بغداد / المدى الاقتصاديالتطورات العلمية والتقنية الحاصلة في العالم تتطلب بلا شك مواكبتها خاصة في المجالات الزراعية ذات العلاقة المباشرة بسلة غذاءالمواطن العراقي وتأمين مفرداتها بشكل متواصل والعمل على زيادتها من خلال الاطلاع على التجارب والابحاث العلمية الهادفة الى تحقيق قفزة نوعية في الانتاج الزراعي بشقيه النباتي والحيواني.
قالت الدكتورة إيمان صاحب سلمان بدائرة التخطيط والمتابعة في وزارة الزراعة  : ان الوزارة وضمن خطتها لتحسين انتاجية الارض الزراعية قامت باجراء عدد من التجارب العلمية والكميائية بخصوص استعمال المستخلص الحيوي (  EM1 ) وهو مخصب حيوي يتكون من مزيج تعايشي لكائنات حية يكون على شكل محلول ،وهو ايضا يسمى بالمستخلص الياباني – السوري يتكون من احياء مجهرية تفرز انزيمات تكون كاربوهيدرات نقوم بوضعها في التربة والتي من شأنها تثبيت النتروجين فيها وفرز الاحماض العضوية وزيادة جاهزية مادتي الفسفور والبوتاسيوم ووجودها في التربة وتحلل المواد العضوية وزيادة مسك التربة للماء وفوائد عدة اخرى. واضافت سلمان :  لقد اطلعنا على تجارب المستخلص على شتى المحاصيل الزراعية في سوريا منها الذرة الصفراء والحنطة بعد رش التربة بجرعات من المستخلص الحيوي لفترات عدة في موسم النمو للمحصول ،حيث اعطت نتائج ايجابية وزيادة في الغلة بمعدل 50% وتجربة على الأراضي المالحة من خلال الري ،حيث اظهرت النتائج زيادة في الانتاج بمعدل 50% لمياه تروى المحاصيل فيها مع استعمال المستخلص(EM1) ) واظهرت النتائج لتلك المحاصيل زيادة كبيرة بنسبة 50% عن غلة المحاصيل التي لايستعمل معها المستخلص. واوضحت  بالنسبة للانتاج الحيواني فيعطى المستخلص اما بالعلف او مع المياه التي تعطى للحيوانات ،حيث لوحظ زيادة في كميات نسبة البروتين في اللحوم ،خاصة للدواجن بعد القيام بخلط المستخلص بالعلف او الماء الذي تشربه الدواجن فقد أظهرت النتائج فوائد كبيرة من استخدامه منها قلة معدلات التحويل بين وزن الدجاج ونسبة الاعلاف المستهلكة ،حيث ازداد وزن الدجاج مع قلة الاعلاف المستخدمة وقلة حالات النفوق والهلاكات بين الدواجن ،وكذلك تدني نسبة الكولسترول وقلة المسببات المرضية وزيادة كميات البروتين فيها ورفع مستوى مقاومتها للامراض وزيادة انتاج البيض. مبينة انه بالنسبة للاسماك  لوحظ  تسجيل نقاط ايجابية لصالح استعمال المستخلص الحيوي ليس على الاسماك ذاتها فقط، بل على الاحواض المائية ،حيث انخفضت نسبة نمو الطحالب ،وكذلك تحسن قدرة خلايا النحل على التخلص من الملوثات مع استعمال رشات متكررة للمستخلص،والمسألة المهمة هنا في عملية التخمير وهي المصدر الرئيس للاسمدة العضوية المستخدمة في الزراعة ،حيث لوحظ بعد القيام برش المستخلص تحقيق نتائج ايجابية مثل اختزال الوقت المطلوب في عملية التخمير وتلاشي بقايا الحيوانات وعدم ترك مخلفات تساعد على نمو الجراثيم والملوثات المسببة للأمراض بسبب ان مستخلص (EM1)) يفرز مضادات حيوية تقضي على الجراثيم . واكدت سلمان وجود  استخدامات اخرى للمستخلص في مياه الصرف الصحي ،حيث لوحظ بعد القيام برشات منتظمة من المستخلص في تلك المياه الحصول على مياه نقية صالحة لسقي المزروعات وإرواء الحيوانات ،وكذلك تأثيرات ايجابية على الصحة العامة خاصة للانسان في القضاء على الروائح الكريهة المنبعثة من حظائر الحيوانات وتأثيرها على العاملين هناك الذين يصابون غالبا بامراض الجهاز التنفسي بعد فترة من استنشاقهم لتلك الروائح ،عند بدء رش المستخلص في تلك الحظائر لوحظ اختفاء تلك الروائح . ولفتت الى وجود محاولات في الوقت الحاضر لتطبيق تاثيراتها على الانسان بشكل مباشر وقد تكون الفترة المقبلة حبلى بالمفاجآت على هذا الصعيد ،ولقد قدمنا توصيات لمراجعنا في الوزارة لتطبيق استخدامات هذه المادة في عموم المناطق والذي يتزامن مع القيام بالبحوث العلمية والتطبيقية على النباتات والتربة بعد اضافة الـ (EM1) وإجراء تحاليل على التربة لمعرفة الصفات الفيزياوية والكيماوية ،وبحوث اخرى تتعلق بالانتاج الحيواني ،ولقد تم تكليف المركز الوطني للزراعة العضوية بمتابعة الموضوع والقيام بالتجارب على وفق تصميم تجريبي موثق بالصور وعرض النتائج وبيان فائدتها ،ولقد تم اجراء ثلاث تجارب حتى الآن على (الخيار المحمي والبطاطا والقرنابيط) وتمت ملاحظة زيادة كبيرة في الإنتاج بنحو 40%.