TOP

جريدة المدى > المنتدى العام > أولويات ستراتيجية أوباما للأمن القومي الأمريكي طويلة المدى

أولويات ستراتيجية أوباما للأمن القومي الأمريكي طويلة المدى

نشر في: 21 يونيو, 2010: 05:05 م

سلام العبودييعتمد الرؤساء الأمريكيون ستراتيجية الأمن القومي لرسم أهدافهم وتحديد أولويات الأمن الأمريكي. ولستراتيجيات الأمن القومي تأثير كبير على الإنفاق والسياسات الدفاعية والأمنية للولايات المتحدة الأمريكية. ويقضي قانون اقر في عام 1986 بان يقدم الرئيس الأمريكي إلى الكونغرس تقريرا سنويا عن مفهومه أو أولوياته المتعلقة بالأمن القومي، لكن معظم الرؤساء يتفادون تقديم تقارير سنوية.
 وخلال ولايتيه قدم بوش تقريرين فقط، وهذا التقرير حول ستراتيجية الأمن القومي الجديدة هو الأول الذي يقدمه أوباما بعد سنة ونصف سنة من وصوله إلى البيت الأبيض وهو أول وثيقة لإدارته تقع في 52 صفحة، وتعتمد بالدرجة الأولى على "الاعتراف بوقائع القرن الحادي والعشرين".وتعكس الستراتيجية الجديدة التي وضعت بعد مناقشات مكثفة جرت في البيت الأبيض واستمرت 16 شهراً منذ تولي أوباما الحكم، مفهوم أوباما المعقد لعالم متغير يستوجب فتح قنوات التعاون والانخراط مع "قوى جديدة وصاعدة" برزت فيه من خارج الغرب مثل الصين والهند والمملكة العربية السعودية والبرازيل، وجنوب أفريقيا واندونيسيا وأخرى نافذة مثل روسيا؛ بينما تواجه الولايات المتحدة تحديات اقتصادية كبيرة، وهي عناصر تبرز بشكل نافر في بداية القرن الحادي والعشرين. وقد أعاد البيت الأبيض تعريف الأولويات الستراتيجية الأمريكية وضرورة إحياء القوة الاقتصادية والأخلاقية والإبداعية للولايات المتحدة في حال أرادت التمسك بموقعها القيادي. وأكدت الوثيقة أن "على الولايات المتحدة صوغ نظام دولي جديد يعكس واقع القرن الحادي والعشرين" حيث "عظمة أميركا غير مضمونة".في تحوّل نوعي  عن سياسات سلفه جورج بوش الأحادية الجانب المتسمة بلهجة التفرد السياسي والعسكري التي طبعت خطابه في 2002 و2006، رأى الرئيس الأمريكي باراك أوباما أن صون القيادة الأمريكية في العالم، ومعالجة التحديات الستراتيجية والأمنية التي تواجهها الولايات المتحدة، تتطلب حلولا وسياسات تتخطى الإجراءات العسكرية، وتقتضي تعاونا متطورا مع القوى الأخرى في العالم، وإحياءً لدور المؤسسات الدولية. وأعتمد أوباما في "ستراتيجية الأمن القومي"على مفهوم أوسع للأمن القومي يرتكز من جهة على "الحفاظ على التفوق العسكري الأميركي وعلى أن الولايات المتحدة هي الدولة الوحيدة التي باستطاعتها شن واستكمال أعمال عسكرية ضخمة بعيدة المدى"، مع التحذير من خطر "المبالغة في استخدام قوتنا العسكرية أو التحرك من دون شركائنا وزيادة العبء على جيشنا... واختصار قوتنا وتعريفها الضيق في العالم بقواتنا العسكرية وعدم التشديد على أهمية "زيادة التعاون والتنسيق العسكري والدفاعي مع السعودية ومصر والأردن ودول مجلس التعاون الخليجي"؛ ومن جهة أخرى، تعزيز الاقتصاد والعلوم والتعليم "لان المعرفة رأس مال" وتطوير مصادر الطاقة البديلة، مشددا على  أن "أمننا القومي يبدأ في الوطن... والإبداع الأميركي يجب أن يكون أساسا للقوة الأمريكية".وبشكل عام فان الوثيقة تحدد نقاطا هي الحوار النشط والمحافظة على تفوق الولايات المتحدة العسكري والاستخدام الواسع للدبلوماسية الاجتماعية والمساعدات التنموية. كما تشير إلى النقلة الاقتصادية من مجموعة الثماني إلى مجموعة العشرين باعتباره "المنتدى الأساسي للتعاون الاقتصادي الدولي". وبينما تفادت الستراتيجية الجديدة اعتبار مسألة نشر الديمقراطية في العالم من ابرز أولوياتها، كما فعلت إدارة بوش، رحبت بالحركات الديمقراطية في العالم، ودعمت المؤسسات الديمقراطية في الدول الديمقراطية الفتية.ومن أبرز محاور الستراتيجية الأمنية الجديدة طويلة المدى التي ستتبعها إدارة أوباما:  التركيز على الإرهاب المتنامي في داخل الولايات المتحدة الأمريكية وفقاً لجون برينان، وهو نائب مستشار الأمن القومي لمكافحة الإرهاب والأمن الداخلي، فإن هذه هي المرة الأولى التي تركز فيها ستراتيجية للأمن القومي على الإرهاب المتنامي في الداخل. ووصف برينان الستراتيجية الجديدة في كلمة أمام مركز واشنطن للدراسات الستراتيجية والدولية، وقال: "رأينا ارتفاعاً في عدد الأفراد الذين يتحولون هنا في الولايات المتحدة إلى رهائن للنشاطات المتطرفة أو أهدافها". وأضاف: "رأينا أفراداً، من بينهم مواطنين أمريكيين، مسلحين بجواز السفر الأمريكي، يسافرون بسهولة إلى ملاجئ آمنة للإرهاب، ويعودون إلى أمريكا وإلى مخططاتهم المميتة التي تعطلها الاستخبارات المنسقة وتطبيق القانون".ولفت إلى أن الضغوط "اللا سابق لها" على (القاعدة) منذ وصول الرئيس باراك أوباما إلى السلطة، حدّت بشكل كبير من قدرة التنظيم وعملياته. واعتبر أن (القاعدة) تعتمد حالياً على "جنود مشاة" تدريبهم ضعيف، قد يتمتعون بالقدرة على التسلل إلى الدفاعات الأمريكية باعتبار أنهم لا يتمتعون ظاهرياً بهيئة إرهابيين.واعتبر برينان المرحلة الراهنة "مرحلة جديدة من التهديد الإرهابي، لم يعد يحدها التنسيق والتعقيد على نموذج اعتداءات 11 أيلول 2001"، لافتاً إلى أن تطوير العدو نفسه من حيث التكتيك "يدفعنا بشكل مستمر إلى

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

كاريكاتير

كاريكاتير

ميثم راضيميثم راضي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram