ضحى عبدالرؤوف المل

يستكشف الفنان التشكيلي البولندي "زيجمونت مازور"( Zygmunt Mazur) الأشكال والألوان بجرأة تؤثر على ردود أفعال الريشة بصريا ،

فينتج عنها صدمات تعبيرية تضفي على أسلوبه نغمة تكعيبية ذات إحساس مستقر ضوئيا، وإن تذبذبت الألوان بمعنى خلق التناقضات المنسجمة مع تضاد الألوان، وبتكوينات ديناميكية هي أشكال تتباين ايحائيا ضمن تركيبات ذات لمسات موضوعية تكشف عن جماليات لونية متعددة التدرجات، ومشحونة بصرامة فنية هي صرخة حادة تشكيلية ذات مبادىء تكعيبية تميل الى خلق عاطفة بصرية تؤثر على قيمة الموضوعات او العناوين التي يطرحها “زيجمونت مازور” في لوحاته الجريئة من حيث كثرة التفاصيل البصرية التي يستخدمها، وبتنوع هو العنصر الأساسي في أسلوبه المتميز بجرأة الشكل واللون. وقوة التكعيبية المؤثرة على التفاصيل ومعناها الجمالي . خاصة من حيث القدرة على التفكيك البصري المؤثر على الملامح الهندسية للاشكال من خلال التكعيبية وقوتها في منح الأشكال بساطة بصرية، هي في الحقيقة تأثير تعقيد الأشكال على الالوان التي تتنافس مع بعضها البعض. لتوضيح رؤيته التكعيبية التي تقترب من التجريد والتعبير ، وبأسلوب مغاير يمنح لوحته قوة بصرية يستقر معها الضوء الذي يتنافس مع الغوامق والفواتح . مما يسمح بخلق اثارة او دهشة فنية هي بمثابة فتح لاتجاهات مختلفة بين الالوان والاشكال. لخلق دهشة تكعيبية معاصرة . فهل التنوع في أعماله هو وليدة تنقلاته، وهو الذي ولد في مدينة فودزينوف ببولندا في الأول من يناير عام 1922. ومن ثم في عام 1940 نُقل الى سيبيريا مع والدته وشقيقته. في عام 1942 تم استدعاء” زيجمونت مازور” من سيبيريا للإنضمام الى الجيش البولندي في الشرق الأوسط. بدأ تدريبه الرسمي في الأكاديمية اللبنانية للفنون الجميلة في بيروت بعد فترة وجيزة. فهل تأثرت أعماله بقوة الألوان في الشرق وفي لبنان تحديدا ؟ أم أنه استطاع تطوير اسلوبه التعبيري بالتزامه الاستبطان التكعيبي، وبخاصية شكلية ذات اتجاهات لونية مختلفة؟ وهل لعبة الغموض والاستبصار في الأشكال هي تحليل بصري لمعنى الالوان المفتوحة على عدة تناقضات تثير الغموض في بعضها خاصة تلك المرتبطة بالتلاعب البصري ؟ أم أن “زيجمونت مازور “ وضعنا أمام الحار والبارد من الالوان بدراماتيكية تكعيبية هي تعبيره الفني الخاص، والمستخلص من نغمة عاطفية بصرية مرتبطة بالمرأة وجماليتها ؟ او هي التكعيبية القادرة على منح البصر عدة موجات تعبيرية في فن تكعيبي معاصر ؟

يُخفي” زيجمونت مازور” حقيقة قوة تحليله للألوان وتأثيرات الطبيعة غير المباشر على معنى جرأة الالوان التي يستخدمها، وبتطويرات ذات خصوصيات مضمونية يشير من خلالها الى قوة الجنس بين المرأة والرجل، والإشتعال الحقيقي للاحاسيس الإنسانية برمتها .ليساعدنا على فهم اللغة اللونية التي يستخدمها في تكعيبات هي نهج ذواشراق بمستويات بصرية مختلفة، تشكل بمعانيها مستويات مختلفة. لحالات التناغم والتضاد بين المرأة والرجل تماما كما بين الألوان الاساسية الحارة، والاخرى الباردة بعيدا عن الالوان التركيبية في حالات نادرة ، والتي توحي بالمشاعر الانسانية الميالة الى السلام أو الى خلق مسارات تتوحد معها الاحاسيس بين المرأة والرجل، بمعنى آخر من كل شىء ذكر وانثى حتى بين الأشكال والالوان التي تتصارع وتستسلم في لوحات تتصف بالجرأة بكل انواعها . ان بين الفنتازيا والقصص المعروفة بين الأدب والفن او بين التناقض في المشاعر والاحاسيس بين المرأة والرجل . فهل حاول “زيجمونت مازور” منح الوانه تعبيرية بصرية بينما منح الاشكال تكعيبية بنسب مختلفة جمعت بين قوة الاشكال وتاثيرها على تدرجات الالوان ؟ أم أنه ترك بصمة قوية على لوحاته بجوهرية تشكيلية مبهمة نوعا ما ليحفظ تعبيرات الالوان الداخلية في اشكال فريدة تأصلت مع اعماله الفنية ؟ وهل ما نشعر به أمام لوحاته هو استجابة لما يستبطنه في لوحاته من قوة مشاعر المرأة والرجل من خلال الالوان؟