بغداد / يوسف فعلاعتلى المنتخب البرازيلي صدارة المجموعة السابعة بعد فوزه على منتخب كوت ديفوار بثلاثة أهداف مقابل هدف واحد في إطار الجولة الثانية من المونديال الأفريقي المقامة منافساته في جنوب افريقيا لغاية الحادي عشر من الشهر المقبل . وأعاد منتخب راقصو السامبا الى الأذهان اللمحات الكروية الممتعة التي كان يقدمها زملاء الأمس في البطولات السابقة ،
 بعد ان اجادوا تقديم العرض الكروي الجميل المطرز بالأهداف الملعوبة ،حيث تسيدوا مربعات الملعب من خلال نقل الكرة السريع من اللمسة الأولى والتحرك برشاقة وخفة الى المناطق المؤثرة في دفاعات منتخب الأفيال الذي لم يستطع لاعبوه مجاراة منافسهم لاعتمادهم  اللعب باسلوب تكتيكي لا يتناسب مع قوة المنافس وعلو كعبه  والاعتماد على المهاجم دورغبا في المقدمة ، وابتعادهم عن تأمين المناطق الخلفية ومراقبة لاعبي السامبا لسعي  مدرب الافيال اريكسون الى مباغتة منافسه والقيام بمبادلته الهجمات وعدم الركون الى الدفاع والاكتفاء بقطع الكرات، لكنه عانى من غياب التركيز الذهني للاعبين.وطريقة تسجيل الهدف الأول لمنتخب السيلساو عن طريق فابيانو دليل على امتلاك اللاعبين النزعة الهجومية وتوظيف المهارة الفردية في العمل الجماعي لاسيما انه جاء من جملة تكتيكية رائعة امتزجت فيها الدقة والمهارة والذكاء الميداني بين الثلاثي فابيانو وكاكا وروبينيو ، واستثمار لأخطاء المنافس لوقوف لاعبي الدفاع على خط واحد من خلال تمرير الكرة في العمق الدفاعي وتحرك  فابيانو الذي سدد الكرة بقوة الى الشباك ، وهذا الهدف أعطى الانطباع ان لاعبي السليساو بمقدورهم زيادة الغلة من الأهداف  لانهم كانوا في قمة التركيز والاستعداد الجيد للمباراة . وتسجيل الهدف حفز الأفيال الى ترك مواقع الدفاع والانطلاق في الهجمات التي لم تكن بالخطورة الكافية على مرمى سيزاز لان البناء الهجومي جاء بطريقة مكشوفة غابت عنه الشجاعة الهجومية  ، وتم التركيز فيها على تمرير الكرات الى دورغبا الذي كان محاطا باكثر من مدافع برازيلي ، بعد ان أجاد دونغا مدرب السيلساو زيادة الواجبات الدفاعية للاعبين مع ضرورة الالتزام بتطبيقها في المباريات حيث اكد في تصريحاته الصحافية : ان الهجوم وحده لا يحقق الفوز في جميع المباريات ، وعليك الاحتراس من الهجمات المرتدة وتطبيق الواجبات الدفاعية . لذلك كانت الهجمات تتكسر على صخرة الدفاع البرازيلي التي أحدثت حالة من اليأس في نفوس لاعبي الأفيال انعكست سلباً على طريقة الأداء الفني. وحفز الفشل الهجومي لمنتخب الأفيال لاعبي السامبا الى حيازة الكرة والقيام بالحركات الكروية الجميلة والايعاز الى لاعبي الاطراف بالصعود الى الامام وتشكيل ضغط هجومي يصعب على لاعبي الافيال للحد منه وايقاف عجلته، حتى جاء الهدف الثاني للاعب فابيانو الذي لعب الكرة بيده اكثر من مرة وتجاوز المدافعين واحرز هدف التقدم الثاني الذي كان الضربة القاضية لطموحات الافيال بالعودة الى اجواء المباراة .والغريب ان حكم المباراة الفرنسي تحدث مع فابيانو بعد الهدف وشرح له انه يعلم لعبه الكرة بيده وهذا الاستدراك نقطة ضعف في قرار الحكم ، وقد يكون تأثر بنجومية لاعبي السامبا وأراد مجاملاتهم على حساب القانون والعدالة، واحراز الهدف كان له مفعول سحري للاعبي السيلساو بفرض أسلوبهم التكتيكي، واكتفى لاعبو كوت ديفوار بالتفرج لعدم استطاعتهم قطع الكرات ومجاراتهم فنيا وبدنيا ومهارياً . وما عاب على الأفيال ضعف الجانب الدفاعي حيث لم يقم اللاعبون بالتنظيم الدفاعي الجيد بعد ان ظهروا بأداء سلبي في تطبيق الواجبات الدفاعية ، واستثمر دونغا تلك الثغرات مستفيداً من تقدم مدافعي الأفيال الى المشاركة في الطلعات الهجومية وترك المساحات الفارغة في المناطق الخلفية. ومن هجمة سريعة مُررت الكرة الى كاكا من الجهة اليسرى لعبها بمهارة الى المهاجم ايلانو الذي استثمر وقوف المدافعين الخاطىء حيث انشغلوا بمراقبة الكرة وتركوا المهاجم خلفهم ، وعندما وصلت الكرة الى ايلانو لم يجد اية صعوبة في ايداعها المرمى، مؤكدا فوز منتخبه الذي جاء تتويجاً لمجهوده بانتهاج النزعة الهجومية والتخلي عن الأساليب الدفاعية المقيتة لاسيما ان جماهير الكرة في أرجاء المعمورة كانت تبحث عن مشاهدة العروض الكروية الجميلة المعززة بالأهداف الملعوبة.ومن خطأ دفاعي لدفاع السيلساو أحرز دورغبا هدف فريقه الوحيد براسية لعبها بإجادة تامة الى يسار الحارس سيزاز ، حاول منتخب الأفيال العودة الى المباراة لكن الخبرة والمهارة الفردية العالية والقدرة على حيازة الكرة لأطول فترة مكنت منتخب السيلساو من الفوزوتصدر المجموعة بجدارة واستحقاق جامعا 6 نقاط.ونتيجة اللقاء جاءت ترسيخاً لمبدأ ان كرة القدم الجميلة مازالت تنازع أساليب الدفاع  ورغبات المدربين بالخروج بأقل الخسائر ، وتبقى مقولة خير وسيلة للدفاع الهجوم ماثلة في المونديال الأفريقي.