TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > العمود الثامن ..دروس من البصرة

العمود الثامن ..دروس من البصرة

نشر في: 21 يونيو, 2010: 05:26 م

علي حسين جاءت حادثة مظاهرات البصرة وما تبعها أمس من تظاهرات في عدد من المدن لتفتح جراحاً كثيرة وتطرح أسئلة أكثر أولها: هل تعجز الحكومة عن إقامة علاقة طيبة مع المواطن، هل ساعدت الحكومة المواطن في الوقوف بوجه الجشع الذي انتشر في كل مكان  مستنزفا ما في جيوب الناس ليستغلهم  بهذا الشكل البشع؟
ومثل  أزمة الكهرباء تحدث أزمات في كل مرافق الحياة يواجهها المواطن المسكين بمعزل عن دعم الحكومة ورعايتها،  من واجبات الدولة الأساسية  أن تحمي الناس ليس بالمفهوم الأمني للحماية، فهذا أصبح صعب المنال ولكن بمعنى حماية الناس من سوء الخدمات   التي تحول فقدانها إلي جهنم يكتوي الجميع  بلهيبها. يمكن أن يقول  (المبرراتية )إننا وسط جو امني مشحون وان البلاد تتعرض لهجمة شرسة من الإرهابيين .. ولكن هذا ليس مبررا أن تتعطل حياة الناس بسبب سوء الخدمات،وبسبب بيروقراطية المسؤولين التي لم تجد قوانين تفرض عليها عقوبات مشددة. كنا دائماً نطرح سؤالاً لا نجد له إجابة: لماذا يشكو الناس، ولماذا لا تجد شكواهم صدى عند الحكومة؟  الإجابة تكمن في الجدار الذي وضعته الحكومة بينها وبين الناس.ملايين ومليارات تسرق وتبذر، ولا نسمع سوي شكاوى المسؤولين ومطالبتهم الدائمة  بمزيد من المزايا والامتيازات.  من المسئول عن ذلك؟.. الحكومة.. الحكومة.. الحكومة يجب أن تنحاز للفقراء والمواطن البسيط، مثلما تفتح قلبها وعقلها وخزائنها للمسؤولين وأصحاب القرار . نريد حكومة مهمتها الأولى أن ترفع المعاناة عن كاهل الناس، وأن تكون قوية وثابتة، وليست مرتعشة ولا مهتزة.   إذا أرادت الحكومة أن تعرف لماذا لا يشعر كثير من الناس بثمار التغيير بعد الخلاص من اعتى الدكتاتوريات،عليها أن تشخص المسؤولين المفسدين وتضربهم  بيد من حديد، وسيساعدها الجميع في هذه المهمة الوطنية، ليس معقولاً ولا مقبولاً أن تعيش مدن كاملة بلا خدمات  وأن تجني ثمار التغيير  فئة قليلة كانت وما زالت ترقص على كل الحبال.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

إيران: لن نسمح بتكرار أحداث سوريا والمسلحون لن يحققوا أي انتصار

المخابرات الفرنسية تحذر من نووي إيران: التهديد الأخطر على الإطلاق

نعيم قاسم: انتصارنا اليوم يفوق انتصار 2006

نائب لـ(المدى): "سرقة القرن" جريمة ولم تكن تحدث لو لا تسهيلات متنفذين بالسلطة

هزة أرضية تضرب الحدود العراقية – الأيرانية

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram