علي حسين
قالوا في تسويغ جرائم القتل والاغتصاب إنها جاءت لإنقاذ البلاد من الإرهاب، لكنهم بعد شهور كانوا يمارسون القتل ضد متظاهرين جريمتهم الوحيدة أنهم طالبوا بالتغيير،
في ظل نظام اعتقد المواطن المغلوب على أمره مثل جنابي أنه ديمقراطي، وفي ظل مؤسسات أمنية كان يفترض أنها في خدمة الشعب، مازال البعض يعتقد بأنه يحمل تراخيص لإذلال الناس والحط من آدميتهم. اليوم ونحن نقرأ التقارير التي نشرت عن جرائم ارتكبها أحد الضباط يدعى "عمر نزار" ونشاهد مقاطع الفيديو المخزية التي انتشرت في مواقع التواصل الاجتماعي عن الأساليب التي كان يستخدمها هذا الضابط "الهمام" ضد المواطنين لمجرد أنه أعجب بزوجة المتهم، أو وجد نفسه ضجراً فقرر أن يمارس هواية التعذيب. والغريب أن هذا الضابط يصر على أن ما فعله كان حماية للنظام السياسي من الأعداء.. تخيل أن الحكومة السابقة قامت بفتح تحقيق عن الانتهاكات التي ارتكبها عمر نزار وجماعته، ورغم وجود مشاهد فيديو توثق لهذه الانتهاكات.. فأن وزارة الداخلية آنذاك قررت أن تكافئه فمنحته رتبة أعلى وأرسلته إلى مدينة الناصرية ليلقن شباب الاحتجاجات دروساً في "الوطنية"، وسنجده في لحظة "زهو" يقرر قتل عشرات الشباب في عملية ممنهجة لاستعادة ممارسات التسلط على الناس، وليعيد إلى الأذهان أساليب القتل والخطف التي تمارسها الحكومات المستبدة. سيقول البعض إن هذه حالات فردية متناثرة هنا وهناك، ونقول إنها رسائل رعب ترسل لكل من يختلف مع منهج الخراب والتسلط، ولهذا لن يكون مفاجئاً أو غريباً قرار عادل عبد المهدي بالسماح لجميل الشمري بعد مجزرة الناصرية أن يتبختر داخل وزارة الدفاع، وأن يتم التستر على ما فعله مهدي الغراوي في الموصل.
اليوم علينا جميعاً أن ندرك أن لا استقرار لوطن يمارس فيه الجلاد وظيفته بقوة القانون، وعلينا أن نقولها مرة ومرتين وإلى ما لانهاية، إن الجلادين ومن يقوم بحمايتهم يجب أن لا يفلتوا من قبضة القانون، وعلينا أن ندرك جميعاً أن لاعدالة مع مثل هكذا مؤسسات أمنية، ولا استقرار مع قوانين عرجاء، تقفز كلما أرادت الناس أن تحاسب المفسدين والسراق والمزورين والقتلة، وتصمت عندما تنتهك آدمية الإنسان، ولا مستقبل لبلاد يقودها مسؤولون يرون الجريمة وينكرونها وكأنها لم تحدث.
ليس هناك قدر يحتم على البشر أن يتحولوا إلى ضحايا لوحوش بشرية، لكن أنظمة القمع والخراب هي التي تصر على أن نبقى أسرى لعمر نزار وجماعته .أجهزة أمنية تعيش على وهم القوة وعصر السجون المخيفة وزنازين الموت.
إن ما شاهدناه من استباحة لدماء العراقيين واسترخاص حياتهم وامتهان كرامتهم، ليس له تعريف سوى أنه تعبير عن فشل النظام السياسي الذي صمت على مثل هذه الجرائم ، وانه مصر ان تبقى صورة علي حسن المجيد حاضرة في الاذهان .
جميع التعليقات 2
Khalidmuften
من ناظم كزار إلى حسن المجيد وعمر نزار ستظل سياط الجلادين تدمي ظهور الاحرار والشرفاء .
سمراء
لقد بلغ السيف الزبى ، وعادت نفس العيون الشرهة والأفواه المزبدة الى الوعيد والتهديد ، ألا من ناصر ومعين لهذا الشعب ، الذي تولى المجرمون حكمه عبر التاريخ .