة تخصّصية كبيرة لا علاقة لها بقاعات مراكز تطوير الموهبة التي تعاني زخماً هائلاً من الضغط.
الحدث الآخر الذي آثرنا تناوله ويبتعد بإفرازاته كثيراً عن ظهور كرة اليد المُشرّف، هو لقاء منتخبنا الوطني بكرة القدم الذي غادر بعيداً روح الانتصار ونظيره اللبناني اليوم الثلاثاء الذي تترقّب فيه الجماهير ردّ اعتبار كرتنا بعد الخسارة الأليمة من إيران بهدف واحد قلّص آمال منتخبنا بنيل نصف بطاقة مونديال قطر 2022.
مما لا شكَّ فيه، أن منتخبنا وباعتراف مدرّبه زيليكو بتروفيتش يمرّ بظروف صعبة لا يقوى فيها على مقارعة كبار آسيا اطلاقاً، وإننا إذ نتّفق معه بهذه الطروحات فإننا سنُجبَر أن نخوض التنافس الآسيوي من الخلف، ومن فرق الصفّ الأخير في القارّة الصفراء، وليس من المعقول إطلاقاً أن نخفق أمام لبنان أيضاً لأنها ستكون خاتمة سوء مدوّية لا سمح الله تؤشّر الانهيار الكامل للكرة العراقية خارجياً!
ولكي لا نستبق الاحداث، ومن مبدأ أن كرة القدم هي لعبة المفاجآت التي لا تعترف بالحسابات فإن رهان المدرّب بتروفيتش يجب أن يكون منصَّباً على كسب ثلاث مباريات ونيل تسع نقاط بالفوز فقط طالما أن الفرصة ما زالت قائمة، وإن كانت ضعيفة.
نعلم جيّداً أن جميع الظروف قد أتت مُغايرة تماماً لما كنّا نتمنّى منذ البداية، وتعرّض منتخب الأسود لاهتزازات كثيرة، ليس هنا أوان الحديث عنها، ولكنها يجب أن تُقيّد بكل جزئيّة رافقتها، فهناك أكثر من طرف أخفق إدارياً وفنيّاً في مسيرة المنتخب الشاقّة ضمن تصفيات المونديال!
نتمنّى أن يكون ظهورنا مُشرّفاً، وينطلق ببادرة أمل جديدة قد تحصل معها نتائج جديدة أيضاً في اللقاءات المقبلة مع منتخبات سوريا والإمارات العربية، والتمسّك ببارقة الأمل وكسب الثقة هو من ميزات الفرق الكبيرة صاحبة الانجازات والتاريخ.