خاص/ بابل
وجّه مواطنون ومختصون في بابل انتقاداتهم لغالبية مشاريع المجسرات التي نفذت في بابل بعد 2003، معتبرين ان المشاريع تسببت بزيادة الزحامات المرورية في المدينة.
وانتقد تجمع شبابي في المحافظة بطريقة ساخرة تأخر تنفيذ اعمال الصيانة لمجسر نادر، الذي يعد الجسر الاهم في المحافظة بعد ان باشرت بلدية الحلة باغلاق احد مساراته الذي تعرض للتدمير، في حين تواصل العمل على تأهيله منذ شهر تقريباً مع ان المسافة لا تتجاوز الـ 100 م.
وفي هذا الصدد، قال الناشط المدني بكر الجبوري لـ(المدى)، إن "كثرة الاختناقات المرورية التي سببها اغلاق مجسر نادر لاغراض الصيانة منذ شهر تقريبا دفعت ببعض الشباب الى الاحتجاج بطريقة ساخرة تمثلت بالتجمع على الجسر وعرض سلع للبيع اضافة الى تقديم الاركيلة والشاي وجلوس الشباب على المجسر".
وأشار إلى أن "الممارسات الساخرة كان الهدف منها لفت انتباه الجهات المسؤولة عن اعمال الصيانة للاسراع بتنفيذ الاعمال وعدم التهاون معها كونها اضرت بالمحافظة كثيراً".
ولفت الجبوري، إلى أن "سوء التنفيذ تسبب بحدوث تكسرات في اغلب مسارات المجسر مع انه دخل الخدمة عام 2015 والذي كان من المفروض ان يصمد لفترة اطول".
بدوره قال المواطن شوقي الربيعي 64 عاما لـ(المدى)، إن "مكان المجسر غير ملائم اطلاقاً كون المنطقة التي تعرف بتقاطع الأم سابقاً لم تشهد اية زحامات مرورية اطلاقاً، فضلاً عن وجود العديد من الدوائر المهمة التي تشهد زخماً من المراجعين ما يتعذر عليهم وجود مكان لوقوف السيارات بسبب المجسر".
وأضاف أن "المجسر تسبب باغلاق عشرات المحال التجارية اضافة الى التأثير على المنازل القريبة منه بسبب ارتفاعه الذي يجعل مساراته مطلة على المنازل وبذلك تكون مكشوفة امام اصحاب السيارات".
وأوضح المواطن، أن "مسارات المجسر غير منسقة وفيها العديد من التقاطعات ما جعله يتسبب بالعديد من الحوادث المرورية".
وتأخر تنفيذ مجسر الام قرابة الـ 5 سنوات بسبب تغيير التصاميم وقلة الاموال المخصصة للتنفيذ ما تسبب بعرقلة حركة السير والإبقاء على الحفر والاتربة لفترة طويلة، حسب تصريحات حكومية سابقة.
من جهته اكد نقيب المهندسين في بابل زمن علي موسى لـ (المدى)، أن "مشاريع المجسرات في بابل تفتقر للرؤية التخطيطية ونفذت، غالبيتها، بمواصفات متدنية جداً ما جعل المحافظة تصنف بانها من اكثر المحافظات تضررا بهذا الجانب".
وأشار إلى أن "غالبية المجسرات التي نفذت لم تأخذ بنظر الاعتبار عدد السكان والسيارات التي تحويها المحافظة وبدأت تسبب ارباكاً مرورياً واضحاً في الشوارع".
ولفت موسى، إلى أن "هناك مناطق حيوية وتشهد زحامات مرورية مستمرة كان الأولى بالحكومة المحلية ان تأخذها بنظر الاعتبار من خلال تنفيذ المجسرات فيها بدل تنفيذها في اماكن تشهد حركة سير طبيعية وهو ما يدرج ضمن هدر الاموال وصرفها في غير محلها".
إلى ذلك، شدد مستشار رئاسة البرلمان في بابل صلاح الحميري، من خلال حديث لـ(المدى)، على "ضرورة ان تجري الحكومة المحلية مراجعة شاملة لمجمل مشاريع المجسرات من خلال دراسة علمية تتضمن إعادة تأهيل هذه المجسرات بما يجعلها تساعد على فك الاختناقات المرورية بدلا من ان تفاقمها".