طه كــــمرفي آخر تصنيف للاتحاد الدولي بكرة القدم (فيفا) للمنتخبات المنضوية تحت لوائه قبل انطلاق منافسات كأس العالم في جوهانسبرغ ، اعتلى منتخب البرازيل لائحة التصنيف العالمي ، ثم حلّ منتخب إسبانيا بطل القارة الأوروبية ثانيا ، وجاء المنتخب البرتغالي في المركز الثالث ،
واحتل منتخب هولندا المركز الرابع ، ثم إيطاليا بطلة العالم في النسخة الماضية بالمركز الخامس وألمانيا سادسا والارجنتين سابعا وبعدها منتخب فرنسا ثامنا .تسلسل هذه المنتخبات لم يتغير منذ شهور عدة باستثناء بعض المراتب التي لا تشمل المراكز الاولى ، من خلال هذا الترتيب يتوضح جليا ان هذه المنتخبات صاحبة القدح المعلّى في العرس المونديالي الكبير الذي تشهده مدينة جوهانسبرغ الجنوب أفريقية لكن من خلال ما أسفرت عنه نتائج الجولتين الاولى والثانية اللتين أوشكتا على الانتهاء ضربت جميع التوقعات وأثبتت ان لا كبير في كرة القدم ، الماكرة الساحرة التي أصبح دورانها اليوم مع موجة الرياح التي هبت بما لا تشتهي سفن بعض المنتخبات الكبيرة التي تعول على لاعبيها وحظوظها في تحقيق نتائج كبيرة في اطار ما تمتلكه من امكانات هائلة ولاعبين كبار ذوي مهارة كبيرة جدا أظهرته الدوريات الاسبانية والانكليزية والايطالية والفرنسية وغيرها .لو تمعنا جيدا في قائمة التصنيف العالمي نرى ان اكبر المنتخبات بدأت تتساقط الواحد تلو الآخر منذ البداية ، نعم انها كانت بعيدة عن مستواها الحقيقي وإلا بماذا نفسر تواضع مستوى المنتخب الفرنسي الذي اصبحت جعبته لا تحمل سوى نقطة واحدة من مباراتين فيما حقق بطل العالم في البطولة الماضية نقطتين فقط من مباراتين ، وحقق مثلهما منتخب انكلترا صاحب المركز الثامن على العالم ، ولم يحقق منتخب اسبانيا بطل أوروبا وصاحب المركز الثاني على العالم اية نقطة حتى الان أثر خوضه مباراة واحدة خسرها أمام سويسرا بهدف نظيف ، أما منتخب البرتغال صاحب المركز الثالث فلم يكن بأحسن حال من سابقيه فقد تعادل هو الاخر مع منتخب ساحل العاج من دون أهداف . لم نعد نتفاجأ عندما تتعرض الفرق الكبيرة الى الخسارات او التعادلات كون ان كرة القدم لا تعترف بالثوابت وهذا ما اسفرت عنه النتائج الاخيرة حيث ظهرت فرق أخرى لم يكن لها حضور في المناسبات الماضية وحتى ترتيبها لم يحظ بأهمية الا انها استطاعت ان تجاري الفرق الكبيرة وتفرض سيطرتها عليها وذلك ما أظهره منتخب الجزائر من مقدرة فنية في الضغط على منتخب انكلترا والسيطرة عليه معظم اوقات المباراة التي استحوذ على كرتها طوال دقائق المباراة وكان الأقرب الى الفوز من نظيره الانكليزي. وكذلك فعل منتخب الباراغواي عندما خطف اربع نقاط من مباراتين واصبح قاب قوسين أو ادنى من التأهل الى المرحلة الثانية من البطولة ، ومثله فعل منتخب نيوزيلندا الذي تعادل امام ايطاليا وسلوفاكيا وشهد أداؤه تطورا ملحوظا فيما استطاع منتخب الاورغواي ان يلفت الانظار نحوه عندما سجل أربع نقاط من تعادل امام فرنسا وفوز بثلاثية نظيفة على (بافانا بافانا) ، وهذا ما يؤكد وجوده بقوة عندما سحق البلد المضيف بنتيجة كبيرة وهناك منتخب المكسيك الذي حقق فوزاً كبيراً على فرنسا بهدفين نظيفين ليخطف اغلى ثلاث نقاط اضافة الى تعادله مع جنوب أفريقيا ليصبح مرشحا ساخنا عن المجموعة الاولى .هذه الأحداث والنتائج المحيرة دعتنا نقف حيالها كثيرا لنقتنع ان لا كبير في كرة القدم وقد ترسو أخيرا اربعة منتخبات بعيدة عن المراكزالاولى بالتصنيف العالمي عند بر الأمان لتتنافس على زعامة العالم كرويا حينها نقف لها احتراماً وإكباراً لما قدمته من متعة في أدائها الذي حققت الفوز خلاله من دون صدفة أو ضربة حظ ، بل نتيجة اجتهاد كبير وعناء منقطع النظير .Taha_gumer@yahoo.com
بصمة الحقيقة: كبار الكرة .. بدعة!
نشر في: 21 يونيو, 2010: 05:03 م