محمد حمدي
انتقدنا جميعاً بقسوة ملعب مباراة العراق ولبنان الأخيرة التي انتهت بالتعادل الإيجابي بهدف لكل من الفريقين، المباراة التي ضيّفها ملعب الرئيس رفيق الحريري البلدي في صيدا، بالمرحلة التاسعة من تصفيات المجموعة الآسيوية الأولى، ضمن الدور النهائي الحاسم عن القارّة المؤهّل لمونديال قطر 2022.
وصبّ الجميع جام غضبهم على أرضية الملعب المُتعبة باعتراف كل من شاهد وحضر المباراة حتى من الجانب اللبناني، كما انتقدها بقسوة مدرّب منتخبنا السابق بتروفيتش.
وبمناسبة الحديث عن أرضيّات الملاعب أو الملاعب بصورة عامّة، فقد أطلعت على حجم الإطراء من قبل رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم جياني انفانتينو الذي حضر الى العاصمة الكاميرونيّة ياوندي لمشاهدة مباراة الختام لكأس الأمم الافريقية التي خطفها منتخب السنغال بفارق الركلات الترجيحية من المنتخب المصري الشقيق، فقد أعرب الرجل عن رضاه بنسبة كبيرة وأعجابه بملاعب الكاميرون، واصفاً أيّاها بالجميلة والتي توازي حجم بطولة كبرى بمستوى القارة الأفريقية، الأمر الذي لم تلاقيه في مناسبات سابقة ملاعب تونس ومصر وغانا والسنغال، وعندما استفسر عدد من الإعلاميين الأفارقة من مُراقب البطولة ومُشرفها أخبرهم أن الملاعب هي جواز المرور المستقبلي أمام أي اختبار لبطولة كبرى!
وبالتالي، فإن الاتحاد الدولي يُقدّم رؤيته وفقاً لمعطيات يعمل بها بصورة عملية، هنا يجب أن نتوقّف عند حدود كلمات العمليّة والمُناسبة والاختبار والجدوى، فما الذي سيقوله الاتحاد الدولي أو القارّي أزاء ملاعب لبنان مثلاً ومثلها الكثير في قارة آسيا ودول خليجية أيضاً وليس فقط سوريا ولبنان والأردن وإندونيسيا وفيتنام وسريلانكا التي شهدت ملاعبها انتقادات هي الأخرى، ومع ذلك سُمح لها بتضييف البطولات.
أعتقد جازماً أن ملاعبنا الرئيسية في بغداد والبصرة وكربلاء والنجف وأقليم كردستان أفضل بكثير من مجرّد النظر أو المقارنة مع هذه الملاعب، ومع ذلك لا تستهوي الاتحادات القارّية وحتى الإقليميّة مسألة تضييف العراق للبطولات الدولية أو حتى مجرّد كسب حقّه في اللعب على أرضه وبين جماهيره على ملاعبه الخاصّة ضمن التصفيات للبطولات العالميّة، وهذه معادلة مقلوبة لا يمكن أن يتقبّلها العقل.
مع كل ذلك وزعلنا عن هذه الحالة مع جماهيرنا إلا أن طريق الباطل قصير مهما ظنّ البعض أنه طويل وشاق، سيصل الى النهاية حتماً وستكثر خطواتنا المؤثّرة فيه مع افتتاح ملاعب جديدة مهمّة جداً ومنها ثلاثة ملاعب توشِك على الاكتمال تماماً وهي معروفة وطرحت عنها وسائل الإعلام العديد من التقارير المصوّرة هي ملعب كركوك الأولمبي وملعب الزوراء وملعب الميناء في البصرة.
أودُّ هنا أن أشير الى العمل في ملعب الميناء الذي يوشِك على الاكتمال تماماً مع كل الوقت الذي أخّرَ انجاز الملعب وهو بسعة 30 الف متفرج ويُعد تحفة معماريّة بتصميم فريد من نوعه، يُحاكي رافعات الموانيء العراقية، ويضمُّ العديد من المرفقات الخاصّة والخدميّة، التي وصلت الى نسبة جيّدة جداً من الأعمال الرئيسية وغيرها التي تعد بالمجمل بسيطة وأعمال إنهاء دفن وحدل أنابيب تحت ساحة الملعب، وذات الحال ينطبق على ملعب كركوك أيضاً والزوراء.
ولو كتب لأربعة ملاعب أخرى يجري العمل بها أيضاً وتقع على جانب كبير من الأهمية وبسعات متشابهة هي 30 ألف متفرّج فإن الدوري الكروي أو دوري المحترفين سيكون من أجمل دوريات المنطقة بالملاعب التي ستكون جوازنا للمرور الى البطولات العالميّة المُستضافة.