 ذي قار / حسين العامل

اعربت الحكومة المحلية والقيادات الامنية والجهات القضائية في ذي قار عن قلقها من ارتفاع معدلات الجريمة في المحافظة بواقع 17 بالمئة، ودعت الى اعتماد حلول اقتصادية وفنية لمعالجة تنامي معدلات الفقر والبطالة بين شريحة الشباب ورفع الوعي المجتمعي.

وكشفت بيانات المؤتمر الامني التاسع لقيادة شرطة ذي قار الذي عقد مؤخرا على قاعة مركز تدريب الشرطة وحضره عدد من المسؤولين الحكوميين والقادة الامنيين وممثلين عن محكمة استئناف ذي قار عن ارتفاع في معدلات الجريمة بواقع 17 بالمئة خلال عام 2021، وفيما اشارت الى ارتفاع في جرائم الانتحار والمخدرات والسرقة، وانخفاض في جرائم القتل العمد. اكدت الكشف عن 94 بالمئة من الجرائم المسجلة لدى الدوائر الامنية ومراكز الشرطة.

وقال نائب محافظ ذي قار رافع الشامي لـ(المدى) ان "الحكومة المحلية لاحظت من خلال بيانات المؤتمر الامني ان هناك تطورا كبيرا وخطيرا في الجريمة على ثلاثة اصعدة"، مؤكدا "ارتفاع معدلات الانتحار والمخدرات وجرائم اخرى اخذت تنتشر بصورة سريعة وواسعة".

وكشف الشامي عن "توجيهات للدوائر المعنية والجهات المختصة بإعداد تقرير مفصل وشامل عن واقع الجريمة والوسائل الممكنة لمعالجتها"، مشيرا الى "توجيه دعوة الى المؤسسات القضائية والامنية لعقد مؤتمر مشترك لبحث الحلول والمعالجات لمجمل القضايا الامنية والمجتمعية في محافظة ذي قار". وشدد نائب محافظ ذي قار على "ضرورة اعتماد حلول فنية وادارية واقتصادية ناهيك عن رفع الوعي المجتمعي للحد من ارتفاع معدلات الجريمة"، مشيرا الى ان "طرق ووسائل ارتكاب الجريمة باتت تتطور مع التطور الالكتروني وهذا ما يستدعي تحديث طرق وخطط مواجهتها".

مثمنا دور القوات الامنية في الكشف عن الجريمة، مؤكدا ان "البيانات اظهرت تسجيل معدلات كبيرة في القاء القبض على المتهمين والمتورطين بارتكاب الجريمة وبجهود استثنائية تبذلها القوات الامنية".

وبدوره قال قائد عمليات سومر اللواء الفريق سعد الحربية لـ(المدى) ان "اكثر الجرائم المؤشرة كجرائم مرتفعة للأسف تتعلق بالاسرة والسلوك الاجتماعي كالانتحار وتعاطي المخدرات والسرقة واللواط وهذه تتطلب معالجات مجتمعية شاملة ولا تقتصر على دور القوات الامنية"، مؤكدا على اهمية مشاركة المؤسسات الاكاديمية والحكومية والمنظمات المجتمعية في وضع الحلول للمشاكل الاجتماعية التي تؤدي الى الجريمة وترفع من معدلاتها.

وعن بيانات المؤتمر الامني قال الحربية الذي يشغل ايضا منصب قائد شرطة ذي قار "هناك مؤشرات ارتفاع في جرائم تتعلق بالسلوك المجتمعي وبالمقابل هناك انجازات كبيرة في الكشف عن الجريمة والقبض على المتورطين فيها"، منوها الى ان "اعتماد البيانات والارقام من شأنه ان يسهل عملية تحليل المشاكل وتشخيص حلولها".

واسترسل قائد عمليات سومر بان "مؤتمر تحليل الواقع الامني والجنائي التاسع لقيادة شرطة ذي قار هو مراجعة وتقييم لكل انجازات عام 2021 وبحثها مع القضاة والمسؤولين في الحكومة المحلية وكذلك لتلافي السلبيات ان وجدت"، لافتا الى ان "المؤتمر استعرض مجمل البيانات المتعلقة بالنشاطات والجرائم المسجلة والمكتشفة".

ومن جانبه قال نائب المدعي العام في محكمة استئناف ذي قار الاتحادية القاضي كامل رشاد عن مشاركته في المؤتمر لـ(المدى) "اكتشفنا من خلال بيانات المؤتمر ان هناك جرائم حصل ارتفاع في معدلاتها وتم توجيه الجهات المعنية لغرض العمل على معالجتها والحد من ارتفاعها"، مستدركا "فيما هناك جرائم شهدت انخفاضاً ملحوظا وهناك تفعيل لدور القوات الامنية في الكشف عن الجريمة وهذا مؤشر جيد في ملاحقة الجريمة والمتورطين فيها".

وعقدت قيادة شرطة ذي قار بالتعاون مع محكمة استئناف ذي قار مؤتمر الواقع الامني التاسع بحضور نائب محافظ ذي قار رافع الشامي وقائد عمليات سومر الفريق سعد الحربية وممثل محكمة جنايات ذي قار القاضي علي العتابي ونائب الادعاء العام القاضي كامل رشاد فضلا عن مدراء الاجهزة والامنية واقسام الشرطة.

وكان قائد شرطة ذي قار الاسبق العميد حازم الوائلي حذر يوم السبت (4 تموز 2020) من ارتفاع معدلات تعاطي المخدرات بين اوساط الشباب، وان معظم المتورطين بجرائم المخدرات هم من العاطلين عن العمل وبأعمار تتراوح ما بين 18 – 25 عاما وهو ما يستدعي تبني برامج اقتصادية واجتماعية فاعلة للحد من تورط الشباب بترويج وتعاطي المخدرات.

وكانت محكمة استئناف ذي قار الاتحادية حذرت يوم الاثنين الـ(30 تشرين الاول 2017) من ارتفاع معدلات الجريمة في ذي قار، وفيما عزت أسباب ارتفاعها الى تفشي البطالة وانتشار السلاح والمخدرات وضعف الوعي القانوني، دعت الى تدريس مادة القانون في المدارس وتفعيل دور المؤسسات التعليمية في نشر الوعي القانوني.