اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: حكاية ريان وحكاياتنا

العمود الثامن: حكاية ريان وحكاياتنا

نشر في: 5 فبراير, 2022: 11:50 م

 علي حسين

التجربة التي عاشتها المغرب خلال الأيام الماضية تثبت أن الفعل البشري المحب يمكن أن يفعل الكثير إذا توافرت له النوايا الصادقة، حيث تبدو حكاية الطفل "ريان" نموذجاً جديداً للبشرية، نموذجاً يحترم الإنسان ويقدر قيمة الحياة، نموذجاً يسهر أياماً لا يوماً،

من أجل إنقاذ طفل صغير تقطعت به آمال الحياة، لقد شهدت بلدان العالم، نماذج مشرفة من حب الحياة، وشاهدنا نماذج مثل مانديلا ولي كوان والشيخ زايد ومهاتير محمد يقودون شعويهم إلى الحرب على الفقر والجهل والأمية، والاستعباد، كل منهم قدم نموذجاً مشرفاً للبشرية: لي كوان يو في سنغافورة، ومهاتير محمد في ماليزيا، والشيخ زايد في الإمارات وأبطال الصين الذين صنعوا مجد الصين الحديثة وازدهارها أيضاً.. وارجوك لا تسألني عن حالنا فلا نزال ننتظر النهاية "السعيدة" لجلسة البرلمان الأولى، ونتشوق للنهاية الممتعة للمسلسل الدرامي الطويل "الإصلاح" وبانتظار مسلسل اكثر امتاعا بعنوان "أنا الأكبر"!!.

دائماً ما يسألني قرّاء أعزّاء عن سبب حديثي الدائم عن تجارب الشعوب، والبعض منهم يلومني وهو يقول، بمحبّة، هل تتوقع أنّ ساستنا ومسؤولينا يقرأون؟ أنا يا أصدقائي الأعزاء لا أكتب من أجل الساسة الذين لا يفرقون بين علي الوردي وسعدون الساعدي، ولست أريد من مسؤولينا الأكارم أن يمضوا أعمارهم في تقليب صفحات الكتب، وقراءة تجربة باني سنغافورة، كلّ ما أريده وأتمناه أن أشاهد مسؤولا يختنق بالعبرات وهو يرى طفلا عراقيا نازحا تحاصرة الثلوج ، أو تدمع عيناه على مشهد مقتل شاب تظاهر من اجل الوطن ، ما أطمح إليه، هو نواب وساسة يعرفون معنى المواطنة، لا أقبل أن يتحسّر العراقي وهو يسمع أن المغرب باكملها تسعى لانقاذ طفل .

يا أصدقائي الأعزّاء، أنا وأنتم مواطنون في بلد ضعيف يستقوي عليه ساسته وإخوانهم ورفاقهم، كنت أمنّي النفس بمسؤول من المؤمنين على شاكلة الرئيس الصيني شي جين بينغ وهو يعلن ان هدفه ان يكون الفقر صفرا في بلاد المليار والنصف مليار.

ليس صحيحاً أن الإكثار من الخطابات يحوّلها إلى حقيقة.. فإذا تقول إننا يجب أن نشكل حكومة توافقية، في الوقت الذي كنت تصر ان لاحل لمشاكل العراق إلا بحكومة اغلبية، وأن تكتب في تويتر أن انتخابنا وسط هذه الظروف الصعبة جاء من أجل النهوض بالمهام وقطع الطريق على الفاسدين والمتلاعبين بمقدرات الوطن، من حقنا أن نسألكم ايها السادة، ألم تكن السنوات التسعة عشر الماضية كافية لبناء البلاد والنهوض بها.

طفل واحد تقف المغرب بأكملها لإنقاذه فيما تخلى مسؤولونا عن إنقاذ اطفال ونساء سنجار الذين تحولت حياتهم الى مأساة، السياسي الحقيقي يفتح طرق الحياة مع مواطنيه، فيما يشيد ساستنا سدوداً بينهم وبين الناس تكبر يوماً بعد يوم.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

تعديل قانون الأحوال الشخصية دعوة لمغادرة الهوية الوطنية

ضجة التّماثيل.. كَوديا بعد المنصور!

العمودالثامن: نائب ونائم !!

لماذا أدعو إلى إصلاح التعليم العالي؟ (إصلاح التعليم العالي الطريق السليم لاصلاح الدولة)

العمودالثامن: إضحك مع الدولة العميقة

العمودالثامن: الكهوف المظلمة

 علي حسين درس العلامة جواد علي أخبار وأحداث ابن الأثير وحفظها واطّلع على معظم ما كتب عنها وكل ذلك في إعجاب شديد وحب صادق، وكان جواد علي ابن الكاظمية يعرف أن الموصلي "...
علي حسين

بيانات جديدة عن حالة الأمن الغذائي في الشرق الأوسط: ثلاثة بلدان في المنطقة تعاني من المجاعة بينها العراق

د. فالح الحمـراني أظهرت منطقة الشرق الأوسط في السنوات الأخيرة معدلات عالية بارتفاع نسب المجاعة وسوء التغذية، فضلا عن أعراض مثيرة للقلق للغاية تتعلق بزيادة نسبة السكان الذين يعانون من السمنة. ويرجع هذا الاتجاه...
د. فالح الحمراني

نظرة في الميدان السياسي العراقي.. إلى أين يفضي؟

عصام الياسري أسفرت انتخابات مجالس المحافظات العراقية في ديسمبر كانون الأول 2023، عن مكاسب كبيرة للأحزاب الطائفية الماسكة منذ العام 2003 بالسلطة. وبضعة انتصارات طفيفة فقط للقوائم المناهضة للمؤسسة ولم تفز الأحزاب السياسية المعارضة...
عصام الياسري

التعديل والأهلية.. جدل الفقه الجعفري مع قانون الأحوال الشخصية في العراق

علي المدن مرة أخرى تفشل مساعي تعديل قانون الأحوال الشخصية في العراق بعد أن سبقتها محاولة أولى عام 2017 تقدم بها النائب حامد الخضري. وكما أعلنت تحفظي في المرة الأولى، وكتبت مقالين نشرتها في...
علي المدن
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram